“صحة البرلمان” تشيد بحملة “كونوا رحماء”: “المرض النفسي مرض العصر ويعاني منه المشاهير”
أشادت الدكتوره إيناس عبد الحليم، وكيل لجنة الصحة بالبرلمان، بالحملة التي أطلقها موقع “القاهرة 24” للتضامن مع المريض النفسي تحت مسمى “كونوا رحماء”.
وقالت عبد الحليم، إن المريض النفسي لا يعي أنه مريض، وبالتالي يرفض العلاج النفسي والاعتراف به، على الرغم من تطور مستوى التوعية النفسية التي شهدتها مصر مؤخرًا ، إلا أن النظرة للمرض النفسي ما زالت ثابتة.
وأوضحت عبد الحليم لـ”القاهرة 24″ أن النظرة السلبية للمريض النفسي والتعامل معه على أنه مجنون صعبت من وضع وشكل المريض وسط أهله وجيرانه والمجتمع الذي يعيش فيه، فمرضى السرطان لديهم أعراض نفسية بداية من تلقي صدمة المرض وحتى تلقي العلاج الكيمياوي واستئصال بعض الأعضاء المريضة، ومشكلة مريض السرطان النفسية الأرق وقلة النوم والاكتئاب، والخلايا السرطانية نفسها هي التي تفعل ذلك به.
وأردفت: “لما مريض السرطان يبدأ في العلاج الكيماوي ولما يعرف إنه مريض بيحصل له اكتئاب، وبعضهم بيرفض الاعتراف بده، يجب أن يعلموا إن ده ليس عيبًا، ولازم نقدم لهم الدعم النفسي خلال فترة العلاج”.
وأضافت النائبة البرلمانية أن المرضى النفسيين لا بد عليهم أن يتعاملوا مع مرضهم من منطلق أنه ليس عيبًا، فهناك العديد من الطلبة الجامعية تعاني من أمراض نفسية وتُعالج أثناء دراستها، لا بد على المجتمع أن يستوعب فكرة أن المرض النفسي أصعب من المرض العضوي، بل على العكس فالمريض بمرض عضوي يستطيع أن يشتكي ويُعالج لكن المريض النفسي لا يعي أنه مريض نفسي ويرفض العلاج، وهنا يتجلى دور الأهل والأصدقاء في إقناعه بالذهاب لطبيب نفسي وتلقي العلاج.
وبيّت الدكتورة إيناس: “المريض النفسي لو لم يتم علاجه يؤدي ذلك لانتكاسته ويدخل صاحبه للإحباط، وحينما يكتئب يصبح كاره الدنيا، مش حابب إنه يكون في وسط الناس مع إنه لو خرج وبقا وسط أهله أصحابه وشغله هينسى المرض، فالمريض النفسي غير قادر على الاندماج مع الناس ولازم قبل تأهيل المريض نفهم المجتمع إنه زيه زي أي مريض، مش لازم فكرة إنه مجنون ولا مش طبيعي”.
ووجهت النائبة البرلمانية رسالة للمريض النفسي حيث قالت إننا جميعًا معرضين للضغوط النفسية، ويأتي علينا فترات نعاني فيها من ضعف، ونتعرض للفشل والاكتئاب، ولكن لابد أن نتجاوز هذا الفشل وهذه الكبوات، فالمريض النفسي يكون حساس ويستسلم للمرض، فقد أصبح المرض النفسي مرض العصر، وتعاني منه المشاهير.
وأكدت: ” المرض النفسي لم يظهر قديمًا، لأنهم كانوا يعتبرون المريض متدلع ولذلك لم يتجه أحد لعلاجه مما يطور من الأمور معه وأحيانًا يصل به الأمر للانتحار أو تجنب الحياة والناس بشكل كبير، فيجب أن نكون رحماء لما نعرف إن حد مريض نفسي معانا نقدم له الدعم النفسي قبل الدعم العلاجي، نقف جانبه ونسانده، ويجب أن يبحث أهله عن أسباب مرضه ويذهبوا به لطبيب نفسي بدلًا من الشيوخ والدجاليين، فهو لديه مرض نفسي وليس مس من الجن والشياطين كما يعتقد البعض حتى ليومنا هذا، يجب أن نرحمهم من كل هذا”.
وعن جهود لجنة الصحة بالبرلمان، فذكرت عبد الحليم أن هناك مشروع قانون حاليًا بصدد حوار مجتمعي داخل البرلمان فيما يخص المرضى و المرض النفسي، ينص المشروع على حماية المرضى النفسيين داخل المستشفيات النفسية التي تعالج المرضى النفسيين.
وتابعت، المستشفيات النفسية في مصر تعالج المرضى دون أن تسمح لهم بمغادرتها، فمن الممكن أن يظل المريض داخلها أكثر من 20 عامًا، مما يجعل أهله لا يسألون عليه وهذا يزيد من مرضه النفسي، وبالتالي فإن المرضى النفسيين لديهم حقوق، لابد علينا إعطائهم إياها حتى نكون رحماء بهم، ولا نبعدهم عن حياتنا.
وأضافت: “المستشفيات النفسية محتاجة دعم ومحتاجة إعادة تأهيل لأن فيها دكاترة نفسية متخصصة، ومفيش أسرة و الأماكن محدودة وليس بها إمكانيات داخل المستشفيات”.
“التأثير النفسي الناتج من الإصابة بمرض السرطان وتأثير العلاج الكيماوي على سقوط الشعر والرموش”، عنوان البحث العلمي الذي ترقت بسببه الدكتورة إيناس عبد الحليم، حيث أوضحت من خلاله أن مريض السرطان يكون التأثير النفسي عليه كبيرًا خاصة بعد عمليات الاستئصال والخضوع لعلاج كيماوي، وبالتالي فإن التأهيل النفسي هنا يكون جيدا جدًا، فالدعم النفسي يفهم مريض السرطان أنه سيرجع طبيعي مرة أخرى بعد تلقي العلاج مما يحسن من نفسيته ويجعله أكثر استجابة للدواء والشفاء، ويصبح العلاج الكيمياوى فعّالًا معه، وكل ذلك أفضل بكثير من إخباره أن كل ما يمر المريض به من نوبات اكتئابية كآثار جانبية لمرض السرطان وفقط.