نادية لطفي اختارت اسمها تأثرًا بإحدى روايات إحسان عبد القدوس
نجمة ذات ملامح أوروبية تشبه نجمات هوليوود، ولكنها فتاة صعيدية شربت القوة والعناد والصلابة من أصولها، نشأت على حب القراءة والمعرفة، فأمها بولاندية ووالدها رجل صعيدي، اكتسبت شغفها وحبها تجاه المعرفة وعالم الفن من والديها، فكانت حريصة دائمًا على قراءة ومتابعة أعمال الكاتب الكبير “إحسان عبد القدوس” فمن حبها له وشغفها بأعماله، اختارت أن تكون إحدى بطلات رواياته، فاختارت بولا محمد شفيق، أن يصبح اسمها “نادية لطفي” تأثرًا بعبد القدوس.
وبمزيد من الأسى والحزن رحلت عنا اليوم صاحبة النظارة السوداء الفنانة القديرة نادية لطفي عن عمر ناهز الـ 83، لترحل إلى بارئها لتلتقي بجميع أحبائها.
اختيارها لاسم “نادية لطفي”
جاء اختيارها لاسم “نادية لطفي” بعد ما شعرت بأن اسمها الحقيقي وهو “بولا محمد شفيق” لن يثبت في عقل المشاهد العادي بسهولة، لذا قررت تغييره إلى اسمها الحالي، وهو اسم شخصية إحدى بطلات رواية إحسان عبد القدوس “لا أنام”، التي كانت تعشق قراءتها في صغرها، وجسدتها في السينما الفنانة القديرة فاتن حمامة.
وفي ذلك الوقت عرض عليها الكثير من الأسماء من قبل المنتج رمسيس نجيب الذي يعد اليد الأولى التي امتدت لها بالمجال الفني، حيث طرح عليها أسماء مثل “سميحة حمدي” أو “سميحة حسن”، لكنها أبت واختارت أن يظل اسمها “نادية لطفي”.
إحسان عبد القدوس يرفع قضيها عليها
وانتشر وقتها الكثير من الأقاويل حول رفع إحسان عبد القدوس قضية على كل من نادية لطفي ورمسيس نجيب مطالبة بحقه الأدبي في الاسم، حيث أثار ذلك حفيظته لأنهم لم يستأذنوه في ذلك الأمر، ولكنها كانت مجرد مزحة من عبد القدوس أطلقها مع المنتج حينها.
ولكي يحدث نوع من المرح ولإزالة أية غضب، وجه رمسيس دعوة لكل من عبد القدوس وفاتن حمامة لحضور العرض الخاص لفيلم نادية لطفي “السلطان” عام 1958، ليثني عبد القدوس على أدائها وبراعتها في التمثيل قائلًا لها: “إنتِ بالفعل نادية لطفي التي ألهمتني فكرة القصة”، بينما مازحتها فاتن حمامة قائلة: “لا تنسي أبدًا فأنا نادية لطفي الحقيقية”، وطالبوها وقتها بالحفاظ على مستواها الفني والعمل جاهدة على تطوير ذاتها.
ولم تنته علاقتها بإحسان عبد القدوس، ولكن العلاقة دامت طويلًا، فقدمت العديد من أعماله مثل “لا تطفئ الشمس” مع شكري سرحان عام 1961، و”النظارة السوداء” مع أحمد مظهر عام 1963، “وسقطت في بحر العسل” مع محمود ياسين عام 1977.