يعاني منه 20% من المصريين.. أطباء يوضحون أسباب الاكتئاب وأعراضه وطرق علاجه
أرجعت الدكتورة وردة فتحي، طبيبة نفسية، سبب مرض الاكتئاب لسبب بيولوجي، حيث حدوث تغيير في كيمياء المخ نتيجة نقص هرمون السيراتونين، أما المؤثرات الخارجية ما هي إلا عوامل تؤدي للاكتئاب وليست هي المسببات.
وأضافت الطبيبة النفسية لـ”القاهرة 24″، أن هناك فرقًا بين العرض والمرض، ففي حالة العرض يمارس الإنسان حياته بشكل طبيعي على الرغم من أنه يشعر بالملل والزهق، فأكثر من 20% من المصريين يعانون من أعراض اكتئاب، لكنهم ليسوا مرضى ولا يعانون من نقص سيراتونين في المخ، فمريض الاكتئاب لا يمارس حياته بشكل طبيعي، بل يؤثر المرض على حياته ووظائفه بشكل كامل، لأنه يعاني تغييرًا في كيمياء المخ أفقدته الاستمتاع بحياته.
وأوضحت، أن هناك مرضى اكتئاب يعانون من نقص السيراتونين في المخ، مع أنهم لا يعانون في حياتهم، مثلما في الاكتئاب الموسمي المصاحب لتغيير الفصول ودخول فصل الشتاء، فالضغوط الاجتماعية تساعد في ظهور الاكتئاب لكنها لا تسببه.
وبينت، أن نقص هرمون السيراتونين في المخ، يؤدي إلى تغيير مزاج الإنسان ويجعله منعزلًا، وفاقد الشغف والحب لكل ما كان يحبه من قبل، فإذا كان يستمتع بذهابه للنادي يصبح كاره له، وإذا كان يحب عمله، يبتعد عنه فجأة، ويلازمه إحساس بأن جميع أيامه صعبة وحزينة، الدكتورة وردة مضيفة.
وتابعت، مريض الاكتئاب ليس لديه ثقة في نفسه، ويفقد شهيته في المأكل، كما أن نشاطه يصبح قليلًا، فالطالب يهمل في دروسه ولا يذهب لمدرسته أو جامعته، والموظف لا يذهب لعمله، فالاكتئاب يؤثر على وظائف المريض، ومن الممكن أن يفكر في الموت، لكن هناك العديد من مرضى الاكتئاب لا يريدون الانتحار مخافة العذاب في الآخرة، لكنهم يتمنونه.
وأكدت فتحي: “هناك محاولات انتحار في حالات الاكتئاب الشديدة، لذلك نحن لا بد أن نسأل المريض حتى نحدد درجة اكتئابه، لأنه لو كان يعاني من اكتئاب شديد لابد من حجزه داخل مصحة نفسية، ولا بد أن نبعد كافة الأدوات الحادة من أمامه، ونأخذ كل كلامه على محمل الجد”.
وعدد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أعراض مرض الاكتئاب، فمريض الاكتئاب فجأةً لا يقدر على الاستمتاع بحياته، يحدث تغييرات له في التعامل مع الناس، ويبدأ المريض بالهرب منهم، وكذلك يكره عمله ويجلس فترات طويلة منعزل عن الأهل داخل غرفته.
وذكر: “مريض الاكتئاب يفقد ذاته وهويته النفسية، وكذلك يفقد القدرة على الكلام والضحك فلم يعد مثل سابقه، انعزل عن أصدقائه بعدما كان يشاركهم حياته، كره الشغل بعدما أحبه، وهنا يأتي دور الأسرة التي تلاحظ بسهولة أن ابنها ليس لديه صداقات ولا يخرج ولا يتحدث مع الناس، ولا يندمج مع الأسرة، ويبدأ في قول عبارات مثل أنا مليت، وأنا زهقت، يارب أموت”.
أما عن علاج الاكتئاب، فبينت الدكتورة وردة فتحي، أن برنامج العلاج يستغرق عادة من 3 وحتى 6 أشهر، حيث يبدأ البرنامج بالعلاج الدوائي الكيميائي وهو عبارة عن مضادات اكتئاب وذلك لزيادة إفراز هرمون السيراتونين وبالتالي ضبط كيمياء المخ، ثم يأتي بعد ذلك العلاج المعرفي السلوكي، وهو المعني بتغيير النظرة السلبية التي يعاني منها المريض في حياته، فبدلا من رؤيته النقطة السوداء داخل لوحة حياته والتركيز عليها، يصرفه العلاج السلوكي لرؤية اللوحة بأكملها ليغير من طريقة تفكيره وبالتالي تغيير سلوكه وتصرفاته، وتكون جلسات تغيير السلوك المعرفي من 8 إلى 12 جلسة، بمعدل جلسة واحدة أسبوعيا، أما عن برنامج العلاج لمرضى الاكتئاب الشديد تستغرق من ستة أشهر حتى عام كامل مع الحجز بالمصحة النفسية.
وأردفت، في حالات الاكتئاب المزمن يكون العلاج الدوائي عبارة عن العلاج بالصمامات الكهربائية وليس بمضادات الاكتئاب، والصمامات الكهربائية تتم في غرفة تحت إشراف طبيب تخدير، فهي ليست سيئة كما عكسها الإعلام، فهي طريقة علاج آمنة وجيدة وتؤتي ثمارها، وتكون من 4 إلى 6 جلسات.
وأشارت الطبيبة النفسية، إلى أنه عقب انتهاء العلاج الدوائي والسلوكي، يأتي العلاج الوقائي، وذلك بعدما يتحسن المريض، حتى لا ينتكس مرة أخرى، ففي الخارج يذهب الناس لإجراء الفحوصات النفسية بشكل دوري وهم أشخاص أصحاء نفسيًا، لا بد أن تكتسب مصر هذه الثقافة، ولا يرجعوا المرض النفسي إلى نقص الإيمان أو الروحانيات.