كل ما تريد معرفته عن أسبوع الآلام قبل احتفالات المسيحيين بعيد القيامة
يحتفل الأقباط في شتى بقاع مصر والعالم، بأسبوع الآلام المقدس الذي يُعد أكثر أيام السنة قدسية عند المسيحيين كونه الأسبوع الذي يسبق عيد القيامة المجيد، أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية. أسبوع الآلام يبدأ أسبوع الآلام بيوم السبت الذي تُطلق عليه الكنيسة “سبت لعازر”، وهو اليوم الذي أقام فيه السيد المسيح شخصًا يُدعى لعازر من الموت بعد دفنه بأربعة أيام، وفق العقيدة المسيحية. بانتهاء سبت لعازر يبدأ أحد الشعانين، أو كما يُطلق عليه شعبيًا “حد السعف”.
وكلمة شعانين مشتقة من كلمة “هو شيعه نان” العبرانية والتي تُعني يارب خلص، وفي ذلك اليوم يحتفل المسيحيين بذكرى دخول المسيح أورشليم في موكب عظيم. دخل المسيح إلى مدينة أورشليم “القدس” راكبًا على حمار، محققًا نبؤة النبي زكريا في العهد القديم والتي قال فيها: “لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادمٌ إليك راكبًا على جحشِ ابن أتان”.
سُكان أورشليم استقبلوا المسيح فور دخوله مدينتهم بسعف النخيل الذي كان يرمز إلى الانتصار، وفرشوا ثيابهم وورد في استقباله، لذلك يحتفل الأقباط بتلك المناسبة بسعف النخيل والورود تخليدًا لذكرى دخول المسيح إلى أورشليم واستقباله الحار. وبعد أحد الشعانين تبدأ أيام “البصخة المقدسة” والتي توافق الإثنين والثلاثاء والأربعاء، وكلمة “بصخة” هي الصورة اليونانية لنفس كلمة “فصح” العبرية، وتُعني العبور، ويُرمز لها بعبور السيد المسيح إلى طريق الصلب ليُتمم رسالته.
في أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء السابقين لعيد القيامة، تحتفل الكنيسة بالعديد من المواقف التي خلدها المسيح قبل صلبه، والتي أبرزها اتفاق تلميذه يهوذا الإسخريوطي مع اليهود لتسليم المسيح لمحاكمته. وفي نهاية الأسبوع، يحتفل المسيحيون بخميس العهد، وهو ذكرى العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه، ويوم أن غسل أقدامهم، وسلم طقس التناول المقدس للأقباط، وفي هذا اليوم يقوم قيادات الكنيسة بغسل أرجل الأقباط أسوة بما فعله المسيح مع تلاميذه.
ثم تأتي الجمعة العظيمة، وهي الجمعة التي شهدت تسليم السيد المسيح إلى المحاكمة أمام الحاكم الروماني بيلاطس البنطي، بعد أن أسلمه تلميذه يهوذا الإسخريوطي إلى رجال الأمن مقابل المال.
بدأت محاكمة المسيح أمام بيلاطس البنطي، الذي رأى في بداية المحاكمة أنه غير مُدان في شيئ، إلى أنه تعرض لضغوط كبيرة فأصدر حُكمه بصلب المسيح. حمل المسيح الصليب في طريق الجلجثة حيث المنطقة المخصصة لصلب المذنبين، وعُلق على خشبة الصليب ووضع الجنود الرومان على رأسه إكليلًا من الشوط ولافتة سخرية منه تحمل عنوان “هذا هو ملك اليهود”.
مات المسيح على الصليب بعد تعذيب شديد تعرض له بالسوط وحمل الصليب والطعن بالحربة في جانبه، وتزامن موته بحوادث خارقة في الطبيعة إذ أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل وآمن الكثيرين ممن كانوا يحاكمونه.
دُفن المسيح يوم السبت وفي الساعات الأولى من يوم الأحد، وجدوا الحجر على القبر مرفوعًا من مكانه والكفن الذي كُفن به المسيح خاليًا من جسده، حيث قام المسيح من الأموات وصعد إلى السماء، بحسب العقيدة المسيحية، وهو يوم الاحتفال بعيد القيامة المجيد.
أسبوع الآلام 2020 ويتزامن الاحتفال بأسبوع الآلام هذا العام، مع قرار الكنائس المصرية بتعليق صلواتها وأنشطتها الدينية والروحية، تماشيًا مع قرارات الدولة المصرية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث ترأس قيادات الكنائس صلوات أسبوع الآلام داخل كنائس محدودة دون أي حضور شعبي، مكتفية ببث الصلوات على القنوات الدينية المسيحية.