عندما قالت ماجدة ليوسف شاهين: “اخرس واعمل اللي بقولك عليه” (صور)
لم تكن ماجدة الصباحي راضية على أن يقوم بإخراج أهم أفلامها (جميلة بوحريد)، وذلك بعد اعتذار صلاح أبو سيف وكمال الشيخ لانشغالهما في أعمال أخرى ولجأت للمخرج الكبير عز الدين ذو الفقار الذي اعتذر هو الآخر، ورشح لها يوسف شاهين فقالت له ماجدة الصباحي (بيقولوا عليه مجنون) فرد قائلا (بس دماغه حلوة) فرضخت لرأي عز الدين وأسندت إخراج الفيلم الأسطوري (جميلة بوحريد) ليوسف شاهين.
ولكن كواليس الفيلم أيدت وجهة نظر ماجدة الصباحي.
رفض رشدي أباظة وأصرت عليه، وكان يخاف أن يوجه رشدي أباظة ويعطي له أي ملاحظات، ولاحظت ماجدة هذا الخوف وأمام أي اختلاف بينهما تقول له (بعدين أجيبلك رشدي أباظة).
عندما يريد يوسف شاهين أن يوجهها يقوم بعمل بروفة مشهد أمامها فتصرخ في وجهه قائلة (بلاش تمثل قدامي عشان متأثرش بيك وأروح في ستين داهية) فيضحك كل من في البلاتوه.
دبت الخلافات بينهما طوال الفيلم، حتى أصبح مساعد المخرج علي رضا وسيطا بينهما، وكل منهما يريد أن يوصل للآخر كلمة تكون عن طريق علي رضا، حتى أن على ذهب لماجدة يقول لها (في تعديلات الأستاذ عايزها في السيناريو) فرفضت وقالت للمساعد (معقول دي سيناريو نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي تعديل إيه روح قوله اخرس واعمل اللي بقولك عليه).
وكانت الخلافات مستمرة بسبب التصوير بعدسات لا تراها ماجدة مناسبة مرة ومرة بسبب تعديلات في السيناريو ومرة بسبب تعطيل التصوير، وكانت شخصية ماجدة مسيطرة عليه تماما حتي أنه عجز بالفعل عن أن يقف أمامها وينتصر ولو مرة واحدة عليها وقال عنها (ماجدة دي ست قوية).
وأراد أن ينتقم منها فأخفى نجاتيف الفيلم وأبلغت عنه جهاز المخابرات المصرية ووزارة الداخلية وقتها، ففي أقل من ساعة وصل يوسف شاهين إلى منزل ماجدة الصباحي معتذرا لها ومعه نيجاتيف الفيلم وتم التصالح بينهما، وتم عرض الفيلم الذي أصبح واحدا من أهم أفلام السينما العربية وحصد أكثر من عشرين جائزة دولية ومحلية.
وتم التعاون بينهما مرة أخرى عام 1960 في فيلم (بين إيديك) ولسوء التفاهم الذي استمر بعض الشيء في ذلك الفيلم أيضا لم ينجح الفيلم النجاح المتوقع، مما جعل ماجدة تقسم على ألا تتعاون معه مرة أخرى.
وعللت ذلك بقولها عن يوسف شاهين إنه (مخرج متعب جداً ولا يريد أن ينجح الممثل أكثر منه) وهذا ما دفعها لعدم التعاون معه في فيلم (العمر لحظة) الذي كان ضمن الترشيحات لإخراجه، لكنها رفضت حتى مبدأ النقاش في الأمر وأسندت الفيلم للمخرج محمد راضي، وأصبح هذا الفيلم من أهم أفلام حرب أكتوبر المجيدة.