تفاصيل التقرير الإسرائيلي المزعوم حول توبيخ هنية في القاهرة.. ومصدر مسئول يرد
زعمت صحيفة “إسرائيل اليوم” نقلا عن مصدر أمني إسرائيلى رفيع المستوى ـ على حد قولها ـ أن اللواء كمال عباس رئيس جهاز المخابرات المصرية ـ أخطأت الصحيفة فى الاسم والصحيح اللواء عباس كامل ـ استدعى إسماعيل هنية قائد حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، على عجل بمروحية خاصة لجهاز المخابرات المصرية بالقاهرة، بعد أن ذهلوا في القاهرة من عدد القتلى على جدار الحدود، وفي ضوء الأدلة التي نقلتها إلى المصريين الاستخبارات الإسرائيلية، والتي تفيد بأن رجال أمن حماس يهددون المتظاهرين للوصول إلى الحدود بل ويثيبون بالمال عائلات وأفراد كي يعرضوا حياتهم للخطر.
كما ادعت الصحيفة أن رجال المخابرات المصرية قد تبين لهم بأنه في أوساط الفصائل الفلسطينية في غزة ينطلق نقد حاد ضد حماس بسبب عدد القتلى الكبير، وكان الخوف من أن تندلع في غزة مواجهة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة مما يدهور الوضع الخطير في القطاع على اي حال الى فوضى تامة.
واسترسل المسئول الإسرائيلي فى شرح تفاصيل استدعاء إسماعيل هنية لجهاز المخابرات المصرية قائلا: إن هنية وصل إلى القاهرة في غضون أقل من ساعة مع حارسين له، جاءا معه في مروحية أرسلت لجلبه. مضيفا، من يدعي بأن المخابرات المصرية سعت إلى منح هنية الشرف في أنها بعثت إليه بمروحية خاصة لجلبه الى القاهرة – مخطيء بالتأكيد”، وأضاف: “كان غضب شديد ضد هنية وقيادة حماس. فالواء عباس كامل رئيس المخابرات المصرية) ترك هنية ومرافقيه ينتظرون خارج المكتب، كان هذا محرج جدا بل ومهين”. ولكن الإهانة لم تنتهي بذلك: “عندما دخل هنية إلى الغرفة ما كان يمكن ألا يسمع سوى الصراخ عليه. هنية حتى لم يرد. وصرخوا عليه وقالوا له بغضب وبشكل لا يقبل التأويل إن دم القتلى الفلسطينيين على الجدار في رقبته ورقبة السنوار وخليل الحلية وكل قيادة حماس. بل إنهم أروه صورا كيف أن نشطاء حماس يدفعون الشبان والعائلات بمبالغ بعشرات الدولارات كي يذهبوا ليموتوا على الجدار”.
وبحسب تصريحات المسؤول الإسرائيلي، فقد أوضح لهنية بأن “استمرار المظاهرات الذي سيؤدي إلى المزيد فالمزيد من الشهداء الفلسطينيين – سيكون على مسؤوليته ومسؤولية قيادة حماس. وشددوا أمامه على أن التاريخ لن يغفر له ولقيادة حماس على عدد القتلى غير المنطقي”.
واختتم الحديث مع هنية بالتحذير من أن “استمرار العنف على الجدار سيؤدي بإسرائيل إلى تنفيذ تصفيات مركزة لقادة حماس الواحد تلو الآخر. ومصر والدول الإقليمية المشاركة في مساعي التهدئة ستكتفي بالتنديدات التصريحية في حالة عودة اسرائيل الى سياسة التصفيات ضد قادة حماس”.
وحسب المسؤول، “فقد طلب عباس من هنية العودة إلى غزة في المروحية التي جلبته وإصدار الأمر لرجاله للكف فورا عن الأحداث على جدار الحدود مع إسرائيل. وفي هذا الوقت لم تتلقى حماس أي بادرة غير إعادة مسألة غزة إلى جدول الأعمال العام العالمي.
فيما نفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، الشائعات التي تداوتها وسائل إعلام إسرائيلية، أفادت بأن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، تلقى إهانات أثناء زيارته للقاهرة، هذه الساعات، والتي التقى خلالها مسؤولي جهاز المخابرات المصرية.
وقالت المصادر المصرية، إن البواعث من وراء نشر مثل تلك الشائعات هي إجهاض الجهود المصرية الحثيثة لإتمام المصالحة الفلسطينية، وعرقلة المساعدات والدعم الذي توفره القاهرة لقطاع غزة هذه الفترة بصورة مكثفة، بعدما تمكنت القاهرة من توفير صيغ تعامل فعالة تكفل للشعب الفلسطيني أكبر قدر ممكن من التأمين، وتوفر مسار سياسي مستقبلي لضمان حقوقه التاريخية.
وعلقت المصادر على التقارير الإسرائيلية بأنها تسعى لتقويض التحرك المصري وإحداث الوقيعة بين مصر والفلسطينيين، بغرض “فرملة” وتيرة الجهود التي تبذلها القاهرة على كافة المستويات لرأب الصدع الفلسطيني وتوحيد الصفوف الداخلية.
كما أشارت المصادر إلى أن وسائل الإعلام الاسرائيلية اختلقت تفاصيل لاتمت للواقع بصلة وبصورة تدعو للدهشة والسخرية.
وأكدت أن مصر تقوم وستقوم بدورها تجاه القضية الفلسطينية مقدمة الدعم الإنساني والصحي واللوجيستي لقطاع غزة، ولن تبخل بأي جهد ديبلوماسي أو سياسي من أجل القضية التي تأتي على رأس أولويات الدولة المصرية في هذه الفترة. وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتابع يوميا وعن كثب تفاصيل الوضع على الأرض، ويوجه الأجهزة المختلفة للدولة المصرية بمساعدة الشعب الفلسطيني بكل ماهو متاح من إمكانات وموارد.