مذكرات أم بمستشفى العزل.. إيمان طبيبة مصابة حرمها كورونا من الاحتفال مع أبنائها (خاص)
أم وابنة، طبيبة ومريضة.. هي إيمان الفتاة الثلاثينية التي وجدت نفسها جنديا ضمن الجيش الأبيض، وأن تكون الملاذ لطفليها الذين ينتظراها سنويا في هذا اليوم، وأن تحصل على الحضن الدافيء من والدتها التي لا تغيب عنها في نفس اليوم، لكن سعادتها هذا العام أكثر من كل ذلك.
الطبيبة التي مثلت القدوة في محافظة المنوفية، ضمن أطقم طبية لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد، أصبحت مريضة بعد انتقال العدوى إليها، لكن ذلك لم يكن أصعب عليها من أن تقضي عيد الأم بين جنبات المستشفى مكان عملها، بعيدا عن المنزل الذي هو قلبها.
تقول إيمان لـ”القاهرة 24“، من داخل مستشفى العزل في العجمي بالإسكندرية، أشعر بالسعادة في إخبار أطفالي بأني قمت بواجبي على أكمل وجه، ما يعوضني عن احتضاني لهم، وهم يقدمون لي الورود اليوم، أن تعرف والدتي ان ابنتها لم تخذلها في عملها وشُهد لها بتنفيذ مهامها، حتى أصيبت من الإعياء يجعل دموعها فخرا لا ضيقا بالبلاء، والدتي التي حلمت بها أمس حدثتني اليوم لتقول :”إيمان انا احبك وفي انتظارك”.
“القاهرة 24” ينفرد بإجراء أول حوار مع طبيبة المنوفية المصابة بكورونا داخل مستشفى العزل (فيديو)
كمال صاحب الـ6 سنوات وورد ذات الـ4، لم يعلما بأمر إصابة والدتهما، لكنهما يحكيا لأصدقائهما عن بطولتها، والدتنا التي تحارب فيروس كورونا الذي يخاف منه العالم، وحدها بإمكانها أن تقف أمامه برداءها الأبيض مثل قلبها، وعلى الرغم من غيابها عنهم طوال الأيام الماضية، يزداد حبهما لها حسبما يخبرونها في الهاتف في مكالمتهم اليومية، أما اليوم فلم يختلف عنهم في الاحتفال فهاتفوها ليخبروها: “في انتظارك ماما.. نحبك”.
الرضا هو كوب من الماء الصافي، حسبما تقول الطبيبة إيمان، فعمرتها التي اكتملت منذ فترة، لم تكن كافية لها لتتأكد إنها مقبولة من الله سبحانه وتعالى، وإنما الابتلاء الذي جرى لها هو ما كشف لها الطريق للجنة، الأمل في أن ما استطاعت إليه سبيلا مقبول من خالقها، وتضيف أنه لعل ما جرى لها خير، ردٌ من الله على عمرتها، وما كانت تتمنى أكثر من أن يعرف العالم، أن الطبيب لا يتوانى عن تقديم حياته، لكي يصبح الجميع أصحاء، كجندي في جيش مصر الأبيض.