هل أكتوبر شهر العظماء؟..الُمجرمون يٌهدمون هذه الأسطورة
الشعور بالفخر يتملك الكثيرين من مواليد شهر أكتوبر، فهذا الشهر صاحب سمعة تاريخية عظيمة جدًا، فهو كما يُلقب “شهر العظماء”، كونه البوابة الفسيحة التي مر بها العشرات ممن أثروا في البشرية على كافة الأصعدة سواء الفنية والدينية والسياسية والعسكرية والعلمية وغيرها.
ولكن هل 31 يومًا مروا بين صفحات التاريخ تاركين الخلود والمجد فقط، أم كانت هناك بصمات سوداء خلال هذا الشهر لا يذكرها أحدًا خوفًا من هدم أسطورة إن أكتوبر شهر العظماء.
في سياق هذا التقرير نعرض بعض النماذج من مواليد شهر العظماء والذين تركوا بصمات سيئة في صفحات التاريخ.
– فالتر فون براوخيتش
كان المشير الألماني وقائد الجيش في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، ولد في 4 أكتوبر عام 1881، وكان أحد رموز النازية على الصعيد العسكري.
بعد تولي أدولف هتلر والحزب النازي مقاليد السلطة في المانيا، بدأوا في توسيع الجيش، كان براوخيتش رئيس منطقة الشرق العسكري البروسي. وكان تخصصه المدفعية، وفي عام 1938 أصبح قائدًا عامًا للجيش الألماني، وظل في هذا المنصب حتى عام 1941، وتحت قيادته نجح الجيش الألماني في احتلال بولندا وفرنسا ودول البلقان واستمر قائدًا للجيش حتى تطورت الخلافات بينه وبين هتلر وأدّت إلى إقالته.
– الأم باركر
واحدة من أشهر الخارجات عن القانون في الولايات المتحدة الأمريكية، وُلدت في 8 أكتوبر 1873 وكان أسمها عند الولادة أريزونا دوني كلارك، وأشتهرت بأسم كيت باركر و الأم باركر.
شاركت في عشرات العمليات الإجرامية مثل السطو المسلح وسرقة السيارات والمصارف ومناهضة رجال الشرطة ومواجهتهم بالسلاح وقتل بعضهم وممارسة عمليات الإختطاف، الأمر الذي جعلها هي وعصابتها التي حملة أسم “عصابة باركر” مطلوبين لدي كافة الجهات الأمنية.
في 16 يناير 1935 نجح مكتب التحقيقات الفيدرالي في إنهاء السلسلة الإجرامية للأم باركر وقام بقتلها بعد أشتباك بين رجال المكتب وعصابتها.
– سليم الأول
تاسع سلاطين الدولة العثمانية وخليفة المسلمين الرابع والسبعون، ولد في 10 أكتوبر 1470 بتركيا وأطلق عليه أسم السلطان الغازي.
وصل سليم الأول الى الحكم بعدما قام بالإنقلاب على والده “بايزيد الثاني” ،ثم قام بمطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم، ولم يجلس على كرسي السلطة سالمًا بل أصبحت فترته مليئة بالغزوات على العديد من البلدان وضمها تحت حكمه.
– إرنست كالتينبرونر
ولد في 16 أكتوبر 1946 وكان أحد أبرز القادة النازيين الذين سلكوا طريق العنف والموت لتحقيق أحلامهم.
كان ضابطًا في “فافن أس أس” وهي الجناح العسكري للحزب النازي، وكان رئيسًا للأنتر بول، أعتقل وحوكم في محاكمات نورمبرغ، وقد وُجد أنه مذنب بأرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتم إعدامه.
– موبوتو سيسي سيكو
ولد في 14 أكتوبر 1930 وهو ثاني رئيس لجمهورية الكونغو الديموقراطية وحول أسمها الى زائير، وكان من بين أشهر الحكام المستبدين في العالم.
في 24 نوفمبر 1965 قام موبوتو بإنقلاب أبيض على الرئيس يوسف كاسا فوبو أول رئيس للبلاد بعد الأستقلال، وأعتلى سدة الحكم وعاث فسادًا في الدولة لدرجة أوصلته لمرحلة الثراء الفاحش بل ووصفه الكثيرين بأن لديه ثروة ليست لها أدنى حدود.
– توماس روبير بيجو
ولد في 15 أكتوبر 1784 بباريس، وتقلد العديد من المناصب العسكرية داخل الجيش الفرنسي وكان مشهورًا بعنفه الكبير.
تولى بيجو الحكم في الجزائر من 29 ديسمبر 1840 وحتى 29 يونيو 1847، سلك خلال تلك السنوات سياسات القهر والعنف والإبادة والتدمير والتهجير والنفي في إطار الحرب الشاملة التي مارسها تجاه الجزائريين، لتوطيد الإستعمار الفرنسي هناك.
– دافيد بن غوريون
أول رئيس وزراء لإسرائيل، ولد في 16 أكتوبر 1886 ببولندا، كان من أهم كوادر الصهيونية في فلسطين، ومن طلائع الحركة العمالية الصهيونية في مرحلة تأسيس إسرائيل، ومن أشد الداعمين والعاملين على الإستيطان الإسرائيلي في فلسطين.
كان في طليعة الجماعات المسلحة التي حاربت في فلسطين ولكن بعد وصوله الى رئاسة الوزراء أمر بحل كل الجماعات المسلحة وتوحيدها جميعًا تحت لواء الجيش الإسرائيلي.
– موشيه شاريت
ولد في 16 أكتوبر 1894 وهو ثاني رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل.
كان أحد أهم كوادر المفاوضات مع حكومة الإنتداب البريطاني لقيام دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية،لذلك وبعد إعلان قيام الدولة عمل كوزير خارجية لها، ثم تولى منصب رئيس الوزراء عقب دافيد بن غوريون، ومع عودة الأخير الى رئاسة الوزراء مرة أخرى، عاد مه شاريت الى وزارة الخارجية، لما له من قدرات على التفاوض وحصد المكاسب لإسرائيل.
– بنيامين نتانياهو
ولد في 21 أكتوبر 1949، وهو أصغر رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل حيث تولى هذا المنصب للمرة الأولى وعمره 46 عامًا، نشط طوال منصبه في زيادة عدد المستوطنات وتوسعتها، وأهتم بتقديم الدعم المالي للمهاجرين اليهود الروس، وحافظ على خطه المتشدد تجاه العرب والفلسطينيين.
– إسحاق شامير
ولد في 22 أكتوبر 1915 في بولندا وهاجر إلى فلسطين في عام 1935، شارك في تأسيس العديد من المنظمات المسلحة داخل الأراضي الفلسطينية مثل إرجون وشتيرن.
بعد حرب 1948، أنضم شامير إلى الموساد الإسرائيلي من الفترة 1955 إلى 1965 وقام بالفوز بكرسي في الكنيست الإسرائيلي في عام 1973، وتولى رئاسة الكنيست الإسرائيلي في عام 1977 وأصبح وزيرًا للخارجية في عام 1980، ثم رئيسًا للوزراء في الفترة من 1983 إلى 1984 وفي الفترة الثانية من 1986 إلى 1992.
كان يعد أحد أبرز أعضاء اليمين المتطرف الذي كان له دور بارز في الحرب المسلحة ضد الفلسطسنيين، وكان أسمًا بارز الذكر داخل العصابات والجماعات اليهودية، وحتى مع توليه مناصب حكومية، ناهض إتفاقية كامب ديفيد مع مصر واعترض على تسليم الجولان لسوريا وكان يري دائمًا إن أستمرار الحرب أفضل.