شاب سوهاجي يتطوع بالعمل “دليفري” لأبناء المحافظة لحمايتهم من كورونا (صور)

الإنسانية لا تحتاج إلى الكثير من المال ولكنها تحتاج فقط لقلب يشعر بغيره، وشخص تربى على مد يد العون لمن هو بحاجة إليها، ولا يُخفي فضل ربه عليه ولا يخشى سوى مُقابلة الله فيعمل على إرضائه، ومن هنا يوضع حجر الأساس لتتوالى فوقهُ طوابق الرحمة والمساندة في قلب رجل كل ما يدور بعقله تدبير الأمور لدفع العواقب من أمام من لاحيلة له وفعل الخير دون مقابل.

وبانتشار فيروس كورونا المُستجد ظهر العديد من المتطوعين من الشباب الذين يريدون مُساعدة وطنهم على تخطي هذه المحنة، فمنهم من تطوع بتطهير ديار الأيتام والمُسنين وغيرهم، وآخرون يتبرعون بالمطهرات وأدوات التنظيف لهذه الأماكن.

ويتحدى الفنانين بعضهم البعض في تحمل نفقات عدد من الأسر فيعول بعضهم 40 أسرة وبعضهم 4 أسر، لمساعدتهم على البقاء في منازلهم للحد من انتشار الفيروس، ليظهر شاب ثلاثيني ذاق من أيام حياته ما هو حلو تارة وما هو مر تارة أخرى، يحاول مساعدة غيره قدر استطاعته، يسند من هو بحاجة لمُساندة.

سوهاج تواجه تفشي كورونا بـ”المقاهي الخالية” وتلتزم بتعليمات “الصحة” (صور)

عاش محمد أنور، ابن محافظة سوهاج، المحن وقابل بطريقه كثير من العقبات وتخطاها بسير طريق الله وعندما وصل إلى نهاية طريقه وأكرمه الله على صبره ومُثابرته، قرر أن يُسعد قلوب كان الحزن يتخذ منها مسكنًا له، حيث أصبح الشاب صاحب سلسلة محالات “صاحب السعادة” للهدايا، لكنه لم ينسى من لا يستطيع شراء مثل هذه الأشياء فحدد يومًا من الأسبوع يذهب إلى محلاته من لا يملك المال ويأخذ ما يشاء ويرحل دون أن يُبرر موقفه فلا حاجة لذلك.

ونشر “أنور” عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قائلاً: “أخواتي وأصدقائي بمحافظة سوهاج والقرى المجاورة تعرفني وتعاملت معايا أو متعرفنيش أنا ربنا أكرمني واستلمت عربيتي النهاردة، المهم بقا أي أسرة مصرية سواء مسلمين أو مسيحين ابنكم مسافر أو في الجيش اعتبروني ابنكم الثاني أنا وعربيتي تحت أمركم أجبلكم أي حاجة ناقصاكم من السوبر ماركت أو من السوق أو من أي مكان وأوصلها لحضرتكم قبل الحظر لحد البيت بدون مقابل بلاش تنزلوا وربنا يعدي دي على خير ويفك الكرب، صاحب السعاده 01102345429”.

سعر دواء بلاكنيل المعالج لفيروس كورونا المستجد.. تفاصيل العقار (صور)

جاء ذلك تعاونًا من الشاب ذات 29 ربيعًا الذي أخذ يعمل سائق بالسعودية فترة من عمره، واستمر يسير بطريقة 7 أعوام ولم ييأس من رحمة الله حتى أنعم عليه بفضله، مع الدولة كي يًساعد على الحد من انتشار فيروس كورونا المُستجد، وحتى يضطر أحد إلى الخروج من منزله والسير بين جماعة من الناس أو خلافه لمنع إنتقال “كورونا”.

“أنا مش بعمل كده عشان شهرة ولا يتكلم عني أنا بعمل كده عشان ربنا أمرني بكده بس”، بهذه الكلمات بدأ محمد أنور حديثه مع “القاهرة 24” موضحًا أن كل ما أراده هو مساعدة كبار السن في عدم الخروج من منازلهم خشية من إنتقال العدوى إليهم، وختم حديثه داعيًا الله أن تمر هذه الشدة على خير.