السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“شفتك في حضن جارتنا يا عمو”.. التفاصيل الكاملة لمقتل فتاة بـ35 طعنة على يد عمها بالشرقية

القاهرة 24
حوادث
الخميس 05/ديسمبر/2019 - 11:27 ص

فتاة صغيرة بالكاد أتمت ربيعها السادس عشر، واهنة ابتلاها الله بصعوبة كبيرة في القدرة على الحديث، لكن صفاء قلبها كان الشيء الطيب الذي يحسدها عليه الكبير قبل الصغير، حتى أوقعتها براءتها الطفولية في ما لا يُحمد عُقباه؛ إذ ساقها الحظ العثر لرؤية عمها في أحضان جارتهم حال مرورها أمام شقته بمنزل الأسرة، لكنها أفصحت له صراحةً عما رأته ليُقرر الأخير قتلها بأبشع طريقة تخطر على قلب بشر.

على بُعد أمتار قليلة من مدخل القرية المعروفة باسم كفر “عبد الله عزيزة”، الواقعة بأقصى جنوب محافظة الشرقية، وبالتحديد مركز منيا القمح، عاشت الصغيرة “ميرنا” سنواتها القليلة في الدنيا هادئة الطباع لا تحمل لأحد ضغينة مهما حدث، لكن تلك الطيبة كانت السبب في أن تنتهي حياتها بغتةً من دون مقدمات؛ إذ قُدر لها أن يكون لها عم “بصباص”، لا ينفك أن يبحث عما يريده الرجل من المرأة كلما واتته الفرصة، حتى أنه لم يحتمل غياب زوجته عند أهلها ليأتي بغيرها إلى منزله.

مع الساعات الأولى لغياب الشمس عن سماء القرية ليلة الأربعاء قبل الأخير من شهر نوفمبر، وبينما كانت ميرنا متواجدة أعلى سطح المنزل تباشر الطيور أو “تشم هوا” كعادة بنات الريف، تناهى إلى مسامعها صوت أنثوي تعرفه جيدًا آتٍ من شقة عمها الموجودة بالمنزل، وما إن استرقت السمع والتفتت ببصرها لترى وتتأكد من صاحبة الصوت الموجودة برفقة عمها إلا وكانت الصاعقة، فمن تتأوه وتُصدر الأصوات الحانية جارتهم التي تعرفها الصغيرة عن ظهر قلب، هذا عن الصوت، أما الصورة فكانت مشهدًا واضحًا وفاضحًا لعلاقة كاملة بين العم والجارة.

هرولت الصغيرة سريعًا على السلم في طريقها إلى شقة أسرتها دون أن يراها العشيقان، وراحت تُغلق على نفسها الأبواب ببراءة من رأت شيئًا غير مألوف أو معهود عليها، قبل أن يمر اليوم سريعًا ويهبط عمها إلى مسكنهم كعادته كلما راح أو جاء مر عليهم يطمئن على أحوالهم في غياب والدهم -شقيقه- الذي يعمل بالأراضي الإيطالية، وهنا كانت الظروف مثالية لبداية النهاية؛ وبصراحة وطيب نية راحت الفتاة تقُص على عمها ما رآته وكأنها تحكي له مشهدًا دراميًا من أحد المسلسلات، إلا أن الأخير انتظرها حتى تنتهي، قبل أن يطلب منها ألا تُخبر أحدًا بما رآته.

عاد العم إلى خلوته في شقته التي غابت عنها زوجته بعدما ذهبت إلى منزل أهلها لأجل حضور حفل زفاف شقيقها، على أن تعود فور انتهاء الحفل نهاية الأسبوع، وبين هذا وذاك يُقلب الزوج الأمر في رأسه ويتشاور مع شيطانه وفلك الحوار يدور حول تساؤل واحد وأم يخشى حدوثه؛ ألا تعرف زوجته بأنه زير نساء يخونها في غيابها، على متاعها، مع جارته، خاصةً وأن الأخيرة متزوجة هي الأخرى.

