كيف أثرت جائحة كورونا في موسم إعلانات رمضان لشركات المحمول؟ (صور)
يمر رمضان هذا العام ليس ككل عام، فقد أثر انتشار فيروس كورونا في جميع نواحي الحياة وأصبح والتباعد الاجتماعي بديلا لـ”لمة العيلة” في الشهر الكريم، والتخوف من تأثر اقتصادي كبير عالمي يسيطر على الجميع.
وموسم إعلانات رمضان ككل شيء آخر -رغم محاولات الحفاظ على وضعه من التغيير- لم ينجُ من تأثير فيروس كورونا على إنتاجه واتجاهه هذا العام.
يقدر خبراء الإنفاق السنوي لسوق الإعلانات في مصر هذا السوق بنحو 5 مليارات جنيه في العام، وتنفق شركات الاتصالات في شهر رمضان وحده معظم ميزانيتها للدعاية المحددة للعام كله -نحو 60%- وتستحوذ على أكثر من ثلث نشاط الدعاية خلال موسم رمضان، لأنه يشهد أعلى استهلاك لخدماتها وإقبالا عليها.
ومع تقديرات غير رسمية وغير “دقيقة” تتنبأ بها التقارير كل عام عن أجور الفنانين وتكلفة الإنتاج الخاصة بدعاية شركات المحمول، أصبحت هذه الإعلانات مصدر فضول للمشاهدين كل عام، وأصبح السؤال الملح من الشركات التي ستأتي بأكبر عدد من النجوم، ومن منهم سينبش في “النوستالجيا” ويستحضر نجوما من الماضي، ومن فيهم سيستقدم نجما عالميا مثل “فان دام” لينافسه “محمد رمضان” في رقصة أو مشهد فتونة؟
إلا أنه في زمن التباعد الاجتماعي والحظر المنزلي، والمسافات الآمنة، لم يظهر الموسم الرمضاني لشركات المحمول مثل كل عام، وتراجعت شركات عن تنفيذ مخططات لحملاتها بعد تطور انتشار الفيروس عالميا منذ فبراير الماضي، فأدى الحظر المنزلي إلى إلغاء بعض التعاقدات مع نجوم وفنانين والاكتفاء بإعلانات يتم تصويرها في المنزل، أو بفنان واحد بأفكار صالحة أيضا للعرض على اليوتيوب والفيس بوك -المنصات الإلكترونية- التي تشهد إقبالا تاريخيا.
أورانج مصر.. الأقل تكلفة
قدرت أورانج مصر الوضع بشكل صحيح من الناحية الإنتاجية وقامت بإطلاق إعلان عبارة عن اغنية لها طابع اجتماعي كما تفعل كل عام، لكن نعتقد انها أنتجتها في وقت سابق للإعلان عن انتشار “كورونا” لأنها لم تراعِ في تنفيذها حدود التباعد الاجتماعي أو إرشادات العزل، والشركة معتادة على تقديم هذه النوعية من الإعلانات التي تعتمد علي مطربين غير مرئيين وسيناريو اجتماعي بأفكار عاطفية،
بداتها بجملة «دايمًا مع بعض» عام 2012 ثم «وبحتاجلك وتحتاجلي»، وعام 2014 و«افتح قلبك واعرفني»، و«فاعل خير» في 2015، ثم هذا العام بأغنية “ودي سنة الحياة”.
ولكنها كانت دائما ترافق ذلك بإعلان آخر تنافس بنجومه الشركات الأخرى. لكنها لم تستعرض هذا العام واكتفت بإعلان واحد قليل التكلفة حتى الآن.
فودافون.. “نمبر وان” النجوم دائما أهم
“في ظل أزمة اقتصادية بسبب فيروس منتشر عالميا، أصبح المواطنين هدفهم الأساسي البقاء سالمين والإنفاق بحرص بسبب الغموض المحيط بالمستقبل، لذلك سيستفزهم بشدة الإنفاق المبالغ فيه علي إعلانات الشركات خاصة التي تستقدم نجوم وفنانين بأجور باهظة” قال خبير الاتصالات، خالد الشريف، للقاهرة 24.
إلا أن فودافون ما زالت تراهن في استراتيجيتها وتوجهها الإعلاني على وجود “السوبر ستارز” وشعارها “أنا الشبكة الأولى”.
وهي الشركة الوحيدة بين الشركات الأربع التي استقدمت هذا العام محمد صلاح – وتعد أحد الرعاة الرسميين له- بجانب عدد كبير من الفنانين مثل محمد هنيدي، و مني ذكي وأبنائها وإسعاد يونس وعبد الرحمن أبو زهرة، والثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، وأمينة خليل، وأمير عيد من فرقة كايروكي، وأحمد بهاء من فرقة شارموفرز.
وهو الأمر الذي اعتادت فودافون القيام به كل في إعلاناتها، جمع أكبر عدد من النجوم في إعلان منذ إعلان قوتك في عيلتك وما تلاه مثل إعلان الليلة الكبيرة.
وتناقلت مواقع، تقديرات لأجور النجوم المشاركين في الإعلان وأهمهم محمد صلاح الذي كان الأعلى أجرًا بتقديرات تصل إلى 2 مليون دولار، لكن الشركة رفضت الإفصاح عن حقيقة هذا الرقم، وقالت إن تعاقدها مع صلاح سابق للموسم الإعلاني الرمضاني.
وأشارت التقديرات إلى أجر المطربة شيرين عبد الوهاب، الذي تعدي ال 2 مليون جنيه، ومني ذكي بحوالي مليون جنيه مصري وتباينت الاجور الاخرى بين 800 إلى 300 ألف جنيه مصري.
“تظل تقديرات غير أكيدة” قال أحد خبراء التسويق للقاهرة 24، مشيرا الي ان تكلفة إعلان فودافون بالتأكيد يتخطى كل عام الـ40 مليون جنيه لكن لا يمكن ان نجزم بأجور الفنانين المشاركين، لان التكلفة تتضمن أيضا وقت إذاعة الإعلان وعدد مرات بثه، وهي تكلفة تتخطي تكلفة النجوم المشاركين في بعض الأحيان.
المصرية للاتصالات.. انتقال لـ”مراعاة الذوق العام”
قدمت الشركة المصرية للاتصالات “we” أيضا إعلانا قليل التكلفة، إلى حد ما ومناسب للمشاهد عبر المنصات الرقمية مثل يوتيوب، يعتمد على الفنان مصطفي خاطر وأسرته وفكرته ملائمة للوضع الراهن الذي أدى إلى حظر منزلي واسع المدي واعتماد أكبر من جميع أفراد الأسرة على باقات الإنترنت.
وواجهت المصرية للاتصالات منذ عامين بعض الانتقادات، إلا أنها منذ فترة تحظى بقبول عام لأفكارها الدعائية التي أصبحت ملائمة للذوق العام وبدون تكاليف مبالغ فيها.
اتصالات مصر بدون رمضان أو فاندام
اعتمدت اتصالات مصر إعلانا لطيفا للنجم أحمد أمين، تلته بإعلان آخر للفنان أحمد حلمي، تميز الاثنان بقلة التكلفة والسهولة في التقديم بأغانٍ خفيفة الظل.
وهي لأول مرة لا تقوم باستعراض عضلات محمد رمضان، الذي استخدمته كنجم لعلامتها في السنين الأخيرة في إعلانات متنوعة، كما لم تستعرض حضور نجوم صف أول أو نجوم عالميين كفندام الذي استعانت به مع محمد رمضان العام الماضي، في إطار المنافسة الشرسة مع شركتي فودافون وأورانج.