الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“أن تحبك هي!”

القاهرة 24
الجمعة 13/ديسمبر/2019 - 05:55 م
  • في سبتمبر 2017 الدكتورة الأمريكية “أماندا هيس” أخصائية النساء و التوليد كانت هي نفسها حامل في شهورها الأخيرة وكانت مستمرة في عملها في مستشفى “Frankfort Regional Medical Center” في ولاية كنتاكي بأمريكا.. المستشفى دي واحدة من أكبر وأهم المستشفيات اللي تقريبًا مافيهاش راحة من كُتر ضغط الناس عليها وثقتهم فيها.. ده غير كمان إن ” أماندا” نفسها دكتورة بتحب شغلها جدًا وممكن تسهر فيه كذا يوم ورا بعض.. يعني باختصار ” أماندا” كانت الشخص المناسب جدًا في المكان المناسب جدًا”.

 

  • ولما قرب ميعاد ولادتها أخذت أجازة من الشغل وإتحجزت في نفس المستشفى اللي كانت بتشتغل فيها استعدادًا للولادة ..  في نفس المستشفى وفي نفس الوقت كان فيه مريضة من المرضى اللي بتتابعهم “أماندا”  قبل أجازتها بدأت تولد فجأة هي كمان وكانت ولادتها متعسرة والدكتور المسئول عن الحالة كان خارج المستشفى في استراحة.. المشكلة إن ” أماندا” خلاص هي كمان بدأت تولد وإدوها حقنة مسكنة عشان تدخل في مرحلة الولادة الخاصة بيها.. سمعت ” أماندا” بعد ما خدت الحقنة دوشة وحركة بره الأوضة بتاعتها.. سألت واحدة من الممرضات اللي جنبها وعرفت منها إن فيه حالة ولادة متعسرة وإن الدكتور اللى مسئول عنها بدالها مش موجود وجاي في الطريق وقدامه شوية وقت.. رغم إنها مش في وعيها 100 % وتركيزها مش في أفضل حالاته لكن “أماندا” شدت الغطا من عليها ونزلت من سريرها الطبي وهي في الحالة دي ووسط استغراب الممرضات وكل اللي حواليها واتجهت بدون ما تتكلم لغرفة الست التانية اللي بتولد وتدخلت عشان تساعدها تولد!.. طبعًا الكل حاول يمنعها على أساس إنتي في إيه ولا في إيه ما تخليكي في حالك إنتي.. لكن هي أبدًا وكملت اللي بتعمله كأنها مش سامعاهم وفعلًا ولدّت الست التانية ونجحت العملية وبعد ما أطمنت على المريضة رجعت على سريرها عشان تولد هي.. ولدت “أماندا” وجابت بنت سمتها ” إيلين” وبقت قصة تفاني ” أماندا” في شغلها  واحدة من أهم القصص اللي خدت حيز وانتشار في الصحافة العالمية.
الطبيبة "أماندا هيس"
الطبيبة “أماندا هيس”

 

 

  • السيدة “أنوار أحمد محمد” من محافظة المنيا.. بقالها في القاهرة 15 سنة.. بتصحي الساعه 4 الفجر وتنزل تشيل الأنابيب وتوزعها على الأفران والمحلات اللي بتتعامل معاها.. بتخلص شغل الساعة 12 ونصف الظهر وبترجع تتغدى مع ولادها.. رغم صعوبة الشغلانة بس مش مكسوفة وبتقول:”أنا ببقى فرحانة إني شغالة في مهنتي دي وأصريت عليها، وببقى فخورة بنفسي لما أكون راكبة التروسيكل اللي بنقل بيه الأنابيب والناس تشاورلي من العربيات إنتي جدعة إنتي ست بميت راجل.. مفيش فرق بيني وبين أي راجل الفرق بيني وبينهم إني بتحدى نفسي وبتعلم شغلانة، الست دلوقتي بقت وزيرة ومديرة.. أنا بالنسبة لولادي أبوهم وأمهم ومفيش حد نقوله عاوزين مصاريف أو معاش، أنا مبستناش حد يديني فلوس بشيل على كتفي وبنزل وبحمل وأطلع وأبيع واشتري عشان خاطر آخر اليوم ألاقي فلوس حلال مش عاوزة عيالي يبقى ناقصهم حاجة”.

