استقال من “البوليس” ليقدم “رد قلبي”.. رحلة صلاح ذو الفقار من ضابط شرطة لنجم سينمائي (صور)
حلت أمس، ذكرى وفاة صلاح ذو الفقار الـ26، هذا الفنان التي كانت حياته مليئة بالأحداث التي لم تبشر أنه سيصبح ممثلًا، حيث كان والده يأمل دخوله عالم الطب، وذلك لامتهان جده تلك المهنة، وبعدما أتم شهادة الثانوية، كان على أعتاب الالتحاق بكلية الطب بجامعة الإسكندرية.
وتم قبوله بالفعل في طب الإسكندرية، وكاد أن يذهب إلى هناك للاستقرار ودراسة الطب، لإرضاء والده، لأنه كان يرى أن أعظم شيء هو “رضا الوالدين”، لم تكن تلك القيمة فقط المترسخة لديه، لكنه أيضًا كان يعظم قيمة “الالتزام”، والتي قادته في النهاية إلى كلية الشرطة بدلًا من الطب.
رفض والده أن يبتعد صلاح عنه ويذهب لمحافظة أخرى، بالرغم من وجود أخيه بالإسكندرية حيث يعمل هناك ضابطًا بالشرطة، وتنازل والده عن حلم رؤيته طبيب، وقال له: “شفلك أي كلية تانية”، فطلب صلاح حينها “كلية البوليس” حيث كانت تسمى تلك الوقت.
وعلى الرغم من أن والده كان يعمل ضابطًا في الشرطة، وعلى رتبة “أميرلاي”، إلا أنه عند سماعه رغبته في الالتحاق بالشرطة، قال له:”لن أتوسط لك”، لكن عند تقديم صلاح واجتيازه كل الاختبارات، جاء الفيصل وهو كشف الهيئة، ليسأل حينها من قبل اللجنة، “هل أنت نجل أميرلاي فلان”، وتم قبوله، ووصف الأمر في لقاء تلفزيوني سابق: “الواسطة جات من تلقاء نفسها”.
رحلة صلاح ذو الفقار
وكان أمل صلاح ذو الفقار طالب كلية الشرطة، أن يصبح معلمًا وأستاذًا بنفس الكلية، حتى يصنع رجالًا مثلما يفعل أساتذته معه، ولكن كلها ألاعيب القدر، وفي الكلية اتجه صلاح للرياضة وأصبح من خلالها بطلًا للفريق الأول لكل من لعبتي كرة القدم والملاكمة في وزن الريشة، وأخذت الرياضة حيزًا كبيرًا من حياته الدراسية في كلية الشرطة، حتى أنه كان لا يحضر طوابير الكليه لتميزه في الرياضة، وكان دائمًا ما يكون في الإعداد الرياضي، وحصلت كلية الشرطة أثناء وجوده بها على “كأس الملك” مرتين.
وتخرج من الكلية بعدها ليتم ندبه ضابطًا بشبين الكوم، بمديرية المنوفية، حينها عمل لمدة لم تتجاوز السنة، خلالها كان دائم الزيارة لأشقائه بمواقع التصوير، اللذان تركا أعمالهم حينها لدخول عالم الفن، فأحدهم مخرج، والآخر منتج، وذات مرة أعطاه شقيقه الأكبر “عز الدين ذو الفقار” دور بطولة في فيلم “عيون سهرانة”، وكان لا يزال ضابطا في الشرطة، ومن هنا جاءت بدايته الفنية، وبعدها قدم “رد قلبي” والتي تعد انطلاقة فنية حقيقية له، حيث قام بالاستقالة من الشرطة حين لمع نجمه.
وقدم الفنان الكبير أعظم أفلام السينما المصرية، أبرزهم، “الأيدي الناعمة”، “رد قلبي”، “الناصر صلاح الدين”، “الكرنك”، “مراتي مدير عام”، أيضًا فيلمه الشهير “أغلى من حياتي”، والذي حاز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيه، وفي التليفزيون شارك في المسلسل الشهير “رأفت الهجان”، كما ترك قبل رحيله عملين من أهم الأعمال، وهما فيلم “الطريق إلى إيلات”، و”الإرهابي”.
وتوفي خلال تصوير أحد هذه الأفلام، للفنان عادل إمام، وهو فيلم الإرهابي، حيث توفي أثناء تصوير آخر مشاهده له في الفيلم، وتوقف التصوير بأمر من الزعيم عادل إمام، حيث شعر ذو الفقار بنوبة قلبية خلال التصوير، أودت إلى مفارقته الحياة في أكثر مكان عشق العمل به، وأكمل صناع العمل لتصوير هذا المشهد مستخدمين خلاله “دوبلير”، والذي أدي باقي المشهد بظهره فقط.