السبت 01 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“بنعاملهم زي بناتنا”.. ما هو دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة؟

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأحد 22/ديسمبر/2019 - 10:30 م

في إحدى مدارس الثانوية بالجيزة، وبالتحديد في منطقة “الدقي”، جلست الطالبة سارة، داخل الغرفة المزدحمة بالأوراق والتي يتوسطها مكتب حديدي بسيط، تتملكها حالة انهيار شديد، مرتجفٌ قلبها يسيطر على يديها رعشة، والدموع تنهمر من عنيها بلا انقطاع، بعد كلمة واحدة سمعتها من الأستاذة حبيبة أو كما ينادونها “مس حبيبية”، أخصائية  الصحة النفسية، والتي دعتها إلى مكتبها المتواضع وأغلقت الأبواب، سائلًة الطالبة، “مالك؟”، كما تروي الأخصائية.

أخصائية تُنهي معاناة طالبة مع التفكك الأسري

لعدة أيام كانت سارة متماسكة، لا يبدو أنها تمر بأزمة، تحاول أن تخفي ضجيج الأفكار التي تراودها بين الفينة والأخرى، وثورة تدور بلُب رأسها، إلا أن عينيها الشاردتين، وعقلها السارح دائمًا، والعزلة التي آثرتها على غير طبيعتها، فضلًا عن درجاتها الهزيلة، كانت سببًا كافيًا لانتباه مدرسة الكيمياء علا، وعدد من المدرسين وزميلاتها، أن الفتاة لديها ما غيّرها، وتحمل بين ثنايا صدرها شيئا ما، جعل منها فتاة جديدة غير التي يعرفونها، حسب تصريح الأخصائية لـ”القاهرة 24″.

داخل الغرفة اللصيقة لمكتب المدرسات، كانت الأخصائية وحدها منفردة بالفتاة، تفتش عن سبب التغيير الطارئ الذي حدث للفتاة، فبعد أن هدأت من روع الفتاة واحتضنتها، وقامت بتجفيف الدموع التي احتبستها فترة، انفجرت الصغيرة بتلك الطريقة الهستيرية، وبدأت تحكي لها عن مشاكل البيت والخناقات المتواصلة بين الأب والأم، والتي تخشى أن تهدد حياتها وحياة أشقائها الأطفال.

على الفور، وبحكم دورها، قامت “مس حبيبة” باحتواء الفتاة، واستعانت بطبيب نفسي كان قريبًا من المدرسة لمعرفة كيفية التعامل مع سارة، غير أنها استدعت الأب، وأطلعتها على درجات ابنته التي بدأت في التراجع، وهو الأمر الذي فعلته مع الأم (كلٌ على حدة)، محذرةً إياهما من أن الفتاة تعاني من حالة نفسية مضطربة وغير مستقرة، وعليهما الالتفات إليها، ولم تكن سارة وحدها الحالة التي مرت على “مس حبيبة”، فهناك حالات أخرى وردتها، مؤكدةً أن الأخصائية لها دور كبير في المدرسة، خاصةً في ظل غياب مسئول الصحة النفسية لعجز المدرسين.

دور الأخصائية الاجتماعية

تعدد الأستاذة نجاة إسماعيل، أخصائية اجتماعية في مدرسة ثانوية بنات بمنطقة أرض اللواء، أدوار ومسئوليات الأخصائية، موضحةً أن لها دورين أساسيين، أولهما أنها المسئول الأول عن التربية الاجتماعية في المدرسة، وثانيهما الاتحادات الطلابية، حيث تقول، “مسئولة عن التوعية واحتواء الطلاب نفسيًا، وتنظيم رحلات عملية، وندوات ومسابقات، والأنشطة والمقابلات الخارجية، وانتخابات المجلس التنفيذي لكل فصل”، مشيرًة إلى أن أخصائية الصحة النفسية لا توجد في كل المدارس.

كما تضيف “نجاة”، أنه في حالة وجود أي مشكلة تواجه الطلاب، فإنها تقوم باستقبالها وتقويمها أيضا بعد الاستماع لها بقلب أم وأذن أخصائي، وتستقبل أولياء الأمور، تطلعهم على آخر المستجدات حول الحالة التعليمية لأبنائهم، وفي حالة توجيه شكوى ضد إحدى المدرسات، فهي من تتصدر للأمر وتقوم بمتابعة المشكلة أو الشكوى حتى حلها بشكل كامل.

تربيةُ الأبناء.. أمانة

كما تشير إلى أنه مر عليها طلاب يعانون من مشكلات اجتماعية سلوكية، وأسرية ومشاكل اقتصادية، وبدورها قامت بمساعدتهم، عن طريق عقد جلسات للطالبات الذين يعانون من أي مرض نفسي، وإعادة دمجهم في أنشطة ومحاولة إخراجهم من الحالة النفسية، ومتابعتها على مستوى العام، وعقد جلسات مع الأسرة كذلك التوجيه للانتباه لابنتهم، ملمحةً إلى أن أغلبية المشاكل التي تواجهنا أسبابها التفكك الأسري.

وتتابع الأخصائية الاجتماعية، أن هناك بعض الفتيات يشتكين من تلقاء أنفسهن، ويبدأن بسرد قصصهن مع التفكك الأسري، وهناك من يلاحظهن المدرسون ويبادرن بمحاولة استجلاء الحقيقة، ثم نضع خطة العلاج في إطار المرض النفسي التي تمر به، ونعقد لهم ندوات توعية، وهناك نتيجة فعلية ظهرت على بعض الفتيات، حيث إننا نحتويهم ونعاملهم كأهلهم وليس كمعلمات، ونترك العنف تمامًا، ونوجه الأسر وأولياء الأمور بتصرفاتهم، للتعامل معهم، وهناك بعض الفتيات العنيفة نتيجة ما لاحظته في الأسر، مما يتحول عليها بالعكس.

وتؤكد أنه بالنسبة للعدد، فالأمر نسبي ويختلف من شهر إلى آخر، إلا أنه في الغالب قد يكون من بين 3 إلى 5 حالات شهريًا، أما عن الحالات التي تحتاج إلى تدخل من طيبيب، فتشير إلى أنها ليست كثيرة، قد تكون حالة في السنة، وذلك إذا لوحظ أن الحالة متأخرة وتحتاج إلى طبيب، حتى لا يصل الأمر إلى إيذاء النفس، خاصةً أنها تتعامل مع فئات عمرية كبيرة، مشيرةً إلى أن هذا دورها الطبيعي الذي تقوم به، وأنها لم تتلقَ أي نشرات بذلك، إلا أن مسئوليتها الوظيفية هي ما تجعلها تقوم بذلك من تلقاء نفسها، فضلًا عن اعتبارها أما لطالباتها.

التعليم تشارك في حملة كونوا رحماء

“القاهرة 24” تواصل مع الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام في التربية والتعليم، والذي أكد أن هناك مستشارا للصحة النفسية في الوزارة، واستشاري التربية الاجتماعية، يقفون على قدم وساق ويبذلون جهودا ضخمة في ظل الحالات التي نراها، والتي سادت في المجتمع.

وأكد “حجازي” في تصريحاته الخاصة لحملة “كونوا رحماء”، أنه سيتم التوجيه بعمل حملات توعية ضد الأمراض النفسية التي أصبحت أكثر انتشارًا، وأبرزها “الاكتئاب، والانتحار”، متابعًا أن الفشل في شيء ليس معناه نهاية الحياة.

بعد إنقاذه طالبة توفى والديها.. اتحاد طلاب كلية الصيدلة للخشت: “هذا هو الأب”

تابع مواقعنا