 

أنوار أحمد
أنوار أحمد

 

 

  • الإنبوكس:

– الرسالة الأولى:

  • أنا “أحمد”.. عايز أتكلم عن “ندى”.. مش عارف المفروض البداية الصح تكون من فين.. يعني أحكي عن زنقتي لما كنت رايح أتقدم لوالدها وأنا ظروفي وظروف أسرتي على قدها وإزاي إنها ضغطت على بيتها عشان يوافقوا وإزاي إن والدها عشان لسه مش عارف مين الواد اللي جاي يتقدم ده وتحت إلحاح بنته وافق بس موافقة شبه الرفض لما طلب طلبات صعبة والمفروض تتنفذ في وقت قصير!.. لحد هنا الطبيعي إن دورها هي يقف كواحدة جالها عريس بتحبه، والعريس يشتغل بقي ويتفحت ليل نهار عشان يوفي بطلبات الأب.. بس لأ!.. “ندى” نزلت اشتغلت وهي خبرتها صفر ورغم إنها لسه متخرجة جديد عشان تساعد معايا!.. اشتغلت شغل في مكتب جرافيك من 9 الصبح لـ 4 العصر يوميًا، وشغل من البيت أون لاين من الساعة 6 للساعة 12 وأحيانًا 1 بالليل!.

وتابع:” دفنت نفسها في الشغل عشان تساعدني في تنفيذ المطلوب مني من والدها!.. دفنت نفسها في دوامة الشغل للدرجة اللي خلّتني مش بقدر أشوفها خالص!.. حتى لما في مرة قولتلها طيب يا بنتي كنسلي شغل الأون لاين النهاردة عايز أقابلك عشان وحشتيني كانت بترد: “غصب عني يا “أحمد” بس كل اللي بعمله النهاردة عشان نبقى مع بعض على طول بكره!”.. أحكيلك عن سفرها من محافظة لمحافظة تانية الساعه 3 الفجر لما عرفت مني إن أختي عملت حادثة ومحتاجة نقل دم عشان تتبرع لها!.. ولا أحكيلك عن سهرها بالكذا يوم ولفها يمين وشمال في ألف محل عشان تنسق هدية جايبهالي!.. هدية غالية ونادرة ومش عند ناس كتير!، ولما أقول لها تعبتي نفسك ليه ماكان كفاية حاجة عادية أو بس كلمة صغيرة منك ترد وتقول:”إنت مش زي حد فهديتك مش لازم تبقي شبه هدية حد!”.. أحكيلك عن لما جالي التهاب رئوي واتحجزت فى المستشفيى وصممت إنها تبات معايا كمرافق رغم إننا كنا لسه مخطوبين!، والموقف اللي هزني إني في مرة صحيت من النوم بالليل وفتحت عيني فلقيتها قاعدة على الأرض وضهرها ليا بتصلي وبتدعي ربنا عشاني وهي بتعيط!، وبالمناسبة هي ماتعرفش لحد اللحظة دي إني شوفتها أو سمعتها وقتها.. والله قلبي كان عايز يحضنها.. دايمًا أقول لـ”ندى”: (إنتي صعبتيها عليا أوي، وخليتي أي كتير هعمله معاكي قليل).

– الرسالة الثانية:

