صحف غربية تتساءل.. هل أشعلت الحرب السورية الخلافات بين رابطة العلماء وجهات من المقاومة الفلسطينية؟
انتقدت مصادر سياسية في رابطة العلماء الفلسطينيين، قيادات حركة حماس بسبب علاقاتها الوثيقة مع إيران، وهي الانتقادات التي تتواصل وأثارت ردود فعل واسعة ليس فقط بين قيادات حركة حماس، ولكن أيضا بين الكثير من الأوساط الفلسطينية، خاصة مع اتهام الكثير من الدول لنظام الرئيس بشار الأسد بالتسبب في قتل الآلاف من السنة من المقاتلين في الجبهات المعارضة له.
وتشير صحيفة إنديبندنت البريطانية إلى دقة هذه القضية، مؤكدة في الوقت ذاته ما أسمته بالتبعية الخاصة لهذه اللجنة أو الرابطة مع تركيا، حيث زعمت بعض من التقارير أن العديد من كبار أعضاء اللجنة يدعمون النشاط العسكري لتركيا في شمال سوريا ويشيدون بالقيادة التركية لمعركتها ضد نظام الأسد، وهو ما يضع الرابطة في خلاف جذري مع حركة حماس، وهو الخلاف الذي تعمقه دعم حماس لسوريا ورابطة علماء فلسطين لتركيا.
وأشارت مصادر في الرابطة إلى أن العلاقات بين حماس وإيران ستنعكس بصورة سلبية على توجهات العمل الفلسطيني، خاصة مع ارتباط الكثير من الدول بعلاقات سلبية مع إيران، وهي الدول التي تتنوع بين الدول الخليجية والعربية التي تتوجس من السياسات التي تنتهجها إيران.
وأشارت الرابطة أن منظومة الدعم الذي تحاول حركة حماس تقديمه إلى قوات حزب الله بات يؤثر سلبا على موقف الرابطة التي تعترض على هذه العلاقة ، زاعمة إنها تسيء في النهاية للقضية الفلسطينية ككل.
وتشير صحيفة مترو الشعبية البريطانية في تقرير لها إلى دقة هذه القضية، زاعمه إن لها تأثير على الكثير من المسارات السياسية التي تتخذها وتسير بها حركة حماس، وهي المسارات التي تتنوع سواء على الصعيد العسكري أو السياسي على حد سواء.
ومع دقة الأوضاع السياسية الناجمة عن السياسات التي تنتهجها حماس زعمت بعض من التقارير أن التصريح الأخير الذي أصدرته هذه الرابطة يكشف عن توتر العلاقات السياسية بين الرابطة وحركة حماس، وهو التوتر الذي بات واضحا نتيجة للكثير من السياسات التي تنتهجها الحركة، فضلا عن اتهام البعض من المصادر السياسية إلى أن بعض من كبار أعضاء الهيئة بأنها تتواصل مع قيادات حركة فتح المعارضة لحماس، وهو ما يؤدي إلى اشتعال هذه الخلافات مع الحركة بالنهاية.
اللافت هنا أن هذا التجاذب بين رابطة العلماء الفلسطينيين من جهة وحماس من جهة أخرى يعكس عدد من النقط الجوهرية، أولها تباين المصالح السياسية بين أكثر من فصيل فلسطيني.
بالإضافة إلى وصول الخلافات إلى نقطة مركزية حساسة للغاية بين مختلف جوانب العمل الفلسطيني سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي على حد سواء.
عموما فإن هذه القضية تعكس دقة المشهد الفلسطيني ، وهو ما يشير إلى خطورة ودقة هذا المشهد الآن خاصة مع خروج الخلافات إلى العلن بوضوح هذه المرة.
