نحن بشر ولسنا “فيروس”.. كيف يُعامل الصينيون في مصر بعد ظهور كورونا؟ (معايشة بالفيديو)
في السادسة صباحًا تستيقظ فيحاء وانغ، إعلامية صينية مقيمة في مصر، وتستعد للذهاب لعملها في يوم لا يعكر صفوه سوى الغبار المصاحب للطقس الشتوي الطبيعي في مثل هذه الأوقات، البلد التي انتظرت زيارتها طويلًا، وحلمت بالعمل بها وتعلمت العربية من أجلها.
جاءت الشابة الصينية ذات الـ36 عامًا، إلى مصر منذ ثلاث سنوات وبقيت فيها من أجل متطلبات العمل، لكن هذا لم يكن السبب الوحيد، فقبل مجيئها كأغلب الأجانب لم تكن تعلم فيحاء عن مصر سوى معالمها السياحية الشهيرة، وهو السبب الذي دفعها لزيارتها، ولكن شيئًا آخر دفعها للبقاء؛ فقد فضلت فيحاء البقاء في مصر رغم عدم معرفتها الكثيرة “باللغة العامية المصرية”، وكانت أبرز المشكلات التي واجهتها في البداية، إلى جانب تقبل بعض عادات المصريين، مثل اختلاف الأطعمة وطريقة تبادل التحية، ولكن مع ظهور فيروس كورونا بدأ نوع آخر من المشكلات يظهر في حياتها.
“المصريون يسألوني عن فيروس كورونا لأن خوف الإنسان من الأمراض شيء طبيعي”.. هكذا قالت فيحاء لـ “القاهرة 24″، وتستكمل: “رغم ظهور كورونا لم أجد تغيرًا كبيرًا في المعاملة من قبل المصريين، فبعد الشرح والتوضيح لهم عادة ما يقولون نتمنى لكم شفاء عاجل”.
تعيش فيحاء حالة من السلام بعد تأكدها أنه لم يصاب أحد من عائلتها الذين يقطنون في مقاطعة شانغو بشرق الصين، ولكنها لا تخفي حالة القلق العام الذي ينال من كافة الصينيين، خاصة المهاجرون منهم.
الصحة العالمية: النتيجة السلبية للمشتبه في إصابته بكورونا لا تعني خلو مصر من الفيروس
واختتمت فيحاء حديثها، قائلة: “أود فقط أن يفهم الناس أن ليس كل صيني يصاب بفيروس كورونا، نحن ليس فيروس، نحن بشر”.
لم تكن تلك الجملة الأخيرة رغبة الشابة الصينية وحدها، إذ دشن عدد من المواطنين الآسيويين المهاجرين، هاشتاج بثلاثة لغات حمل عنوان “أنا لست فيروسًا” في مواقع التواصل الاجتماعي، يحكون فيه عن معاناتهم في مختلف البلدان منذ ظهور فيروس كورونا.
لم يختلف حديث ناصر الشاب ذو الـ25 عامًا كثيرًا عما قالته مواطنته فيحاء، فناصر الذي يسكن في مصر مع زوجته منذ قرابة العام، قادمًا من شمال الصين، أكد أن المصريين الذين يقابلهم في حياته اليومية يتفهمون الوضع الطارئ في بلاده، ويتمنون له ولذويه صحة جيدة.
يعمل ناصر ككاتب يهتم بتوثيق قصص الصينيين حول العالم، واستقر في مصر بعد دراسته للغة العربية للتواصل مع أبناء وطنه ونقل أهم الأحداث التي يشاركون بها، ويَعتبر ناصر أهمها مهرجان فبراير الذي يحتفل فيه الصينيون ببعض النشاطات المميزة التي أوجدتها الصين والحكومة المصرية.
الصحة العالمية: التحقق من إعلان الصين إصابة حالتين بكورونا عائدتين من مصر
لم يغير كورونا وجهة نظر ناصر في العودة إلى بلاده، فعلى الرغم من أنه لم يكن ينتوي العودة في وقت قريب، إلا أنه منذ بداية انتشار كورونا شعر بضرورة تكاتف أبناء وطنه لمواجهة الفيروس، خاصة بعد ما لمسه من تعاون ودعم من المجتمع الدولي.
وأكد فهمي الذي يعمل ويقيم في مصر منذ 5 سنوات، ما قاله أبناء وطنه فيحاء وناصر، عن دعم المصريين لهم بعد انتشار فيروس كورونا، موضحًا: “لم أشعر بتغير كبير، وإن وجدت بعض التساؤلات فهي لاشك بسبب أن بعض المصريين لا يعرفون الفيروس جيدًا، وهم ربما يخافون إلى حد ما من الآسيويين لأنهم لا يعرفون هل هو حامل للفيروس أم هو شخص عادي، ولهذا أحاول أن أقوم بخفض خوف المصريين، وأنا متفهم أنهم يحاولون حماية نفسهم”.