الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ضابط وطبيبة ومحاسب.. قصة “الشهد والدموع” في حياة الأم المثالية بالشرقية (صور)

القاهرة 24
محافظات
الثلاثاء 17/مارس/2020 - 07:50 م

شتان الفارق بين نجاح يأتي بالمصادفة، وآخر تُرسخه المعاني وترفع قيمته المعاناة والصّبرُ والجلَدُ، وهو ما تجلت صفاته وخصاله الطيبة في إعلان اسم “الأبلة سهير” لتكون الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية؛ فما سبق ذلك من سنوات كان يحمل بداخله أشد المعاناة وأكثرها إيلامًا لامرأة حبست الأحزان مشاعرها الطيبة تجاه زوجها، وباتت تبكيه وتبكي رحيله كلما ابتسمت أو دفعت الدنيا بلحظاتٍ طيبة لها ولأبنائها.

على بُعد أمتار قليلة من وسط قرية “بنايوس” التابعة لمركز ومدينة الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية، قضت الأم “سهير سعيد عبدالعزيز نبوي” 23 سنة أرملة بعد رحيل زوجها وهي امرأة لم تُكمل عامها الثاني والثلاثين بعد، لكن وقتها تمسكت بأطفالها الثلاثة وعاشت لأجلهم لتُغلق الباب أمام كل من أحب الإرتباط بها، في ظاهرة حب ووفاء لزوجها الراحل عرفانًا بما تركه من سيرة طيبة كما تقول: “الله يرحمه كان محترم وطيب ويستاهل كل حاجة طيبة”.

قول الشيء أهون بكثير من فعله أو تحمله، وهو ما أكدته “الأبلة سهير”، كما يُلقبها الجميع من أهل قريتها لـ”القاهرة 24″؛ إذ كانت بمثابة الأم والأب لأطفالها الثلاثة، حتى أنها لم تنسى مساندة شقيقها وشقيق زوجها لها في بداية الرحلة بعد وفاة زوجها، ومعاونتهم لها على تحمل مسئولية أطفالها حتى التحقوا بكليات القمة.

عام بعد عام، وفصل دارسي بعد آخر، كانت “الأبلة سهير” تتحمل وتكافح لأجل أبنائها وتربيتهم وتعليمهم، وبين هذا وذاك كانت تعمل صباحًا بوظيفتها كـ”مراجع إداري” بقطاع شئون الطلبة بمجمع مدارس “الصيادين” الإعدادي، وفي المساء تعود إلى منزلها لتُعد الطعام لأطفالها، في رحلة استمرت لسنواتٍ عدة قبل أن يكبر الأطفال ويُصبحوا شباب وطلبة بالجامعات، لكن الأم ظلت كما هي في عملها، حتى رآت ابنها الأكبر “أيمن” رائدًا بقوات الأمن بمدينة الزقازيق، وابنتها “آماني” طبيبة علاج طبيعي بمستشفى “الزقازيق” العام، والثالث “أحمد” محاسب بعد تخرجه في كلية التجارة بالشعبة الإنجليزية.

بين النجاح والسنوات رحلة طويلة استحقت مساندة اثنين من الرجال للأم وأبنائها، لكن النفقات رغم بساطتها (300 جنيه معاش الزوج ومثلهم راتب الأم، وإيجار 4 قراريط ميراث)، حملت في معانيها أم نموذجية ومثالية استطعات في النهاية أن تبني بيتًا يأويها هي وأبنائها، قبل أن تجذب القصة وتفاصيلها أمين صندوق جعية المحافظة على القرآن الكريم، والذي يعيش بذات القرية، ليعرض على الأم تقديم أوراقها في مسابقة الأم الثمالية التي اعلنتها وزارة التضامن الاجتماعي مُمثلة في مديرية التضامن الاجتماعي بالشرقية، وينتهي الأمر بفوزها والعرفان بما قدمته من فضل ونموذج للأم المكافحة.

انتهت الأم المثالية من سرد قصتها لـ”القاهرة 24″، قبل أن تؤكد على أن في القلب حلمًا لا يزال بعيد المنال بزيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وقبل هذا أن ترى حفل زفاف نجلها الصغير “أحمد” ويرزقها الله ويرزقه بالزوجة الطيبة.

تابع مواقعنا