ماذا سيفعل ترامب تجاة “كيماوي الأسد”؟!.. الخيار العسكري متاح (تقرير تحليلى)
صرّح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن عزمه على اتخاذ قرار حاسم بشأن الرد على هجوم دوما الكيماوي في غضون الـ 48 ساعة القادمة.
وأوضح ترامب أنه سيتخذ قرارات هامة بشأن سوريا خلال الـ48 ساعة القادمة، مشيراً إلى أنه سيتحدث مع القادة العسكريين في اجتماع لمجلس الوزراء، وسوف يحدد المسؤول عن الهجوم سواء أكان روسيا أم حكومة الرئيس بشار الأسد، أم إيران أم الثلاثة معا.
وأضاف: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتحمل مسؤولية الهجوم الكيميائي في سوريا والجميع سيدفع الثمن وأعرب عن إدانته للهجوم الذي شنه النظام السوري على المدنيين في بلدة دوما المحاصرة بالسلاح الكيماوي وتسبب بمقتل أكثر من 150 مدنيا بينهم عشرات الأطفال”.
تماماً كما جرى العام الماضي عندما قصف نظام بشار الأسد مدينة خان شيخون (شمالي سوريا) يحشد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أركان إدارته وجيشه للرد على الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات الأسد على مدينة دوما (شرقي دمشق) فقد أكد في كلمة له اليوم الاثنين (9 أبريل) أنه سيتخذ قراراً خلال الساعات الـ24 إلى الـ48 القادمة حول طريقة الرد، وسط تساؤلات عن شكل الرد، عسكرياً كرد العام الماضي أم سياسياً كما فعل سلفه باراك أوباما عندما نفذ الأسد أكبر هجماته الكيماوية وأولاها على الغوطة في العام 2013.
لكن تصريحات ترامب تعكس التحضيرات لردٍ قوي بدا عندما قال للصحفيين: “نحن نتحدث عن الإنسانية ولا يمكن السماح بحدوث ذلك، لا يمكننا السماح بحدوث مثل هذه الفظائع”.
كما رفض ترامب نفي روسيا ونظام الأسد باستخدام الكيماوي، وقال: “يقولون إنهم غير مسؤولين لكن بالنسبة لي لا يوجد شك في ذلك، إن الحكومة السورية لا تسمح بأي تفتيش مستقل لموقع الهجوم، وإذا كانوا أبرياء لماذا لا يسمحون للناس بالدخول وإثبات ذلك؟”.
وشنت قوات النظام وداعموها، السبت الماضي، هجوماً بغازات كيميائية على دوما، ما أودى بحياة 78 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأصاب المئات، وفق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وكان تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد خلص في عامي 2016 و2017 إلى أن قوات النظام استخدمت غازي الكلور والسارين مراراً منذ عام 2011.
وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كانت واشنطن تخشى أن تقدم فرنسا وحدها على ضرب الأسد بشكل منفصل، بحسب مسؤول في إدارة ترامب تحدث للصحيفة قبل الاتصال الهاتف بين ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث اتفقا الأحد (8 أبريل 2018) أن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الأسد سيكون “خطاً أحمر”، وتعهدا بضرب مواقع أسلحة مرتبطة بمثل هذه الهجمات.
واللافت هنا أن البيت الأبيض أصدر بياناً قال فيه: إن “كلا الزعيمين أدان بشدة” الهجوم، واتفقا على أن حكومة بشار الأسد “يجب أن تخضع للمساءلة”، وتعهدا بـ”تنسيق استجابة قوية مشتركة وكان ماكرون قد قال صراحة في مايو 2017 خلال استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا “خط أحمر”، وسيكون هناك “ردٌ فوري” حتى لو اضطرت أن تقوم فرنسا بذلك وحدها.
ترامب يلعب على ورقة الانسحاب من سوريا.. من الرابح والخاسر؟
” إن الولايات المتحدة الأمريكية “لن تكون لوحدها هذه المرة في حال قررت الرد عسكرياً؛ لأنه تم الاعلان عن تنسيق فرنسي وأوروبي”.
كما إن “نظام الأسد ما زال يمتلك سلاحاً كيماوياً وقادراً على استعماله، وهذا يعني أن الاتفاق الكيماوي الذي جرى في العام 2013 برعاية روسية، وتم الإعلان عن إنهاء ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، لم تلتزم روسيا به ولا النظام. ومن هنا نرى أن الإدارة الأمريكية بعد التغييرات التي طرأت عليها، باتت تذكر بالاسم روسيا وبشكل علني، وتحملها المسؤولية كما صرح الوزير الدفاع جميس ماتيس والرئيس دونالد ترامب اليوم”.
أبرز تغيير دخل على إدارة ترامب كان تعيين جون بولتون، المعادي لروسيا والأسد وإيران مستشاراً للأمن القومي، واللافت أن الاجتماع الذي تحدث عنه ترامب وسيقرر شكل الرد على الأسد هو الأول الذي يشارك فيه بولتون، وبدا خلف رئيس بلاده يراقب التصريحات.
وسبق أن حث بولتون بشدة إدارة الرئيس السابق أوباما على القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد في العام 2013، وانتقده لاحقاً عندما لم يرد على هجوم الغوطة الكيماوي حينها، كما امتدح خطوة ترامب العام الماضي بضرب قاعدة الشعيرات والرد على الأسد انتقاماً لمجرزة خان شيخون، وقال إنها “الخطوة الصحيحة والمهمة”. مضيفاً حينها: إن “من مصلحة أمريكا منع انتهاك القرارات الدولية التي تقيد استخدام أسلحة الدمار الشامل”.