  • أنا “منير راضي”.. صاحب توكيل ملابس كبير هنا في مصر.. بيشتغل معايا في كل فروع شركتي إجمالي موظفين وعمال 124 شخص.. 81 راجل و43 بنت.. كل الموظفين اللي عندنا ناس متفانية في شغلها لأبعد درجة بس تفاني البنات في الشغل مختلف شوية.. ده مش تحيز في المطلق لإني قلت في الأول إن كل الموظفين عندنا شباب عظيم بس القصة ليها بداية لازم تكون عارفها.. أنا أصلًا لما بدأت مشروعي من 14 سنة كنت معتمد على فريق كله من الرجالة بس ظنًا مني إني عايز أنجز ووجود بنات في الشغل مش هيسمح لي إني أتعصب على حد منهم لو فيه حاجة اتأخرت أو غيره.. إحنا كرجالة نستحمل بعض والراجل بيفوت يعني لكن تتعامل مع بنت كمدير لازم هتحافظ على درجة تون صوت معينة.. مش دايمًا هتقدر تخصم.. مش دايمًا هتقدر تتعامل بشدة لإنها فجأة ممكن تفتح في العياط والدنيا تبوظ أكتر!.. عشان كده كنت عايز أريح دماغي وقلت بالتالي مفيش بنات.. بدأنا كده سنة اتنين تلاتة والأمور كانت ماشية كويس الحمد لله.. مع بداية السنة الرابعة ضرورة الشغل خلّتني أجيب بنت.. تمام ماشي زي بعضه.. والبنت جه بعدها بنتين وخمسة وسبعة وعلى آخر السنة الرابعة بقوا 17 بنت واللي وصلوا حاليًا لـ 43 بنت!.. كل شهر بيعدي كانت بتكبر جوايا ثقتي في العنصر النسائي في الشغل.. الزاوية اللي البنات بيشوفوا بيها المواضيع مختلفة وحلوة!.

“أي مكان شغل في الدنيا محتاج الجانب العاطفي في تفاصيله ومش معنى إنه شغل يبقى مرادف للشدة على طول الخط!.. موظف عندنا تعب شوية فتلاقي اللي بيهتم يبلغ الزملاء وبيتولى مهمة تجميع فلوس من الباقيين عشان يجيبوا بيها هدية ويروحوا يزوروه؛ بنت!.. حد هيتجوز؛ تلاقي بنت هي اللي بتقود حملة التخطيط إيه اللي ممكن يتعمل عشانه من موظفين الشركة!.. أعياد ميلاد الموظفين، واللي بيكونوا البنات حافظينها كلها والتكتيك بتاع كل عيد ميلاد إزاي يعملوه ويفاجأوا صاحبه بدون ما يحس.. الحاجات الحلوة زي الطوفي والملبس اللي من وقت للتاني تدخل واحدة توزعها على الكل!.. ومش في كده بس لكن كمان في الشغل نفسه برضه!.. لو ظروف الشغل احتاجت تزويد ساعات عمل بلاقي البنت من دول عادي جدًا تسهر في الفرع عشان جرد أو استقبال بضاعة جديدة جاية.. هما برضه لما بيحبوا شغلهم بيبقوا مخلصين ليه بشكل مش معقول وأحيانًا لدرجة تسبق الرجالة!.. فيه واحدة جالها فرصة شغل بمرتب أكبر في توكيل تاني فجت تستأذن مني إنها عايزة تروح.. أساسًا فكرة إنها تيجي تستأذن ده ذوق مش موجود عند ناس كتير.. قدام ذوقها كان لازم أوافق.. البنت قالتلي إنها هتفضل مستمرة لحد ما نجيب حد بديل.. طيب يا بنتي إنتي المفروض تبدأى شغلك هناك إمتى.. قالتلي أول الشهر.. أول الشهر ده اللي هو كمان يومين؟.. آه بس مش مهم ممكن أأجلها لحد ما نلاقي حد مكاني!.. طيب وهما هيرضوا يصبروا عليكي!.. قالتلي آه هحاول.. طيب عليكي بإيه من ده كله؟.. ترد: “المكان ده بيتي وابني في نفس الوقت يا أ. منير!، ماينفعش أسيبهم غير وأنا مطمنة!”.. المهم فضلت موجودة لحد إمتى؟.. 28 يوم لحد ما لقينا البديل!.. فيه حد يعمل كده؟.. البنات وجودهم بهجة، وعمرهم في أي تعامل مابيدخلوا عليك بإيديهم فاضية سواء من حنية أو كلمة لطيفة أو حتى حتة بونبوني لذيذة بطعم الفراولة زي اللي جابتهالي واحدة من البنات دلوقتي وأنا بكتب الرسالة”.

