في ذكرى ميلادها.. كيف تضبط أوقاتك على ساعة أم كلثوم؟
“كل ساعة وكل ليلة وكل يوم”، كلمات مقتطعة من أغنية كوكب الشرق أم كلثوم، سيدة الغناء العربي “كل ليلة وكل يوم”، ترد على عبارة سائدة في الشارع المصري، تقول “أم كلثوم مبتتسمعش غير بالليل”، فعلى الرغم من أن أغلب أغاني الست لليل، إلا أنها لم تترك النهار.
“القاهرة 24” يصحبك في رحلة زمنية مع سيدة الغناء العربي، والتي يحل اليوم ذكرى ميلادها، الموافق 31 ديسمبر 1889، تصاحبك السيدة في الفجر والصباح والنهار والغروب والليل حتى تنهي السهرة:
بينما يكون القمر ساهرًا يحرس السماء، يأتي أذان الفجر ليذهب له بالراحة معلنًا قدوم فجرٍ جديد، وهي الفترة التي جاءت في مطلع أغنية الفجر الجديد، والتي تقول: “من أطلعَ الفجر الجديد.. على رُبَى تلك الربوع الناضرهْ”.
تمر الساعات ويأتي الصباح، لتطربنا السيدة “أم كلثوم”، “يا صباح الخير ياللي معانا ياللي معانا.. الكروان غنى وصحانا.. والشمس أهي طالعه وضحاها.. والطير أهي سارحه فى سماها.. يالا معاها يالا معاها يالا معاها.. يا صباح الخير يا اللى معانا ياللي معانا”.
وعادة ما يأتي الصباح مرافقًا للشمس، لتردد: “شمس الأصيل دهبّت خوص النخيل يا نيل.. تحفة ومتصورة فى صفحتك يا جميل.. والناي على الشط غنى والقدود بتميل.. على هبوب الهوا لما يمر عليل.. يا نيل أنا واللي احبه نشبهك بصفاك لانت ورقت قلوبنا لما رق هواك”.
تغرب الشمس ويقبل الليل، لتغني كوكب الشرق: “أقبل الليل ونادانى حنينى ياحبيبى.. وسرت ذكراك طيفا هام فى بحر ظنونى.. ينشر الماضى ظلالاَ كُنا انساَ وجمالا.. فاذا قلبى يشتاقُ إلى عهد شجونى.. واذا دمعى ينهلُ على رجع آنين”.
بعد إقبال الليل تآنسك السيدة أم كلثوم تلك الفترة في عز وحدتك، “الليل ودقت الساعات تصحى الليل، وحرقت الآهات فى عز الليل، وقسوة التنهيد والوحدة والتسهيد لسه ماهومش بعيد”.
فتوي الأزهر التي خضع لها عبد الناصر وأبكت أم كلثوم
الجميع يخلد إلى النوم ويتركونك، إلا أن سيدة الغناء العربي تكمل معك السهرة، “ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني، وعنيه مجافيها النوم يا مسهرني.. دانا قلبي بيسألني إيه غير أحواله.. ويقول لي بقى يعني ما خطرتش على باله”.
وبينما أنت شادر في تفكر في غياب عن بال من تحب وقلة السؤال، تأتيك النصيحة من السيدة أم كلثوم في قصة أمس، “أنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبي.. أنت الذي بدأ الملالة والصدود وخان حبي.. فإذا دعوت اليوم قلبي للتصافي لا لن يلبي.. كنت لي أيام كان الحب لي أمل الدنيا ودنيا أملي”.
تظن أن اليوم انتهى وأن رحلتك مع أم كلثوم انتهت، إلا أنها تبقى على موعد معك في اليوم التالي، “أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدِ.. يالشوقي وإحتراقي فى إنتظار الموعد.. آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا.. كنت أستدنيه لكن هبته لما أنابَ.. وأهلت فرحة القرب به حين استجابا”.
محمد الباز يعرض مقطع فيديو نادر لأم كلثوم وهي تتلو القرآن
وتظل كوكب الشرق مع مرور السيدة ترافقك في كل يوم ، “سنين ومرت زى الثوانى فى حبك انت.. وإن كنت أقدر أحب تانى أحبك انت.. كل العواطف الحلوة بينا كانت معانا حتى في خصامنا”.
هكذا تظل مع السيد أم كلثوم، في كل ساعة وكل ليلة وكل يوم بمرور السنين، “كل ليلة وكل يوم أسهر لبكره فى انتظارك يا حبيبي.. فكري طول الليل فى ليلك والنهار كله فى نهارك يا حبيبي.. يا ترى يا واحشني بتفكر فى مين عامل ايه الشوق معاك.. عامل ايه فيك الحنين”.