السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

العباس السكري يكتب: مجدي أبو عميرة.. للدراما ملك يحميها

القاهرة 24
فن
الخميس 09/أبريل/2020 - 08:48 م

في هذه المساحة لن أتحدث فقط عن نجاح المسلسل التلفزيونى “قوت القلوب” للمخرج المهم والكبير مجدى أبو عميرة، إذ استطاع العمل أن يهز مشاعر الناس ويثير فيهم كثيرا من الدهشة، وكثيرا من الأفكار والأشجان، لكن أحاول اضاءة بعض الجوانب فى عالم مجدى أبو عميرة الفنى، ولا يمكن اضاءة عالم هذا المخرج المخضرم إلا بكثير من الشموع، لكنى الآن أحمل شمعة واحدة على استحياء إلى عالمه، ربما يأتى غيرى ويضىء شموعا كثيرة ليكتشف خلالها أثر وتاريخ هذا الرجل.

كيف احتل المخرج الترند قبل مسلسله الأخير “قوت القلوب”

الزمن ليس أرقاما نعدها أو نقرأها، إنه أفكار، والأفكار التى فى عقل مجدى أبو عميرة هى التى حددت حجم إبداعه الكبير منذ البداية، فالمخرج هو الذي ابتدع “الترند” فى وقت كان لا أحد يعرف ولا يعترف بـ “النت” ولا “الترندات”، عندما أخرج مسلسله “المال والبنون” وأصبح حديث المجتمع العربى وليس الشارع المصرى فقط، وأعقبه بمسلسله الأشهر “ذئاب الجبل”، الذى حكم على الناس بالبقاء فى المنازل طوال 45 دقيقة مدة المسلسل بالتتر الذي صار نغمة يرددها الجميع، بل منع البعض من أخذ العزاء إلا بعد انتهاء الحلقة الجديدة، لم يسبق مجدى أبو عميرة فى هذا الزمن الى الترند سوى المخرج الكبير الراحل عمنا إسماعيل عبد الحافظ بـ “ليالى الحلمية”، وظل أبو عميرة الترند الذى لا يهبط مؤشره أبدا، دائما فى الصدارة، ينتهى من إخراج ذئاب الجبل، يبدأ فى “الضوء الشارد” ليؤكد على مكانته فى القمة.

ورغم النجاح الساحق الذي حققه أبو عميرة في الدراما الصعيدية والذى لم يكتب لاحد من قبله ولا بعده، فإنه تمرد وتلون وتحول لكى يضع نفسه فى مكانة أكبر، وذهب إلى الدراما التراثية مع المؤرخ والكاتب الكبير يسرى الجندى ليصنع مجدا جديدا بروائع “جحا المصرى” و”السيرة الهلالية”، وما لبث حتى مزج الواقع المجتمعى مع خياله ليضيف الى نجاحاته نجاحا آخر باهرا فى روائعه الاجتماعية “الحقيقة والسراب، أحلام عادية، أين قلبى، محمود المصرى، ملك روحى، يتربى فى عزو، قلب امرأة”.

تمرد على الاجتماعى والصعيدى والكوميدى وذهب للأكشن قبل 2011

إذا كان المخرج حسام الدين مصطفى هو أول من أدخل الاثارة والرعب إلى الدراما التلفزيونية، فان مجدى أبو عميرة هو من بدأ مسلسلات الأكشن والحركة قبل ما تتفشى هذه الظاهرة عقب يناير 2011، حيث قدم المخرج مسلسله “قلب ميت” للمنتج الشهير تامر مرسى، وبطولة شريف منير عام 2008، ليصنع اختلافا غير السائد فى هذه الفترة، ويحسب له أنه أول من قدم هذا اللون واعتمد فيه بشكل أساسى على الإثارة والأكشن والحركة والمطارادات بجانب الخط الاجتماعى الذى لا يغفله المخرج فى أعماله، وحقق العمل نجاحا واسعا، ووضع شريف منير على خريطة نجوم الصف الأول دراميا.

فجأة وبعد 2011 تغير “رتم” الدراما التلفزيونية وبدأ فريق من المخرجين الجدد يعزفون لحنا نشاز، وارتبكت الأنغام، ولكن المخرج الكبير ظل محتفظا بابتسامته وحماسته وتاريخه، لا يحاول أن ينزلق ويرافق بكاميرته النغمة النشاز الجديدة، ووسط هذه الموسيقى المختلطة النشاز، كانت الأصوات ترتفع بالرفض إذ إن المشاهد التى صاحبت هذه المسلسلات لا تدل على واقع البلد، ولا حقيقته، كانت طلاء مزيفا لمجتمع لا نعيش فيه، وبعد سنوات قليلة من العزلة عاد مجدى أبو عميرة بمسلسله “قوت القلوب” ليؤكد من جديد أن للدراما ملك يحميها.

تابع مواقعنا