هاني شنودة: “كنت بهرب من عبد الحليم حافظ.. وماعرفش حسن شاكوش” (حوار)
هو موسيقار استطاع حفر اسمه في سجل التاريخ، فهو له حكاية مع عبد الحليم ونجيب محفوظ وساعد عمرو دياب للظهور أمام الجماهير، وهو صاحب مذهب أن الزمن ماضٍ ومستقبل فقط ولا يوجد ما يسمى بالحاضر، بالطبع هو الموسيقار هاني شنودة ابن مدينة طنطا، الذي يرى أن كل مسيحيي مصر مسلمو الثقافة، وعُزفت مقطوعته في حفل تسليم جوائز الأوسكار في 2019، وفتح شنودة قلبه لـ”القاهرة 24″ وتحدث عن الكثير من المراحل التي مر بها في حياته، حتى أصبح هذا الاسم العظيم.
ماذا عن الذكريات بمدينة طنطا التي نشأت بها؟
مدينة طنطا هي مسقط رأسي، قضيت فيها أجمل الأيام، حيث عشقت الموالد ولم استثنِ وحدًا منها من قبل، وتربيت على صوت النقشبندي فهو أصله من مدينة طنطا، وكانت أمي تملك عودًا لتعزف عليه أغاني أم كلثوم وتلعب بيانو كلاسيك، فالناس في مصر خاصًة الفلاحين بتحب الفنون جدًا.
أنت دائمًا من مشجعي التنوع، كيف تعاملت مع ذلك؟
“تربيت على التنوع الموسيقي وليس التذوق الموسيقي، فكنت أستمع للنقشبندي وأم كلثوم والأغاني الصوفية، وفي نفس الوقت كنت أستمع للأغاني الأجنبية مع أختي التي درست في المدارس اللغات، وكانت عاشقة للفن الغربي، لذلك فأنا تعرضت لكل أنواع الموسيقى، فتلك هي الأرض الخصبة التي نشأت فيها”.
حدثنا عن كواليس الاشتراك في أول فرقة موسيقية؟
“كانت الفرقة الأولى تكونت عن طريق الصدفة، فكنت في مدينة نصر أقود سيارتي البيضاء الـ 128، وأنا راجع من المعهد الموسيقي الذي ألتحقت به بعد الثانوية العامة، وأثناء السواقة رأيت أحد الأشخاص يقف فوق أسطع أحد المباني ويعزف على الجيتار وكان يدعى نبيل شديد، وطلب مني أن أصعد له كي لكني رفضت فنزل هو لي، وعرف أني أحد طُلاب المعهد الموسيقي ومن هنا كانت الفرقة الأولى الذي أعطتني خبرة كبيرة في العزف أمام الجماهير بسبب عزي في الفنادق والسهرات”.
كيف تعرفت على أفراد فرقة المصريين؟
“دارت الأيام وتركت فرقتي القديمة وتنقلت بين الفرق الموسيقية، حتى ذات يوم قابلت عمر خورشيد يلعب الجيتار، عمر خيرت يعب درامز، وأنا أعزف البيانو، ومطرب شهير في الأوبرا، وجميعهم أصبحوا مشاهير حاليًا، وكان اسم الفرقة “لبيتيشن” واستطاعت تلك الفرقة أن تكون قاعدة جماهيرية كبيرة فكان دمهورنا من الشباب يُقدر بالألاف”.
كان لك قصة مع نجيب محفوظ، احكها لنا؟
“ذات يوم جاء لنا نجيب حفوظ قبل أن يحصل عل جائزة نوبل، واستمع للأغاني الغربية التي نعزفها، وسأل لماذا لا نلعب الأغاني العربية؟، وقلت له أن السبب هو طول الأغاني العربية فالمقدمة قد تظل لأكثر من نصف ساعة، وقال لي جلى لن أنساها وهي “لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام” في هذ الوقت لم أفهمه على الوجه الأمثل، ولكنه قال لي أعمل الأغنية الي انت عايزها بس بموسيقى عربية، واستطاع محفوظ في تلك اللحظة أن يغير من طريقة تفكيري”.
ماذا عن علاقتك “بالعنديب الأسمر” عبد الحليم حافظ؟
“كان الفنان الكبير عبد الحليم حافظ يجلس بجانبي على طاولة الغداء في المطاعم، وكان يعزمني على العشاء معه ولكني كنت أهرب منه، كي أجلس مع فرقتي واستمتع بالشاطئ والحديث مع الأصدقاء، حتى رجعنا للقاهرة واتصل بي ذات يوم وقال لي إنه اشترى جهاز حديث اسمه “string” فذهبت له مسرعًا كي أعزف على هذا الجهاز الحديث، ومن كثرة حبي لهذا الجهاز دخلت دون أن أحي الجالسين، وسألني حليم هل اسطيع عزف احد أغانيه فعزفت أهواك، حتى اسكتني وطلب مني ان أكون فرقة موسيقة لنلحن له”.
ما هي التحضيرات التي مررت بها مع العندليب قبل العزف في حفلاته؟
“كونت الفرقة من عمر رشيد وعمر خيرت على غرار فرقة ليبتيشن، وكنا نذهب كل يوم للعندليب في الواحدة ظهرًا وهو وقت استيقاظه، ونفذنا العديد من البروفات لمدة 15 يوما، وكانت الحفلة الأولى في نادي الجزيرة حيث عزفنا في النصف الثاني من الحفلة، وقال لي إننا سنسافر لعديد من بلاد العالم، ونغير مسار الموسيقى العربية، ولكن الموت داهمه قبل أن ننفذ حلمنا الكبير”.
متى بدأت فرقة المصريين باسمها المعروف؟
“بعد وفاة عبد الحليم قررت أن أكمل المسيرة وبالفعل لم يفترق الفريق، وبدأنا في البحث عن طرب لنعزف خلفه”.
ماذا عن حكايتك مع “الكينج” محمد منير؟
“كان الألبوم الأول مع محمد منير باسم “أمانة يابحر” ولكنه لم يحقق نسبة المبيعات المرغوبة، بسبب عدم وجود “كاسيت” جيد فكان الناس يستمعون إلى “صوت القاهرة”، وعزفت له فرقة المصريين الألبوم الثاني، وهو “بنتولد” وحقق نجاحًا كبيرًا خاصًة بين الشباب، وعزفنا له العديد من الأغاني بعدها”.
أغنية “بنت الجيران” لمغني المهرجانات “شاكوش” حققت المركز الثاني في الأكثر استماعًا عاليمًا على “ساوند كلاود” هل سمعتها؟
“لا لم اسمع أغنية بهذا الاسم، ولكن شيء جيد أن تحقق تلك الأغنية مركزًا على مستوى العالم وهسمعها”.
ماذا تعرف عن مغني المهرجانات حسن شاكوش؟
“أنا لا أعرفه، ولكن أعتقد أن هاني شاكر منع هذا الشاب من الغناء في وقت سابق، والسؤال هنا لماذا يستمر في الغناء؟، أكانت موافقة النقابة بسبب شهرة الأغنية، بالتأكيد هناك سبب للمنع وأنا لا أعرفه ولا أريد ذلك”.
هل تشجع مطربي المهرجانات؟
“أنا أشجع المطرب الذي له جمهور أيا كان من هو، لأن الفن كطرفي المقص، أحدهما للمطرب والآخر للجمهور، فالجمهور هو الذي يساعد في نجاح المطرب أو عدم نجاحه، بصرف النظر عن مقومات هذا المطرب الفنية”.