مساعدوك باعوك يا ترامب.. من كتب مقال “الخيانة” فى “نيويورك تايمز” إذن؟!
افتتاحية مقال بقلم كاتب مجهول في صحيفة “نيويورك تايمز” تسببت في هزة داخل البيت الأبيض، ما دفع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الإنكار علناً بأنهم أو مكاتبهم قاموا بتلك الخطوة.
وتسابق كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ونائب الرئيس مايك بنس، إلى نفي أن يكون الشخص المجهول الذي كتب مقال رأي في صحيفة “نيويورك تايمز”، وذكر فيه أن مساعدي الرئيس الكبار يعملون على تعطيل جوانب من أجندته لحماية البلاد من اندفاعاته.
وقال ترامب، الجمعة، إنه يريد من المدعي العام جيف سيسيز التحقيق للكشف عن هوية المسؤول الكبير في الإدارة، الذي كتب المقال الافتتاحي في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية هذا الأسبوع، واحتج في الأيام الأخيرة على نشر المقال، واصفاً كاتبه بأنه “جبان”، معتبراً أنه “يضر بالأمن القومي”، ويريد ترامب إجراء تحقيق جنائي، رغم أنه لا يوجد ما يشير إلى أن كاتب المقال (الذي أثار أزمة في البلاد) انتهك أي قوانين.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي خاطب ترامب الصحفيين وهو على متن طائرة اير فورس وان، وقال إن كاتب المقال المجهول يمثل مصدر قلق للأمن القومي؛ لأن هذا الشخص لا يزال في الحكومة ولا ينبغي أن يحضر إجتماعات رفيعة المستوى.
المقال الذي كتبه مسؤول كبير في إدارة ترامب، جاء فيه أنه ضمن فريق “مقاومة” داخلية يعمل على إفشال أجزاء من أجندة ترامب ومنع أسوأ دوافعه، وجاء نشر المقال وسط أسئلة حول لياقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومدى سيطرته على إدارته في البيت الأبيض، وتعامل ترامب مع المقال باستنكار شديد اللهجة، وهو يراقب عن كثب سلسلة التصريحات التي صدرت بسببها..
ويقول كاتب المقال المجهول إن “الرئيس يتصرف مثل تلميذ في الصفوف الابتدائية، وإنه يغير رأيه بشكل مفاجئ في مواضع تتعلق بالأمن القومي”، وأضاف أن ترامب يفتقر إلى المسؤولية الأخلاقية وانعدام المبادئ لدرجة أن مقال “نيويورك تايمز” تحدث عن “همسات مبكرة” لعزل الرئيس، لكنهم تراجعوا حتى لا تكون هناك أزمة دستورية.
وأثار المقال حالة من القلق داخل البيت الأبيض، نظراً لعدم معرفة هوية الكاتب الذي وصفته نيويورك تايمز بأنه مسؤول رفيع المستوى يعمل في إدارة الرئيس ترامب، ما دفع الرئيس إلى وصف ذلك بـ”الخيانة”، ووصف صحيفة نيويورك تايمز بأنها “فاشلة تتجاهل الإنجازات التي حققها”، وتركز على ما أسماه “شخصاً أجوف لا وجود له”.
لكن المقال وضع العديد من الوزراء الذين يخدمون في إدارة الرئيس في دائرة الشك، لدرجة اضطرارهم للتصريح العلني أنهم لم يكونوا ذلك الشخص الذي كتب هذا المقال، وحتى الآن قائمة النفي تتضمن وزراء العدل، والمالية، والصحة والإسكان، ورئيس الاستخبارات الوطني، ومدير سي آي إيه، والأمن الوطني، وسفيرة الأمم المتحدة، ووزير المواصلات والطاقة والتعليم والتجارة والأعمال والزراعة والعمال ومدير الإدارة والميزانية.
ودعا ترامب الصحيفة إلى كشف هوية هذا الشخص المجهول وإحالته للتحقيق لأغراض تتعلق بالأمن القومي، لكن نيويورك تايمز تتمسك بموقفها بالإبقاء على سرية الشخص، حيث لا توجد أية تداعيات قضائية، إذ يضمن التعديل الأول للدستور الأميركي حرية التعبير، والمقال لم يتعرض لأسرار الدولة، حسب الصحيفة، بل امتدح بعضاً من أجندة الرئيس، خصوصاً في النمو الاقتصادي.
ويأتي هذا المقال في أعقاب تسريبات مقتطفات من كتاب أشهر صحافي في “واشنطن بوست” بوب ودورد، الذي سينشره الأسبوع القادم ويحمل عنوان “خوف”، ويتحدث عن حالة من الفوضى تعم إدارة الرئيس ترامب وعن كبار مسؤولي الإدارة الذين أخفوا وثائق مهمة على الرئيس حتى لا يقوم بالتوقيع عليها، ومنها الإنسحاب من إتفاقية التجارة الحرة المعروفة باسم “نافتا” خوفا من تداعيات تصرفاته التلقائية وغير المدروسة على الأمن القومي، لا سيما مطالبته بإغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد إستخدامه السلاح الكيمياوي في “خان شيخون”، وتظاهر وزير الدفاع بالموافقة.