أبو حراز.. من هو الشيخ الذي ساعد منسي في القبض على نجل شقيقه الإرهابي في “الاختيار”؟
شيخٌ زاهدٌ عابد تجاوز عمره المائة عام، سليم الصدر مُحبًا للخير داعيًا إلى الله ورسوله، يركض على الأرض مكتوف اليد، مرتديًا “بذة صفراء”، ملتف حوله عدد من الإرهابيين ملثمي الوجه بهيئات متبانية، وعلى بعد خطوة منه يقف شيطان يرتدي ثوبه الأسود ووجه ملثبم وكذلك قلبه وعقله حاملًا سيف كبير، يسلطه على رقبة الشيخ الزاهد غدرًا، ذلك الشمهد الذي يعود إلى عام 2016.
ألقابٌ عدة كانت من نصيب البطل الشيخ سليمان أبو حراز، الصامد دون اهتزار تحت السلاح، منها المتصوف السيناوي وشيخ الزاهدين، وغيرها من الألقاب، كان يستحقها (كما يقول القبائل السيناوية)، والتي كان جميعها تكن له الاحترام، تجله وتوقره، لا سيما وأنه رفض دعم الإرهاب والإرهابيين وحارب فكرهم الإجرامي، فرموه بالشرك والكفر حتى قتلوه.
في التاسع عشر من شهر نوفمبر الماضي، خيم الحزن على قبيلة السواركة، حينما أعلن تنظيم تحت مسمى “الرايات السوداء” داعش، ذبح الشيخ سليمان أبو حراز، في مشهد بكاه جموع المصريين، وبكاه الشهيد الراحل أحمد المنسي، والذي عرف حب الشيخ وتقديره لأرض سيناء، التي يعشقها.
اللقاء الأول الذي جمع شيخ الزاهدين بالشهيد “منسي كما كان مسماه بين التكفيرين”، كان على أرض سيناء الطاهرة بدماء الشهداء، حينما اقترب عجوز “عرباوي” تخطى التسعين عامًا محني الظهر بملامح سيناوية وخطوات بطيئة، من كتيبة 113، والتي عرفت فيما بعد بكتيبة المنسي، ليطلب مقابلة قائد الكتيبة، ويتقابل مع الشهيد ويتبادلا أطراف الحديث عن حبهما لأرض سيناء، مبغلًا عن ابن أخيه الذي أغواه الشيطان وكان اختياره خاطئا فاتبع هواه ليلتحق بالتكفيريين”، مشهدًا عرض في حلقة أمس “8” من مسلسل “الاختيار” يوثق بطولة من بطولات شيخ الزاهدين الذي قتل غدرًا.