عقب تغريدة فريدمان ضد نتنياهو.. هل تؤدي صفقة القرن إلى تصاعد التجاذب السياسي في لبنان؟
بات من الواضح أن هناك ارتباطًا وثيقًا يتجلى بين صفقة القرن من جهة، وبين اللاجئين الفلسطينيين في عدد من الدول العربية وتحديدًا لبنان من جهة أخرى، وهو ما بات واضحًا من خلال أسلوب التعاطي الفلسطيني مع هذه الصفقة.
وكشفت مصادر صحفية أن هناك حالة من القلق التي تعتري القيادات اللبنانية من أن يتحول الاهتمام بقضيتهم الرئيسية ومطالبهم الاحتجاجية، التي تتلخص في حل الأزمة الاقتصادية، وفض أي شكل من أشكال التوترات العرقية ومكافحة الفساد، لصالح التعاطي مع صفقة القرن.
اللافت أن هذه الرغبة باتت واضحة عقب التغريدة الأخيرة التي كتبها السفير الأمريكي في إسرائيل، دافيد فريدمان، والتي انتقد فيها بأسلوب غير مباشر نتنياهو ، مطالبًا إياه بعدم الإقدام على أي خطوة سياسية لضم أي جزء من أراضي الضفة الغربية إلا عقب الرجوع إلى الولايات المتحدة واستشارتها في هذا الإطار.
ويشير مصدر لبناني مسؤول، إلى أن تصاعد الحديث عن صفقة القرن بات واضحًا الآن، خاصة مع التطورات الدولية المرتبطة به، فضلاً عن أن الحديث الآن عن هذه الصفقة وتداعياتها بات يغلب على المطالب الاجتماعية أو السياسية التي يطالب بها آلاف المتظاهرين بالشارع اللبناني، وهو ما يمثل تهديدًا سياسيًا انتبه إليه البعض.
ويعزز ذلك التخوف تصدي حركة حماس، التي تحظى بقوة كبيرة ووجود في الساحة اللبناني، لهذه الصفقة، الأمر الذي يأتي على حساب المطالب السياسية اللبنانية، خاصة وإن وضعنا في الاعتبار وجود الكثير من القيادات المسؤولة لحركة حماس في لبنان، وهي القيادات التي تسعى إلى حصد المكاسب السياسية بأي طريقة ولو على حساب التحرك الجيوسياسي في الشارع اللبناني.
وتشير صحيفة تايمز البريطانية، في تقرير لها، إلى دقة هذه القضية، خاصة مع طرح التباين الأمريكي الإسرائيلي أخيرًا بشأن تطبيق هذه الأزمة، وسعي حماس إلى استغلال هذا التباين من أجل حصد أي قدر من المكاسب أو النقاط لتحقيق هذا الغرض، حتى ولو على حساب الشارع اللبناني ومطالبه.
وتتفق مع هذا المعنى صحيفة مترو الشعبية البريطانية التي أشارت إلى أن للكثير من القيادات التابعة لحركة حماس مطالب، وهي المطالب التي لن تتوقف لأي تطور سياسي مهما كان، وستسعى قيادات حماس إلى تنفيذها وبقوة مهما كان الثمن في ظل تصاعد حدة الجدال سواء العربي أو الإقليمي أو الدولي المرتبط بها.
ومن الواضح أن قيادات حماس في لبنان تسعى إلى استغلال هذه التطورات السياسية المتعلقة بالصفقة على حساب الشارع الغاضب، وهو ما بات واضحًا الآن في ظل دقة المشهد السياسي المتعلق بهذه القضية.