نزوة السادات وعلاقة السندريلا بالزعيم..بدران يكشف أسرار الغرف المغلقة لرجال حكموا مصر
يبرز اسمه كلما كان الحديث عن ثورة 23 يوليو 1952، يطل علينا كبطلًا دائمًا في رواية حقبة الرئيس جمال عبد الناصر، ويصفه الكثيرين بصندوق أسرار كبار المسؤولين في الدولة آنذاك، إنه وزير الحربية الأسبق، شمس بدران، أحد أهم رجال العسكرية والسياسة المصريين، كونه شاهد عيان على كثير من الأحداث ويمتلك عشرات الروايات التى لم تروى بعد.
قرر شمس بدران توثيق شهاداته وتدوين رواياته التي رآها أو كان أحد أبطالها داخل الغرف المغلقة وخلف الكواليس، كشف بدران في طبعة مذكراته الأولى الكثير من الأسرار والكواليس التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية المصرية.
“العالم حدد فترات زمنية للإفراج عن الوثائق الرسمية كي يتسنى للأجيال معرفة تاريخها، ويستطيع المؤرخون أن يكتبوا التاريخ الحقيقي ومن ثم فإننا في انتظار أن يظهر بيننا مؤرخون يتمتعون بضمير يقظ لا يخشون في الحق لومة لائم، لتتعلم الأجيال القادمة من أخطاء السابقين وتتجنب السقوط في نفس الأخطاء التي وقع فيها الأولون”، تلك كانت مقدمة الطبعة الثانية من كتاب “مذكرات شمس بدران” الصادرة عن دار النخبة للنشر والتوزيع، لكاتبها حمدي الحسيني.
الكتاب بمثابة اعترافات رسمية لشمس بدران، وزير الحربية في عهد جمال عبد الناصر، والذي تمت محاكمته وطرده من مصر، ليتجه إلى لندن ويستقر فيها حتى الآن، حيث قابله الصحفي حمدي الحسيني، وإستطاع الحصول على كواليس وأسرار بدران وتدوين مذكراته.
مذكرات بدران تكشف علاقة سعاد حسنى بمرض الرئيس عبد الناصر، ودور صلاح نصرفي إمداد عبد الناصر بمشاهد صورت للسندريلا، ولماذا أصر شقيق زوجة عبد الناصر على رفض إعدام سيد قطب، ويحكى عن تفاصيل نزوة السادات التي ورطت مصر في مستنقع اليمن؟، وكيف نجحت المخابرات الأمريكية في زرع جاسوس بمنزل المشير عبد الحكيم عامر، وكيف أخفى زواجه من الفنانة برلنتى عبد الحميد، ودور هيكل في هزيمة 1967 وشرح تفاصيل العملية “جونسون” التي أنهت حياة الرجل الثانى في مصر، وكيف تنافس كل من عبد الناصر والسادات على المذيعة همت مصطفى، أسئلة كثيرة أجاب عليها بدران وفتح النار على كثر من الأسماء في مذكراته.
وكشفت المذكرات أيضًا عن أسباب دخول مصر حرب اليمن، وتفاصيل أسباب هزيمة 67، وغير ذلك العديد من الأسرار عن الدولة في فترة حكم عبد الناصر، فالكتاب ليس مجرد مذكرات شخصية لرجل عسكري غامض صارم، كان له دور فعال في صنع أحداث غيّرت ملامح مصر وخريطة المنطقة، فهو إضافة إلى ذلك عَمَلٌ صحفي احترافي يخاطب المثقفين والمفكرين والكتاب والسياسيين، يجيب على بعض المسائل والمشكلات والإشكاليات التي تعيشها مصر والأمة العربية في الوقت الراهن.
إنها مذكرات مهمة لشخصية أكثر أهمية، كتبها صحفي جريء ونشرته ووزعته دار نشر أكثر جراءة لايخافون عواقب الأمور، مهما كانت العواقب، المذكرات مدعومة بمجموعة من الصور التذكارية والتاريخية بعضها ينشر لأول مرة.
يجيب الكتاب عن أسئلة صعبة ليست مجرد مذكرات لشخصية محورية هامة بل مغامرة صحفية مثيرة جرت وقائعها على الاراضي البريطانية ، لرفع الستار عن اسرار وخفايا الحياة الخاصة لشخصيات سياسية وفنية وصحفية كان لها دور بارز في تغيير وجه مصر والمنطقة بأسرها.
