فضل عدم ذكر هويته بسبب التنمر.. طبيب يروي قصص مأساوية لمرضى داخل عزل إسنا
دقات القلب تتسارع خشية من الإصابة بالوباء العالمي ولكن الشغف والإيمان بالعمل جعلهم يضعون أرواحهم على أكفهم فداء للغير من مُصابي فيروس كورونا المُستجد.
الأطباء هم من يسخرون أنفسهم لمداواة أوجاع الأخرين، وفي إطار مواجهة الفيروس المُستجد أخذ الأطباء يمكثون بمستشفيات العزل أكثر من منازلهم وابتعدوا عن أهاليهم وأبناءهم ليعالجوا أبناء الوطن.
“عند طرح مبادرة سفر أطباء من جامعة سوهاج للمشاركة في علاج المصابين بفيروس كورونا ومساعدة زملاء مهنة الطب بمستشفى العزل بـ”إسنا” سارعت بالموافقة لأداء واجبي الوطني في إنقاذ حياة المصابين”، وهنا بدأ أحد أطباء محافظة سوهاج يقص مُعايشته في مستشفى العزل بـ”إسنا” بمحافظة الأقصر، وفضل عدم ذكر اسمه، موضحا أنه لمُمارسة بعض الأشخاص التنمر على الفِرق الطبية التي تتعامل مع المُصابين فضَّلنا عدم الإعلان عن أسمائنا حفاظًا على أنفسنا وأسرنا.
وأكد “الطبيب المُشارك” أن دوره في مستشفى العزل وفقًا لتخصصه كان في المعمل، ملفتًا إلى أن المستشفى برئاسة الدكتورة إلهام محمد، مُعدة بشكل كامل وعلى أعلى مستوى للتعامل مع الحالات المُصابة، ووفقًا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، مُشيرًا إلى أن الجميع في المستشفى يعملون لمساعدة وعلاج المرضى، ولاسيما قسم العزل الصحي برئاسة الدكتور محمد حمزة كشك.
نقل 5 حالات من مستشفى العزل بإسنا إلى المدينة الشبابية.. واستقبال 3 إصابات بكورونا من قنا
وأشار “الطبيب” إلى أن الفيروس لازالت مُضاعفاته مجهولة بالنسبة للأطباء، وأن الأطباء يفاجئون بتلك المُضاعفات التي تظهر على المرضى ويجرى نقلهم لقسم الطوارئ بالمستشفى على الفور.
وعن أبرز المواقف التي واجهها طبيب العزل أوضح أن المستشفى كانت تُسجل إصابات لأسر كاملة بفيروس كورونا المُستجد، إذ أنه يجري تسجيل حالة إيجابية لفرد من الأسرة، وفي اليوم التالي يجري تسجيل إيجابية باقي الأسرة بالكامل لمُخالطتهم المُصاب، وهو ما يؤكد أن هناك الكثيرين لا يتبعون الإجراءات الصحية السليمة المُتبعة لمواجهة انتشار الفيروس القاتل بين بعضهم البعض.
وأما عن المواقف الصعبة التي مرت بـ“الطبيب المُشارك” ولازالت تمر على فريق العمل بـ”اسنا”، هو ظهور مُضاعفات على المريض ونقله إلى قسم العناية المركزة والمجهزة لتلك الحالات ومن أبرزها وأغربها إصابته بحالة اختناق تصل إلى عدم وصول نسبة الأكسجين له إلا بنسبة أقل من 20%، في حين أن الطبيعي لكي يتمكن الإنسان من التنفس لابد أن يكون أكثر من 95 %، مع وجود مضاعفات أخرى واحتياجه أجهزة تنفس صناعي، وعندها يُخيم الحزن على الجميع لاسيما الأطباء، لأنه عندها يتوقعون تدهور الحالة وموتها في أي لحظة، وهو ما يترك آثر نفسي سيء للغاية على الأطباء والمرضى على حد سواء.
ولفت إلى أن مستشفى العزل بـ”إسنا” تُخصص مكان لكل فرد على حده داخل قسم العناية المُركزة، كما يوجد بها غرفة لكل مريض يجري تعقيمها بشكل دوري وتام، كما يتخذ الفريق الطبي احتياطات كاملة أثناء التعامل مع المُصاب، ويقوم المريض بارتداء كمامات أثناء تواجد أي فرد من الطاقم الطبي أو التمريض، وما دون ذلك يُمارس المريض حياته كيفما يشاء.
وتابع “الطبيب” أن المستشفى بها مغسلة خاصة للمرضى لغسل ملابسهم والشراشف والفوط ويجري تعقيمها وفقًا لبروتوكول التعامل مع مرضى فيروس كورونا المُستجد.
” لقد تخرجت من كلية الطب عام 2015، وتزوجت منذ بضع أعوام ورزقني الله بطفلة عمرها عام”، هكذا أخذ الطبيب يتحدث بروح الأب والزوج مؤكدًا أن زوجته عارضته في قرار توجهه لمُساعدة الأطباء زملائه في مستشفى إسنا، ولكنها أيقنت بعد ذلك أن هذا هو دوره تجاه الوطن والمجتمع ولابد من القيام به.
يُذكر أنه قد أعلن الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، في 12 إبريل الجاري، عن مشاركة فريق من أطباء المستشفى الجامعي يضم 12 طبيب وطبيبة من تخصصات “التخدير، والعناية المركزة، والأمراض الصدرية، والأمراض الباطنة، والأمراض المتوطنة، والباثولوجيا الإكلينيكية، والأشعة”، في مستشفى العزل بـ”اسنا” لمُعاونة زملائهم وأداء مُهمتهم الوطنية في المُشاركة لعلاج المُصابين بـ”كورونا”، وحتى ٢٦ أبريل.
وعقب عودة الفريق جرى عمل تحاليل عينات لكل أطباء الفريق التي جاءت جميعها سلبية لفيروس كورونا المُستجد، وقد خصصت الجامعة جناحين للأطباء العائدين بمبنى “المدينة الجامعية طالبات”؛ لعزلهم لمدة ١٤ يوم، للاطمئنان عليهم وحفاظًا على صحة أسرهم وذويهم.