طبيبة نفسية تضع روشتة لتعامل الأسر والأصدقاء مع مريض الاكتئاب: لا تتهموه بأنه ناقص الإيمان

أكدت الدكتورة وردة فتحي، طبيبة نفسية، أن أهل وأصدقاء المريض النفسي عامة، ومريض الاكتئاب خاصة، عليهم عامل كبير جدًا يتمثل في حسن احتواء المريض، والتفهم الصحيح لمرضه.

وأضافت في تصريحات لـ”القاهرة 24″، أنه لا بد على الأهل والأصدقاء أن يذهبوا بالمريض لطبيب نفسي فور ملاحظة أعراض الاكتئاب عليه، ولا ينساقون وراء أفكار المجتمع المتخلفة بأنه مجنون وسيؤثر على صورتهم أمام الناس، فلا بد أن يكفوا عن التعامل مع المرض النفسي على اختلاف أنواعه بأنه وصمة عار.

وتابعت، أن المرض النفسي مثل أي مرض، وأسبابه كيميائية ترجع لنقص مادة السيراتونين داخل المخ وليس بمزاج الإنسان، مبينةً أن معظم الأهالي والشيوخ يتهمون المريض بأنه لديه نقص في الإيمان بالله، فهو هش وشخصيته ضعيفة ليس لديه قناعة بالقضاء والقدر، وهذا كله من شأنه أن يزيد الاكتئاب لديه، ويترسخ بداخله أنه شخص فاشل والمشكلة تكمن داخله.

وأوضحت “فتحي”، أن الأسرة يجب عليها أن تعي جيدًا ألا تطلب من مريض الاكتئاب أن يخرج ويتمتع بزيارة أماكن جديدة مثل شرم الشيخ أو غيرها، فهو سيرى الحياة سوداء في أي مكان يذهب إليه، مدللةً على ذلك بالشخص الذي انتحر وهو يقوم بتأدية مناسك العمرة بالسعودية على أمل تغيير المكان ومحاولة الاستمتاع بالحياة، مشددةً على أنه لا بد أن تخضع الحالة للعلاج أولًا ثم تذهب للتنزه بعدما تتحسن نفسيًا.

وأردفت: “أهم دور للأسرة أن تتقبل فكرة مرض ابنهم ولا تقول له مش ناقصك حاجة، أنت بهدلتنا، ويجب عليهم أيضًا أن يساعدوه في الذهاب لطبيب والمتابعة معه، وتذكيره بأوقات أخذ الدواء، ويخففوا عنه بعبارات مثل فترة وهتعدي، أنت قدها، احنا معاك وحواليك، هتكون أفضل، ولا تذكره بأشياء سيئة حدثت له في حياته من قبل”.

وأشارت الطبيبة النفسية، إلى أنه بعدما يتعافي مريض الاكتئاب من مرضه، يجب على أسرته وأصدقائه أن يذهبوا معه للتنزه ويشتركون له في أنشطة اجتماعية ونوادي، ولا يعقدوا له المقارنات ويذكروه بفترة مرضه.

ودعت وردة فتحي، لضرورة معرفة التاريخ الأسري لمريض الاكتئاب عند التشخيص، فهنا يستغرق البرنامج العلاجي له سنتين، وهناك من يلازمه المرض طوال حياته، وكل ذلك يساعد الطبيب النفسي في تقدير المتابعة والجرعة العلاجية والوقت اللازم لتحسن الحالة.