عمرو الليثي يكشف مسيرة نجاح والده من الشرطة إلى التليفزيون
تحدث الإعلامي عمرو الليثي، عن مسيرة نجاح والده، حيث قال إننا نودع عامًا ونستقبل عامًا جديدًا ليأتي مع بدايته ذكرى رحيل أستاذه ومعلمه ووالده الغالي، الكاتب والسيناريست الكبير ممدوح الليثي، رحمه الله، الذي يفتخر بكونه ابنه؛ فلقد كان من حظى أن نشأ وتربى في كنفه، متابعًا: “فما زلت إلى الآن أتعلم منه، فلقد كان رجلًا عصاميًا طموحًا ناجحًا حفر بيديه وعزيمته في الصخر ليصل إلى ما يريد وما يحب وما يطمح إليه”.
وأضاف في تصريحات خاصة، أنه لم توقفه أي عقبة من العقبات مازلت أتذكر كلماته ومواقفه التي تعلم منها الكثير.
وتابع: “أتذكر وهو يحكي لي عن بداية مشواره وهو لا يزال طالباً في المدرسة وشغفه بالكتابة والصحافة، حيث أصدر مجلة «الفدائيون» وهي مجلة بالنسبة لطالب عمره ستة عشر عاماً يأخذ مصروفاً من والده حوالي «تعريفة» في اليوم- لم يكن بالأمر الهين، ولكن ذلك لم يكن بالأمر الذي يوقفه، فلحماسه الشديد وإيمانه بما يريد أن يحققه، وضع الجنيه في جيبه وتوجه إلى ميدان السيدة زينب، حيث قابل الأستاذ كامل بريقع حسن، صاحب ومدير جريدة «السحاب»، وكذلك مطبعتها. سلم الأستاذ كامل بريقع الجنيه وحرر له شهادة بأنه يوافق على إصدار عدد خاص من جريدة السحاب باسم «الفدائيون»، يشرف على تحريرها الأستاذ ممدوح الليثي”.
واستكمل الليثي: “حمل والدى الشهادة وتوجه بها إلى الرقيب العام وقتها الصاغ موفق الحموي في قصر عابدين، الذي تفحص والدى من فوق لتحت، وقال له بتهكم: أنت التي حتصدر المجلة؟ قال بحماس: نعم.. سأله بدهشة: عندك كام سنة؟.. ورد بلماضة: 16 سنة.. وأخذ والدي يسرد له موضوعات مجلة «الفدائيون» وأنه تلقى فرقة تدريب صاعقة بأنشاص وأن هذه المجلة يحررها مجموعة من الفدائيين الذين لازموا في هذه الفرقة، شاركه موفق الحموي حماسه، وأشّر بالموافقة ليصدر المجلة بعد ذلك، وكانت محصلة مشروعه لإصدار مجلة «الفدائيون» مشرفة من الناحية الأدبية، ومن الناحية المادية”.
والتحق بعدها بكلية الشرطة ولم يبعده ذلك عن عشقه للعمل الصحفي فأصبح مسؤولاً عن مجلة الكلية والتقى وقتها كبار الأدباء والكتاب مثل الدكتور طه حسين، والأستاذ إحسان عبد القدوس، والأستاذ على أمين، ليكتبوا موضوعات لمجلة الكلية في خلال تلك الفترة، وهو مازال طالبا. شجعه الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس ووافق أن يعمل محررًا بالقطعة في مجلتي روز اليوسف وصباح الخير.
وكان يكتب في الأولى باب «يا بوليس» وفي صباح الخير «حكايات المخبر المجهول» وبعد تخرجه وخلال فترة عمله بالشرطة التحق بمعهد السينما، حيث حصل على دبلوم السيناريو كما كان قد بدأ يكتب مسلسلات وسهرات للتليفزيون المصري حين حصل على الجائزة عن فيلم «تاكسي» من تأليفه بمهرجان التليفزيون الدولي عام 1966.
وسرد الليثي مقولة مهمة لإحسان عبد القدوس كتبها بمقاله الشهير عن والده بعنوان: «افصلوا هذا الضابط» يتحدث فيه عن موهبة والدى وقدراته في الكتابة، وبالفعل قدم والدى طلبا للواء شعراوى جمعة، وزير الداخلية، وقتها، لنقله إلى التليفزيون المصرى واستقبله اللواء شعراوى وهنأه على فوزه بالجائزة ووافق على نقله من الشرطة للعمل بالتليفزيون المصرى.