الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“ممكن نكون على نفس سرير المريض”.. قصة “سامبو” أحد أبطال مستشفى العزل في إسنا

القاهرة 24
محافظات
الجمعة 24/أبريل/2020 - 08:58 م

في الوقت الذي تعيش أطقم التمريض يوميات و  حكايات  الذين يتعاملون معهم عن قرب، ليخففوا عنهم معاناتهم مع فيروس كورونا، يقع على عاتقهم تحمل آلامهم الخاصة، يعيشونها بين أنفسهم ليكملوا أداء واجبهم تجاه مرضاهم داخل الحجر الصحي، حتى وإن كان هذا الألم هو فقدان عزيز.. هذا ما عاشه أحمد عبد الفتاح، والمعروف بين رفاقه بـ”سامبو” بعد رحيل أبنة شقيقته، بينما هو يتابع عمله داخل الحجر الصحي كممرض بالرعاية المركزة.

سنوات عدة جمعت الممرض وابنة شقيقته ذات الـ13 ربيعًا، تخللتها تفاصيل كثيرة ومواقف أثرت في كليهما، اعتادت خلالها الطفلة أن ترى خالها يشاركها كافة مراحل حياتها، عدا مراسم الدفن، والذي حالت جدران مستشفى إسنا المخصص للحجر الصحي لمصابي كورونا، دون تواجد أحمد في الوداع الأخير قبل أن يواري جثمان “طفلته المدللة” – كما يعتبرها- الثرى.

كان آخر لقاء بينهما قبل أن ينضم أحمد عبد الفتاح للفريق الطبي في العشرين من مارس الماضي، ليبدأ مهمته ضمن الفريق الطبي الذي تولى أول فترة عزل بالمستشفى، حتى خضع لإجراء تحليل الـ”pcr” وظهرت نتيجته سلبية ليتولى بعدها الممرض فترة عزل أخرى مع طاقم طبي جديد.

لحظات ومهمات صعبة يواجهها الممرضين خلال عملهم وخاصة أطقم الرعاية المركزة المسؤولين عن رعاية الحالات الحرجة، ما يستوجب منهم التدخل السريع، فيقول أحمد: “كنت مع مجموعة أطباء لتركيب رايل لأحد المرضى، وبعد انتهاء المهمة، غادر الأطباء الرعاية، خلال ثواني نظرت للمريض فلاحظت انخفاضًا شديدًا للأكسجين بدم المريض، والذي قد يسبب له اختناقًا، استنجدت سريعًا بزميلتي لتلحق بالطبيب قبل أن يستقل المصعد، لكن خاننا الحظ وغادر الطبيب الطابق، لم يكن أمامي سوى أن قمت بوضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي وتركيب أنبوبة حنجرية، حينما وصل الطبيب وجدني انتهيت من العمل وتم إنقاذ المريض، فبادرت بالاعتذار له لكوني تصرفت دون حضوره مسؤول الحالة، إلا أنه أثنى على ما فعلت.

دقة ويقظة يعيشها طاقم التمريض داخل الحجر الصحي على مدار 12 ساعة متواصلة بل قد يتعدى الأمر هذا العدد من الساعات، للمرضى مصعدًا يختلف عن المصعد الذي يستخدمه الطاقم الطبي، ويوضح أحمد أنه قد يستخدم ذات المصعد الذي يستخدمه المريض في حال اصطحابه للصعود أو النزول، مشددًا: “بيحصل كدا لما أكون لابس كل الواقيات الشخصية” ويضيف أحمد؛ في كل الطرقات بالمستشفى يوجد المواد المطهرة، يتم التنبيه في الإذاعة الداخلية على ارتداء الكمامات، إلى جانب استخدام الكحول.

تحفيز من هم أصغر منه سنًا وحديثي التخرج العاملين مؤخرًا بالمهنة يعتبره أحمد واجب لديه لصالح المريض، فيقول: “انت دلوقتي واقف على رجلك.. بعد ساعة هتكون على نفس السرير، دي جملة بقولها للي بيشتغلوا معايا، ينتابهم الذعر فيتسائلون عن سبب قولي هذا، فأجيبهم: علشان تراعي ربنا في المريض اللي هتتولى رعايته”.

الأمر لم يقف عند تواجد أحمد أو “سامبو” داخل المستشفى، بل يلاحقه الحرص ليخطط باستئجار شقة ليقيم بها بمفرده لحين انقضاء فترة عزل تستغرق 14 يومًا لكونه كان مخالطًا للمصابين.

تعافي حالتين جديدتين من فيروس كورونا بمستشفى الحجر الصحي بإسنا

تابع مواقعنا