“الصاوى” عن نشر صوت الأزهر آراء قديمة لجابر عصفور: لم نختلقها.. ونوهنا عن سياقها الزمني
أثار نشر جريدة صوت الأزهر لآراء سابقة للدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق؛ جدلا على صفحات التواصل الاجتماعي، وقال الكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، إن الجريدة نشرت آراء ( غير مختلقة) نسبتها لكاتبها المعروف (د. جابر عصفور) ولمصدر نشرها (جريدة الأهرام)، وبإشارة واضحة لزمن النشر. معتبرا أنه أمر جائز تماما، ولا يمكن اعتباره غير مهني بأي حال.
وأضاف الصاوى: هذا كلام د. جابر عصفور وليس كلام أحد غيره.. ولم يحدث أي خداع للقارئ في النشر. وهناك ممارسات مهنية شبيهة كثيرة في كثير من الصحف والبرامج التلفزيونية تستند على رصد آراء النخب والفاعلين في مواقف مختلفة وعبر أزمنة مختلفة، ولا مجال لطرح نماذج منها.
وتابع الصاوى: لم تصلنا أي تعقيبات أو إيضاحات من ذوي شأن أو اختصاص بخصوص هذا الأمر، لأن أحدا لا يستطيع نفي أن هذا النص يمثل رأي د. جابر عصفور في الأزهر والإمام الأكبر كما قرره هو بنفسه في جريدة الأهرام حتى عام ٢٠١٥.. وهو ما قالته صوت الأزهر بوضوح ودون التباس، مؤكدا أن الجريدة نشرت معلومة وليس وجهة نظر أو رأي مفادها أن ( هذا كان رأي د.جابر عصفور في الأزهر وشيخه حتى عام ٢٠١٥)، وهي معلومة صحيحة ولا يوجد أدنى شك بها.
كانت صحيفة صوت الأزهر، الصادرة عن مشيخة الأزهر الشريف، اختارت أن ترد على هجوم الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، على الأزهر وشيخه خلال الأيام الماضية، بكلمات عصفور نفسه.
ونشرت الصحيفة مقتطفات من مقالات نشرها عصفور ما بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٥ في جريدة الأهرام يتحدث فيها عن الأزهر وشيخه، بما يظهر الفارق الشاسع بين رأي عصفور عن الأزهر حتى عام ٢٠١٥ ورأيه عن الأزهر حاليا.
وجاء في تلك المقتطفات قول عصفور إن الشيخ الطيب الحفيد الفكري للإمام محمد عبده، مؤكدا أن مشيخة الأزهر هي النبع الذي انبثقت منه الاستنارة المصرية وظلت تشع على ما حولها في تاريخنا الحديث.
وقال عصفور إن الدكتور الطيب يؤكد أنه ليس في الإسلام سلطة دينية، والشرع نفسه يؤكد معنى الدولة المدنية القائمة على مبادئ الشريعة الإسلامية، واصفا الإمام الطيب بالشيخ التنويري، وأن الماتريدية الأشعرية التي هي أقرب الاتجاهات إلى شيخ الأزهر التنويرى؛ لا تعادي العقل السليم ولا تنكره.
وتابع عصفور: الحقيقة التي يؤكدها الإمام الطيب أن الأزهر ليس سلطة دينية.. وأنه لا يمنع أحدا من الاجتهاد في شؤون الدين ما دامت توافرت له شروط الاجتهاد، مشيرا إلى أن جموع المثقفين ترى في الأزهر حصنا أمينا للإسلام الوسطي المستني، وقال : لا داعٍ لمحاولة الوقيعة بين المثقفين والإمام الذي هو منهم وفي طليعتهم الوطنية.
ومن أهم ما جاء في تلك المقتطفات المعاد نشرها قول عصفور إن المعنى المباشر للدور الوطنى للأزهر لا يمكن إلا أن يؤديه أزهر مستقل عن السلطة السياسية.. ويمكن للأزهر أن يكون تابعا للدولة ماليا، ومستقلا عنها فكريا.
وأشار عصفور إلى أن الشيخ الطيب جمع بين علوم النقل والعقل ومعارف التراث الذي ينتسب إليه والمناهج العلمية المتقدمة لفرنسا، وميراث أسرته وتكوينه الأخلاقي يجعله في منجاة من الآثار السلبية لأموال النفط، داعيا عند اختيار شيخ للأزهر مستقبلا ألا تقل مواصفاته عما يميز شيخ الأزهر الحالي.