مطبخ كرداسة.. مبادرة شبابية لإطعام الفقراء أسبوعيًا
لم يشأ أن يمر يوم الجمعة على فقراء المنطقة التي يسكنها دون أن تتعطر بيوتهم برائحة المرق واللحم لينظم عبد الله سيد، ابن منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، مطبخًا خيريًا لصنع الوجبات وتوزيعها على سكانها من الفقراء.
يستيقظ الشاب العشريني ورفاقه الـ10 كل يوم جمعة في السابعة صباحًا، ويتجهون إلى الشقة المخصصة لتجهيز وتقطيع الخضروات وطهي الطعام، ليكون جاهزًا بعد الانتهاء من صلاة الجمعة في موعد الغداء، مستعينًا بشيف متطوع لطهي الطعام حتى يقدمه إليهم بجودة عالية: “مش معنى أنه أكل ببلاش انه يكون طعمه عادي، لا أنا عاوز الأكل يكون زي أكل المطاعم اللي مبيقدروش يدخلوها”.
يجوب سيد ورفاقه شوارع منطقة كرداسة لتوزيع الوجبات على الفقراء،الذين يعرفهم فردا فردا، في بيوتهم، والتي لا تخلو من اللحوم بالإضافة إلى الأرز والخضار: “لأني من أهل المنطقة فعارف المحتاجين كويس، ومبحبش الناس تحس بذل الحاجة فبنوديلهم الأكل لحد باب البيت”.
التقط الشاب الذي بدأ العمل في الأنشطة الخيرية في سن مبكرة، ففكرة إطعام الأهالي من أحد الجمعيات الخيرية، ليبدأ تنفيذها في محل إقامته في رمضان الماضي مطعمًا الجميع طوال أيام الاسبوع، ولكن لم يريد عبد الله أن تنقطع تلك الابتسامات عن وجوه الصغار، الذين يلتفون حوله فرحين بطعامهم الشهي الذي بجعل من يوم إجازتهم الإسبوعية عيدًا، تنال فيه أفواههم ما لا تناله طوال أيام الأسبوع.
بعيدًا عن قيود الجمعيات، قام الشاب، الذي يعمل بأحد مصانع الملابس، بتجهيز الأدوات اللازمة للمطبخ الخيري من بوتجاز وفرن وثلاجة وأوانٍ، بالإضافة إلى الشقة التي اتخذوها مطبخًا من المبالغ المالية التي يرسلها لهم محبي الأعمال الخيرية، ليجهز منها عبد الله مطبخين جديدين بالأماكن التي يكثر بها المحتاجون، أحدهما في محافظة سوهاج منذ شهرين، والثاني في محافظة الأقصر، يعمل عبى تجهيزه ليبدأ توزيع أولى وجباته الجمعة القادمة.