 

– الرسالة الثالثة:

  • أنا “شادي”.. كنت راكب المترو الأسبوع اللي فات وفيه بنت معانا في العربية اتعرضت للتحرش!.. عرفت إزاي؟.. أكيد مش أنا اللي اتحرشت بيها بس البنت شكلها بنت ناس ومحترمة وفجأة لقيناها بتصرخ وماسكة في شاب شكله مش مظبوط وبتضربه بالشنطة بتاعتها ومش بتقول غير كلمة “يا كلب”.. مش عارف دي بقت حالة عامة ولا ظروف عربية المترو دي بالذات كده بس ماكنش فيه أي تضامن من أي حد مع البنت!.. ويمكن الراجل ولا الاتنين اللي فتحوا بوقهم كانوا بيعلقوا على لبس البنت!.. اللي بالمناسبة ماكنش فيه أي حاجة غلط!.. كلنا كنا واقفين بنتفرج”.

وأكمل:”أنا كنت جبان، وكل اللي كانوا واقفين محدش كلف خاطره يسألها فيه إيه.. الفكرة إن سكوتنا خلّى الواد اللي المفروض متحرش يبدأ هو كمان يقاوح مع البنت ويزقها زق ويشتمها.. في لحظة كده ماتعرفش جت منين ظهرت بنت تانية زقت البنت الأولانية ومسكت المتحرش ده نزلت فيه ضرب وتلطيش.. يمكن لو كان اتحرش بيها هي ماكانتش هتكون بالعنف ده معاه!.. اللي عملته ده شجع كام واحد من اللي لسه باقي عندهم شوية نخوة إنهم يمسكوا الواد معاها.. غرست ضوافرها في رقبته ووشه وحلفت إنها مش هتسيبه إلا عند الشرطة!.. مسكت الواد بإيد وبالإيد التانية سحبت البنت الأولانية وشخطت فيها، وقالتلها: “لما بعد كده حد يلمسك أي لمسة تضربيه كدهو كدهو كدهو”.. وطبعًا بعد كلمة “كدهو” كان فيه قلم بينزل رزع على وش الزفت إياه.. المترو وصل المحطة والبنت التانية ماسكة الواد كإنها بتجر خروف وراها.. كنت من اللي مشيوا وراهم عشان أكمل فرجة.. أو أكمل جبن وكسفة من نفسي على وجه الدقة.. الظابط بتاع المحطة لما شاف المنظر كان فاكر إن اللي هتعمل البلاغ  هي البنت التانية من كتر التصميم والنظرات اللي في عينيها!.. اللي أنقذ البنت كانت بنت زيها ومش عارف لولا ظهورها كان إيه اللي ممكن يحصل.. بنت كانت أرجل مننا وهي اللي خلّتني وخلّت ناس كتير حضروا الموقف يتكسفوا على دمهم لما شافوها بتدافع إزاي عن واحدة بنت برضه لا حول ولا قوة بيها!.. أنا مدين ليها إني بسببها بقيت أتمنى إني أكون إيجابي أكتر لما أشوف موقف زي ده تاني أو في حياتي عمومًا.

 

  • الرد:

الحب مزروع بالفطرة في بنت حواء مهما كان سنها أو صلة قرابتك بيها.. كلهن آلة حب.. يعني وهي سايبة إيديها كده أي فعل بيخرج منها متغلف بالحب.. الحب بمعناه الشمولي لكل وأي حاجة.. بشكل عام عمري ما عرفت إن فلانة بتحب فلان أو كذا إلا وكنت متأكد إنها هتعمل المستحيل عشان خاطر اللي حبته.. زوج.. ابن.. حبيب.. أخ.. شغل حتي.. تو ما الحب اتوجد تو ما تقدر تثق إن ضهرك محمي بيها.. وجودهم بيضفي بهجة محدش يعوضها، وعيونهم بتشوف تفاصيل مش كتير بيشوفوها.

الكاتبة المصرية “هاجر عبدالوهاب” كتبت بتوصف والدتها وبتقول: “حتى أن مقتنيات أمي تشبه قلبها، هاتفها لا تنفد بطاريته مهما استهلكته وأنهكته، حقيبتها لا ينضب خيرها، تأكل وتشرب وتتدواى منها وقد تتسع لتحملك فيها، معطفها قادر على أن يدفئ شتاء لندن، يداها تجيد الطبخ وخياطة ثوبي وإصلاح الأشياء وقلبي”.. البنت كلمة السر وحصن أمان للي مالوش حصن وبدون ما يطلب.

تابع مواقعنا