“الحب والهروب والموت”.. خطيبة خاشقجي تروي أسرار علاقتهم وموقفه من السعودية ومعاناته الأخيرة
عبرت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي المفقود، جمال خاشقجي، عن حزنها البالغ لفقدان خاشقجي دون علم مصيره حتى الآن، وبدأت خديجة رغم مرارة الواقعة، الاحتفال بعيد ميلاد خاشقجي الذي يوافق 13 أكتوبر، بالعديد من التغريدات على “تويتر” والعديد من التصريحات الصحفية.
في ليلة عيد ميلاد رجل رحل عن حبيبته في ظروفٍ غامضةٍ، قررت خديجة الخروج عن صمتها وكشف تفاصيل علاقتها بخاشقجي وما جمعهما سويًا وكواليس الأيام الأخيرة في حياة الصحفي السعودي المعارض.
الباحثة التركية كتبت مقالًا في صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت فيه عن اللقاء الأول مع خاشقجي وقالت: “لقد التقيت مع جمال خاشقجي في مؤتمر بإسطنبول في شهر مايو، كنت على دراية بعمله لأنني مهتمة بمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، تحدثنا لمدة نصف ساعة عن السياسة، وتحدث جمال عن التحول غير العادي الذي يحدث في المملكة العربية السعودية، وطنه الأصلي، وكيف جعله قلقًا”.
وتابعت خديجة: “بعد ذلك كتبت له لأشكره على المحادثة، واصلنا حوارنا الذي تطور بسرعة إلى علاقة عاطفية، لقد أعجبت بشخصيته، حكمته وشجاعته لرفع المسائل السياسية في منطقتنا من العالم، لقد ربطنا شغفنا المشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وهي المبادئ الأساسية التي حارب من أجلها”.
وألمحت إلى أن عائلة خاشقجي كانت في الأصل من مدينة قيصري التركية، ولأكثر من 30 عامًا كان يعمل كصحفي، فقد كان مراسلًا لـ “سعودي جازيت” وصحف أخرى، ومحررًا رئيسيًا في جريدة “عرب نيوز” وصحيفة “الوطن”، وشغل العديد من المناصب القيادية والإدارية في قنوات وصحف كما كام مستشارًا للعديد من الشخصيات البارزة من بينهم الأمير تركي الفيصل.
وتابعت :”سافر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، لكنه أحب السعودية أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك لم يكن هناك مكان له في بلده الأصلي، فقد هرب من السعودية بحقيبتين وسط حملة قمع ضد المثقفين والناشطين الذين انتقدوا ولي العهد محمد بن سلمان”.
وعن حبه الشديد للسعودية، كتبت خديجة: “كان جمال وطنيًا، فعندما أشار إليه الناس كمعارض، رفض هذا التعريف وقال :أنا صحفي مستقل يستخدم قلمه من أجل مصلحة بلاده، وهو غادر المملكة العربية السعودية لأنها كانت الطريقة الوحيدة التي تمكن من الكتابة والتحدث عن القضايا والأفكار التي كان يهتم بها، والعمل دون المساس بكرامته. في لحظات الشدة كان يفكر بأصدقائه المسجونين في وطنه، ويحاول التماسك بقوله : على الأقل أستطيع أن أكتب بحرية في هذه اللحظة، لكن كان لديه كوابيس مليئة بأصواتهم وصورهم الظلية، فكلما كنت أناديه في الصباح، كان يقول أن صوتي يجلب الإبتسامة على وجهه، بعد أن أختفى ولم اسمع عنه منذ أيام، الآن أفهم بشكل أفضل ما كان يقصده”.
وتابعت: “ما كان أكثر تحمسًا تجاه جمال هو صدقه، انفتاحه ودفئه، وعندما عرفنا بعضنا بدأت أراه ليس فقط كصحفي ومفكر حاذق ومتفوق عرفه العالم، بل كان أيضًا رجلًا حساسًا تحرك عبر العالم بحنين ثاقب ومؤلوم لمنزله، وكثيرًا ما تحدث عن رغبته في أن يتمكن من السير في شوارع المدينة، حيث ولد ونشأ، وقضاء ساعات في التحدث مع أصدقائه”.
وأضافت خطيبة خاشقجي إنه كان يعيش ويعمل في واشنطن لأكثر من عام، زكان يقول :”هذه الحياة بعيدًا عن البيت وعائلتي وأصدقائي، والجو الروحي لبلدي، عبء ثقيل للغاية”، مشيرة إلى إنه شعر بالوحدة الشديدة.
“عزيزتي هاتيس، عندي صحتي وكل شيء آخر، ولكن ليس لديّ أحد لأشارك الحياة معه”، هكذا قال خاشجقي لخطيته، التي أشارت إلى إن كل ما أراده حبيبها من شريكه في الحياة هو الحب والاحترام والرفقة.
وأختتمت خديجة جنكيز روايتها عن حبيبها وكواليس حياتهم قائلة :”حبنا وأحلامنا لحياة جديدة معًا جلبته من واشنطن إلى إسطنبول للحصول على الوثائق المطلوبة لزواجنا، كان الأمل في إنفاق بقية حياتنا معًا هو الدافع الذي جعله يسير إلى مبنى القنصلية السعودية في ذلك المساء المشؤوم، 2 أكتوبر”.