شجرة المخالطين.. قصة عزل أسر بـ10 محافظات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد
“مصر أمامها سيناريوهين، الأول الالتزام بالتعليمات ومكافحة العدوى، وبالتالي خفض الإصابات، والثاني التفريط، وهو ما يسبب مشاكل كبيرة لا نود الدخول فيها”، إشادة تحمل تحذير على لسان إيفين بوتين، مدير بعثة منظمة الصحة العالمية لمصر، خلال مؤتمر صحفي للمنظمة الأسبوع الماضي، لكن على الرغم من الإشادة الكبرى، مثل التحذير هاجس كبيرًا للحكومة المصرية متمثلة في وزارة الصحة، قبل الشعب المصري المستقبل لأخبار فيروس كورونا المستجد من داخل المنازل خلف شاشات التلفاز.
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أشارت بدورها إلى اتخاذ إجراءات أكثر احترازية بالنسبة للمحافظات التي ظهرت فيها إصابات بفيروس كورونا والمحافظات السياحية، مضيفةً أنه تم اتخاذ إجراءات بالفعل أكثر صرامة وتضمن سلامة جميع سكان هذه المحافظات.
تصريح وزيرة الصحة الذي صاحبه التأكيد على وضع 300 أسرة تحت العزل في محافظة الدقهلية فقط، كان عدد المصابين الإجمالي معه يوم 17 مارس تحديدًا، أي منذ نحو أسبوعين فقط، 166 إصابة بالفيروس، بينما كان عدد الوفيات 4 فقط، لكن مع الارتفاع الذي شهده العدد والخطة التي وضعتها غرفة إدارة الأزمات مع وصول العدد الإجمالي لـ869 حتى يوم الخميس 2 أبريل، فيما زاد عدد الوفيات إلى 58، اتخذت الوزارة إجراءات مماثلة ولكن شملت 10 محافظات.
وحسب مصدر في وزارة الصحة والسكان، تعمل الوزارة بجد خلال الفترة الأخيرة لمنع وصول عدد المصابين الحاليين لألف حالة، خاصةً وأن ذلك يمثل صعوبة كبرى في تتبع المخالطين، الأمر الذي سهلته منظومة التتبع الإلكترونية التي شكلتها غرفة إدارة الازمات المنعقدة في الوزارة، الأمر الذي دفع الوزارة لعزل مناطق وأسر في عدة محافظات على مستوى الجمهورية، لحظر اختلاطهم مع آخرين داخل نفس القرية، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأضاف المصدر لـ”القاهرة 24″، أنه لا يوجد عدد حالي أو حصر محدد لعدد الأسر المعزولة، خاصةً وأن الرقم محدث كل ساعة، لكن تصل الإجراءات لنحو 10 محافظات، ولا يشمل القرار قرى كاملة لصعوبة تنفيذ الأمر، بينما لجأت الوزارة لعزل أسر وعقارات بالتعاون مع 3 وزارات آخرى منها التموين للغذاء، والتضامن للإغاثة، والداخلية لتطبيق حظر نزول تلك العائلات في المناطق التي قد تتسبب في تحويلها لبؤرة انتشار للفيروس.
وأكد المصدر، أن الأسر المعزولة صحيًا تشمل: “عقارين في بورسعيد، وأسر بقرية الهياتم في محافظة الغربية، وأماكن محددة في الإسكندرية والتي تسبب عدم التزام المواطنين فيها بالقرارات بزيادة عدد المصابين داخلها، و أسر بقرى المنوفية مثل شرانيس، وقنا، وأسر بقريتين في المنيا هما أبو جريج وقيس، والمناطق السياحية في البحر الأحمر”، فيما دخلت سوهاج على الخط اليوم الجمعة، ولا تزال محافظة الدقهلية تشدد عمليات التتبع داخلها لكونها البؤرة الأولى التي تم وضع أسر تحت العزل فيها، بينما يتم المحاولة لعمل ذلك في القاهرة متصدرة ترتيب الإصابات.
وتقرر خلال اجتماع غرفة الأزمات برئاسة رئيس مجلس الوزراء، إطلاق 1000 عيادة متنقلة بمواقع المشروعات القومية العملاقة والمناطق الصناعية، لتقديم الخدمة الطبية لجميع العاملين بهذه المشروعات لضمان سلامتهم والحفاظ على استمرارية الإنتاج، بالإضافة إلى القيام بعمليات التطهير والتعقيم لهذه المواقع وتقديم التوعية بإجراءات وطرق الوقاية، كما سيتم توفير صيدلية لصرف أدوية بعض الأمراض المزمنة وغيرها.
ومع تصاعد معدل الإصابات في عدة محافظات والتي تتصدر ترتيب الإصابات بمصر، ناشدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، كافة المواطنين في جميع المحافظات وخاصةً في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ودمياط، الالتزام بالعزل الذاتي وعدم المخالطة، مما يساهم في تقليل عدد الإصابات.
وكشفت وزيرة الصحة والسكان، أن متوسط عدد الإصابات بمصر 7 إصابات لكل مليون مواطن، وما زال متوسط عدد الوفيات 0.4 لكل مليون مواطن، موضحةً أن متوسط عدد الإصابات ببعض دول الشرق الأوسط بلغ من 17 إلى 500 إصابة لكل مليون، بينما بلغ متوسط حالات الوفاة من حالة وفاة واحدة لـ36 حالة لكل مليون مواطن.
من جانبه، قال إيفين بوتين، مدير بعثة منظمة الصحة العالمية لمصر، إن هناك 3 رسائل مهمة لا بد من اتباعها، الأولى تتضمن حماية النفس والغير من خطر الإصابة بالفيروس من خلال تطبيق الإجراءات الوقائية، والثانية استقاء المعلومات التوعوية من مصادرها الرسمية، من خلال المنظمات الحكومية أو منظمة الصحة العالمية، والثالثة هي التماس سبل الرعاية الصحية عند الإصابة قبل التعرض للمضاعفات.
خريطة انتشار مصابين فيروس كورونا.. 865 حالة موزعين على 14 مستشفى عزل
يقدم “القاهرة 24“، خريطة انتشار ومصابين فيروس كورونا في مصر، حيث بلغ إجمالي المصابين بفيروس كورونا في مستشفيات العزل بمصر الـ14، 865 حالة حتى الآن.