الدعم المادي.. أزمة حماس الكبرى في ظل تواصل مسيرات العودة (تقرير)
عزت أحمد محمود
تتجلى الكثير من التحديات الاستراتيجية الهامة الان أمام المقاومة الفلسطينية ، وهي التحديات التي تضاف إلى جانب الكثير من مكونات العمل الوطني الفلسطيني بداية من العمل السياسي أو المقاومة السلمية التي تقوم بها الكثير من عناصر حركة حماس أو غيرها من عناصر المقاومة الأخرى للاحتلال.
ومع تواصل المظاهرات التي تدعو إليها عدد من حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس لاستكمال مسيرة العودة الفلسطينية يوم الجمعة المقبل ، بات واضحا أن الازمة المالية باتت مكونا رئيسيا الان لدى حماس ، وهو ما مثل أزمة دقيقة وهامة للغاية خاصة وأن حماس وتواصل هذه المظاهرات في إطار هذه المسيرة إلى منتصف مايو المقبل ، وهو ما سيتطلب بالتأكيد الكثير من المتطلبات سواء على الصعيد الاقتصادي أو النشاط المالي.
وتشير مصادر مسؤولة سواء بالسلطة أو بداخل الحركة ذاتها إلى دقة هذا الملف الاقتصادي ، الأمر الذي تطلب طرحه الان خاصة وأن من الواضح أن حركة حماس تواجه بالفعل أزمة واضحة في التعاطي الاقتصادي مع الكثير من القضايا اليومية والحياتية .
أزمة داخلية
اللافت هنا أن هناك حالة من الغضب التي سيطرت على بعض من قيادات حماس تحديدا نتيجة لهذه الأزمة ، وهو ما أعترفت به بعض من الصحف الفلسطينية مثل صحف الايام أو الحياة الجديدة، وهي صحف محسوبة بالنهاية على حركة فتح.
وقالت هذه الصحف أن حركة حماس باتت هي الأكثر تأثرا بهذه الأزمة ، وهو ما أنعكس على قياداتها الداخلية خاصة وأن هناك الكثير من القيادات الخارجية التي تتلقى وتأخذ أموالها بانتظام.
وأهتمت الكثير من الدوائر الصحفية بهذه القضية ، حتى أن عدد من الصحف الدولية أهتم بهذه القضية ـ واشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها إلى أن هذه الازمة المتواصلة بالقطاع تؤثر على حركة حماس تحديدا ، خاصة وأن حماس تمثل جزء مركزيا الان في إدارة السياسات الاستراتيجية الفاعلة في الوطن الفلسطيني في حركة حماس.
المنصات التقنية
اللافت أن منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تفاعلت وبقوة مع هذه القضية وكشفت عدد من هذه المنصات أن هناك أزمة قوية في داخل حركة حماس ، وهي الأزمة التي تنحصر لسبب رئيسي وهي أن أعضاء الحركة في الخارج يتقاضون رواتبهم الشهرية الكاملة بشكل نظامي ، في حين أن غالبية أعضاء الحركةفي الداخل الفلسطيني لا يتقاضون إلا تصف راتب.
ووجهت قيادات فلسطينية انتقادات باتت واضحة لمدير المكتب المالي للحركة زهير جبراين بسبب هذه السياسات ، وهو ما دفع بعدد من قيادات حركة حماس إلى التأكيد على أن هذه الأزمة سيتم التغلب عليها قريبا خاصة وأن حركة حماس لا تتعمد على الإطلاق التمييز أو التفرقة بين مواقع الحركة وبعضها البعض.
ومن ثم فإن التحدي الاقتصادي يظل من الأهم الان أمام القيادات الفلسطينية ، وهو التحدي الذي يتواصل وأدى حتى إلى الطعن في سياسات حماس المالية وسياسات قياداتها الان.