يوسف شاهين كاد أن يكون مسلمًا لولا عمر الشريف.. وأوصى بتلاوة القرآن في عزائه

سيظل يوسف شاهين مخرجًا مختلفًا عن سائر مخرجي الشاشة العربية على الإطلاق، فقد تتفق معه أو تختلف عليه أو حتى لا تعترف به أنه مخرج من الأساس أو أنه مجنون أو فاشل أو عبقري، ولكن سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السينما العربية بل والعالمية شاء من شاء وأبى من أبى.

فاليوم 26 يناير ذكرى ميلاده الرابعة والتسعين، ابن إسكندرية الذي عشقها وكانت كما قال عنها “عشيقتي إسكندرية”، كثيرًا منا يعرف يوسف شاهين المخرج من خلال أفلامه التي تتفق معها أو تختلف، ولكن هناك جوانب أخرى لم تكن معلومة لدى الجميع عن جو أو يوسف شاهين.

أحب فاتن حمامة حبًا كبيرًا وكانت بطلة أول أفلامه “بابا أمين” عام ١٩٥٠ بل وتعد أكثر ممثلة وقفت بطلة في أفلامه، فقد قدمت معه ستة أفلام أهمها فيلم “صراع في الوادي” عام ١٩٥٤، والذي كان سببًا في تعارف فاتن حمامة بعمر الشريف، والذي وقعت فاتن في غرامه بعد أشهر قبله، بينهما في نهاية الفيلم والتي كادت أن تعصف بقلب يوسف شاهين، بل وحياته أيضًا فحاول كثيرًا أن يبوح لها بحبه ولكن كيف وهو مسيحي وهي مسلمة.

فأراد أن يشهر إسلامه أولًا بعد ما قرأ في القرآن الكريم وتعلم بعض من التعاليم الإسلامية من أحد أصدقائه المسلمين، وأحب الإسلام وكان السبب حبه لفاتن حمامة، ولكنه صدم صدمة عمره عندما شعر بأن قلب فاتن حمامه مع عمر الشريف، وأن قصة الحب بينهما كادت أن تتوج بالزواج، وهنا انفطر قلب يوسف شاهين الذي حاول بالفعل الانتحار، لولا أنه كان أقوى من ذلك واندمج بالعمل الذي كرس له حياته حتى النهاية، ولكن ظل حبه لفاتن حمامة بداخله حتى آخر يوم في عمره وهذا ما صرح به في أكثر من حديث صحفي وتليفزيوني، وقال لولا عمر الشريف لكنت الآن مسلمًا وزوجًا لفاتن حمامة.

ولكن ظل يوسف شاهين بداخله الإنسان الذي لا يعرف اختلاف الديانة، فكانت كل أفلامه هي أقوى دليل علي ذلك خاصةً فيلم “الناصر صلاح الدين”، وكان من عشاق سماع القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت بل وأوصى بوصية فيها كثير من المعاني الجميلة.

فقد أوصي أن يخرج جثمانه بعد الصلاة عليها في الكنيسة أن يخرج من مسجد عمر مكرم وأن يقام له عزاءان واحدًا في الكنيسة والآخر في مسجد عمر مكرم مع صوت الشيخ محمد رفعت بتلاوته للقرآن الكريم.

وكادت أن تنفذ وصيته ولكن أقاربه تخوفوا أن يحدث لبس في الأمر لدى الرأي العام، وكتب على قبره “يهمني الإنسان ولو مالوش عنوان”.