الأربعاء 08 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“يا طالع الشجرة”.. قصة عامل تجميل أشجار في مواجهة الخطر والموت يوميًا (صور وفيديو)

القاهرة 24
أخبار
الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 04:31 م

4 أبناء حصيلة 9 سنوات زواج، يعمل خلالهما مسؤولًا عن تقليم وقص الأشجار في حي الدقي، يدندن محمد فوزي كل صباح الأغنية الشهيرة “يا طالع الشجرة”، الصباح الذي من المفترض أن يجعله مقبلًا على العمل يكون أكثرهم خوفًا على أبنائه حيث يخاف ألا يستطيع العودة إليهم مساءً أسوة بمن أصيب إصابات خطيرة أو توفي بسبب عدم اتخاذ إجراءات السلامة أثناء طلوع الشجر، ما يؤدي إلى الوفاة، لكنه يفضل الغناء: “صليت جميع فرضي، زكيت ومش مرضي، خايف أموت قبلك، ما تلمنيش أرضي”.

حياة محمد فوزي يعتبرها يومًا واحدًا لا يأمل فيها سوى أن ينتهي على خير، فيقول: “أعمل في نفس المهنة لمدة 9 سنوات، أكثر ما يؤلمني أنني أموت من الخوف الذي يقهرني بسبب الخوف من السقوط من أعلى الشجرة فأصبح عاجزًا عن مواصلة العمل، من الفقر الذي قد يتسبب في عدم مقدرتي على استكمال الشهر كاملًا بدون أن ينفد الراتب الذي بالكاد يصل إلى 1200 جنيه، من نظرة المواطنين إلى الرجل الذي أصبح شيبًا على أنه عامل نظافة ليس له قيمة”.

يوميًا يعمل فوزي موظفًا بهيئة النظافة والتجميل بحي الدقي، يتم إبلاغهم بوجود طلب من أحد أهالي الحي بتقليم شجرة مواجهة لمنزله وتسبب الضرر، يتجهز ضمن عاملين آخرين ويترأسهم مهندس ويبدأون في التحرك، ما أن يصلوا إلى المكان الموعود حتى يبدأ العمل، صعود على الشجرة من فوزي بسلاسة اعتاد عليها، ليس هناك حبل أو “سلبه” كما هي متعارف عليها بينهم أضمن من يديه وقدميه التي تصبح جزءًا من الشجرة.

ساعات تمر على نفس الشجرة التي يتم تقليمها على يد العاملين الآخرين، في الوقت الذي ينظر إليها بدون شفقة صاحبها، وفي النهاية، ينزل فوزي متحسسًا الشجرة وهو ينظر إلى الأسفل، بينما الآخرون منهمكون كل في عمله غير آبهين لذلك المعروف بـ”طالع الشجرة”، وما أن تطأ قدميه الأرض يدرك أنه مكتوب عليه يوم جديد، غير ناسي في هذه اللحظات أن يدندن: “يا بكرة فين انت هتفوت هنا امتى هتجيب معاك حلمي ولاّ تزيد ظلمي”.

 

يختتم فوزي يومه في نفس منطقة عمله، منزله الصغير صاحب الضوء الخافت غالبًا، الأربع أبناء الذين لا يراهم غالبًا بسبب انهماكهم في الدروس وغرقه في العمل، وزوجته التي بالكاد تحضر له الطعام لينام بعدها أملًا في نفس العودة في اليوم التالي وهو يدندن نهاية أغنيته المفضلة علي الحجار كلمات ياسر عبد الرحمن في أغنيته التي تم منعها في النهاية “يا طالع الشجرة، لو جه معاك بكرة، خليه يكون ضحكة، نكسي بها الفقرا”.

 

تابع مواقعنا