“مايسة” أول سائقة “ميكروباص” منتقبة في الغربية: “الشغل مش عيب” (صور وفيديو)

قررت أن تخترق عالم مهن الرجال العصية على بنات جلدتها، وواجهت الرفض تارةً والاستهزاء تارة أخرى، ولا تزال تواجه تحديات جمّة، لكنها لم تثنها عن هدفها وما تسعى إليه، وعلى الرغم من أن طبيعة المرأة قد لا تناسب طبيعة أعمال شاقة ومهن لها ظروفها وبيئتها، خاصة في مجتمعنا الشرقي، فإن البحث عن لقمة العيش أجبرها على خوض المعركة وقبول التحدي الذي أثبتت فيه نفسها.

“فكرت في الشغل على ميكروباص عشان مصاريف البيت”، هكذا استهلت مايسة السيدة الثلاثينية حديثها لنا، الحاصلة على شهادة معهد فني تجاري، روت قصتها لـ”القاهرة 24″، والتي يلقبها الأهالي بـ”أم أحمد”، حيث أكدت عملها سابقا في مشروع الخريجين الخاص بمجال توزيع الأنابيب فترة كبيرة بقريتها محلة مرحوم، التابعة لمركز طنطا، لكنها بعد توقف مشروع الأنابيب بسبب دخول الغاز للقرية قررت أن تتعلم القيادة وتحويل سيارتها الخاصة إلى “ميكروباص دليفري” على طريق “طنطا – كفرالزيات” لتقتات منها لقمة حلال.

وتضيف “مايسة”: في البداية لاقى موضوع “سيدة تعمل كسائقة ميكروباص” استغراب واستهجان الجميع، خاصة أننى منتقبة، ولكن لم يستمر هذا الأمر سوى أيام قليلة، حيث إنني أعمل فى تلك المهنة منذ 25 يومًا فقط مؤكدة: “أتكسف ليه، الشغل مش عيب”.

واختتمت مايسة حديثها لنا بأن الأهالي تقبَّلوا الفكرة في نهاية المطاف، وحولت السيارة بعزمها وإصرارها من سيارة خاصة إلى “ميكروباص دليفرى”، مؤكدة أن الأهالي تعاونوا معها بطلبها في كل المشاوير بالميكروباص تشجيعا لها ولقناعتهم بما تفعل.

مايسة ليست السيدة الوحيدة بمصر التي تعمل في مهن كانت مقصورة في الماضي على الرجال، وحتما لن تكون الأخيرة، فكثيرا ما أخرج لنا المجتمع نماذج مشرفة لسيدات عملن بمهن شاقة، منهن “ماسحة الأحذية بالأقصر” و”فتاة التروسيكل” واللتان كرمهما رئيس الجمهورية، ووقفت العديد من المؤسسات بجوارهن، إيمانا بما يفعلن.