الولايات المتحدة تتجاوز أزمة اختبارات تشخيص فيروس كورونا بعد استمرارها أيامًا (الأرقام)
في السادس من مارس الماضى اعترف البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها ما يكفي من مجموعات اختبار فيروس الكورونا الجديد Covid 19.
وقال مايك بنس نائب الرئيس، إن إدارة ترامب لن تتمكن من تحقيق هدفها المتمثل في تسليم مليون مجموعة اختبار خلال أسبوع.
ورغم حالة التأخر فى اتخاذ الإجراءات لمجابهة انتشار الفيروس، إلا أن الولايات المتحدة نجحت في وقت قياسي فى تجاوز أزمة عدم وجود اختبارات فحص كافية، من خلال الإمكانات الصناعية الضخمة، إلا أن فرصة محاصرة انتشار الفيروس بتخاذ إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي كانت قد تأخرت كثيرا.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية أول حالة للإصابة بالفيروس فى 21 يناير الماضى، وفى الخامس من فبراير الماضى بدأت مراكز السيطرة على الأمراض فى إرسال الاختبارات التشخيصية إلى مختبرات الصحة العامة للولاية والمدينة والمقاطعة، بدلا من إجرائها فى المركز الرئيسي فى أتلانتا.
وحتى الخامس من فبراير كان عدد الاختبارات التى تم إجراؤها فى الولايات المتحدة 500 اختبار فقط، منها 12 حالة كانت إيجابية، وحتى هذه الاختبارات التى تم إرسالها للولايات كانت غير دقيقة بسبب مشاكل تقنية مما أدي إلى إجراء الفحوصات لمدة أسابيع فى أتلاتنا مع عدم توافر اختبارات كافية.
وفى المراحل المبكرة من تفشي الفيروس يمكن احتواؤه عن طريق إجراءات العزل وتتبع الاتصال بين الأفراد بشرط إجراء اختبار كافية لحالات المشتبه بهم، لكن هذا الفراغ الذي نشأ لمدة أسابيع جعل من المستحيل على الإدارة الصحية الوصول لصورة دقيقة عن مدى انتشار المرض ومدى سرعة انتشاره، مما أدى بدوره إلى مضاعفة الحاجة إلى المزيد من الاختبارات.
وكانت عدد الاختبارات التى تم إجراؤها فى الفترة من 4 مارس حتى منتصف مارس، 25 ألف و700 ألف حالة بمتوسط نحو 2500 اختبار يوميا فقط فى دولة يتجاوز عدد سكانها 331 مليونا.
ودفع ذلك الولايات المتحدة إلى طلب اختبارات تشخصية ومعدات طبية من عدد من الدول، وفي ١٩ مارس الماضي أعلنت تركيا عن إرسال ٥٠٠ ألف اختبار إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ونجحت الجامعات والمراكز البحثية فى إنتاج أنواع جديدة من الاختبارات، مما مكن الولايات المتحدة من إجراء أكثر من مليونين و222 ألف فحص حتى اليوم، وارتفعت عدد الفحوصات التى تتم يوميا لأكثر من 150 ألف اختبار، كما اعتمدت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية 27 مارس الجاري جهازا وزنه 3 كيلوجرامات بدأ استخدامه خلال أيام تظهر نتائجه خلال دقائق.
وقال الدكتور حسام أمين الأستاذ بكليه الطب جامعة نيويورك ومدير الرعاية المركزة في تصريحات خاصة: السبب في ذلك عدم توفرفى ال”kits” التي توضع في الفم أوالأنف لإجراء الفحص، خلال الفترة الأولى لانتشار الفيروس حيث اختفت مع قرار وقف الاستيراد.
وأرجع أمين أسباب زيادة أعداد المصابين، إلى إجراء مزيد من الفحوصات، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية كافية وأن ماكينة الصناعة الأمريكية والمراكز البحثية تقوم بدور جيد ، وتوقع أن تعود الحياة إلى طبيعتها خلال أسابيع.
وأشار الدكتور حسام أمين إلى أن 80 % من مصابي فيروس كورونا يمكن علاجهم فى المنزل، و15 % يمكن علاجهم بالأقسام العادية فى المستشفات خلال فترة ١٥ يوما، في حيث أن هناك 5% حالتهم ويحتاجون إلى النقل إلى العناية المركزة.
ومن جانبه أشار رمزى حبيب مدير المركز الطبي العربي بنيويورك، إلى أن الولاية طلبت مليون اختبار من الحكومة الفيدرالية لفحص المواطنين، مضيفا أن هناك حالة من التخبط من قبل الإدارة الأمريكية فى مواجهة الأزمة، لافتا إلى أن الولايات فى حالة حرب مع الحكومة الأمريكية التى لم تتعامل بجدية ولم توفر لها احتياجاتها اللازمة.
وأضاف أن الأزمة أظهرت أن الولايات المتحدة غير مستعدة، حيث استخف الرئيس الأمريكي فى البداية بالفيروس وهو ما انعكس على المواطنين، وأن إعلان الطوارئ جاء متأخرا.