حسم العم أمره ورضخ لشيطانه وهو يوسوس له بما سيفعله صبيحة اليوم التالي، فهو يعرف تمام المعرفة أن زوجة شقيقه -والدة الفتاة) تذهب كعادتها للجلوس رفقة زوجة شقيق زوجها “سلفتها” بالدور الأسفل من المنزل، وابنتها الكبرى -شقيقة ميرنا- الطالبة بالمرحلة الثانوية التجارية، تتسوق ما يحتاجه المنزل يوم الخميس من كل أسبوع، لتكون الصغيرة هدفًا مثاليًا وحدها في الشقة في غياب الأم والأخت، لكن ما ألح عليه تنفيذ مُخططه أن زوجته تفصلها ساعات قليلة عن العودة إلى منزلها، وربما أخبرتها الطفلة بما رأته كما قصته عليه.

مع صباح الخميس، ذهبت الأم كعادتها إلى الجلوس مع “سلفتها” والأخت الكبرى غادرت إلى سوق القرية لشراء حاجيات البيت الأسبوعية، وما إن خلا المنزل على ميرنا حتى راحت الفتاة تستمع إلى الموسيقى عبر مشغل أغاني، وبالطبع لم يكن الصوت منخفضًا؛ فمن صعُب عليها النطق لن يكون السمع لها هينًا، ليُكمل الصوت العالي المشهد المثالي لخطة العم، والذي استل سكينًا من مطبخ مسكنه وهبط من فوره إلى مسكن شقيقه يُسرع الخُطى لتنفيذ جريمته، وما إن فتحت الفتاة الباب حتى عاجلها بسؤال يتأكد منه إذا كانت وحدها أم أن والدتها لم تذهب كعادتها إلى “سلفتها”، لتؤكد له الفتاة أن المنزل لا يوجد به سواها، فيدفعها العم إلى داخل المنزل ويُغلق الباب، قبل أن يُخرج سكينه التي خبأها في طيات ملابسه.

خمس وثلاثون طعنة كانت نصيب الفتاة وعقابها على سردها ما رآته لعمها، وكانت الطعنة الأخيرة قاسية إلى الحد الذي استقر معه سلاح السكين في رقبتها وقد نفذ من الجانب الأيمن إلى الأيسر، ليتركه العم ويفر سريعًا إلى خارج المنزل وقد أحكم إغلاق باب الشقة وتأكد من أن أحدس لم يراه.

عادت والدة الفتاة وشقيقتها الكبرى بعد سويعات قليلة، وما إن دلفت الأم إلى المنزل حتى فوجئت بغرفة نوم ابنتها بابها مفتوح على غير العادة، قبل أن تلمح جسد الصغيرة مُسجى على الأرض وسط بركة من الدماء وقد فاضت روحها إلى بارئها، لكن نوافذ الشقة كانت سليمة ولا يوجد ما يُدلل على وقوع الجريمة سوى السكين المغروس في رقبها في منظر أقل ما يوصف به أنه الأكثر بشاعة ووحشية في الجريمة.

الأمر لم يكن هينًا بالنسبة لجريمة غابت الشكوك عن أطراف خيوطها التي تقود إلى الجاني، وهو ما تجلى في مرور نحو أسبوعين قبل أن تتكشف أستار ما حدث؛ إذ دلت التحريات السرية لفريق البحث الجنائي، والذي ترأسه الرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، بإشراف وقياده العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية بالمديرية، وبالتنسيق مع العميد ماجد الأشقرـ رئيس قطاع الأمن العام، عن أن المشتبه فيه بارتكاب الجريمة هو عم الفتاة.

جرى ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بارتكاب واقعة القتل، والتي سبق متحرر عنها تحرر عن ذلك المحضر رقم 9992 إداري منيا القمح لسنة 2019، قبل أن يُدلي باعترافات تفصيلية حول الواقعة وأسبابها وما حدث بينه وبين جارته بنت الـ 21 ربيعًا، متزوجة من أحد جيرانه بالمنطقة، وأنه كان يواقعها في غياب زوجته وارتكب جريمته خشية أن تعرف الزوجة بخيانته لها، فيما وجهت النيابة العامة للمتهم تهمة القتل العمد مع سابق الإصرار والترصد، وأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

تابع مواقعنا