الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

منتصر عمران يكتب: الرصاصة للرصاصة… والفكرة للفكرة

القاهرة 24
الجمعة 08/مايو/2020 - 11:53 ص

من باب الرأي والرأي الآخر وطرح الفكرة على العقول للتعايش معاها.. من باب ذلك كله.. وردا على المبادرة التي أطلقها أحد القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية هو على الشريف على صفحته الشخصية بالفيس بوك، التي ينادي فيها زملاءه في الجماعة من القادة بأن يتبنوا مبادرة للصلح بين الدولة ومن سماهم المسلحين وهذا من وجهة نظره طبعا.

وذهب القيادي التاريخي إلى أن هناك حالة مشابهة في السابق ويقصد بها مبادرة وقف العنف التي أطلقها هو وزملاؤه في الجماعة.. ومع احترامي لشخصه ولمبادرته أقول إن الأمر في حالة ما يحدث في سيناء اليوم مختلف تماما عن حالة الجماعة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي..  لأنه ببساطة كانت الجماعة الإسلامية أحداثها عشوائية أو قل بدائية وكانت داخل الصعيد كانت الأرض الرخوة لها السياحة وكان التمويل من سرقة محلات الذهب للصاغة المسيحيين لحاجة في نفس يعقوب، طبعا يعرف تفسيرها من كان في الجماعة الإسلامية مثلي.

مبادرة الجماعة الإسلامية ولدت من داخلها، أي أن الجماعة وخاصة قادتها هم من طرحوها من خلال القيادي خالد إبراهيم، والحمد لله أن الدولة المصرية تفاعلت معها بعد التأكد من حسن نوايا من طرحوها وبشروط حاسمة، وبعد تأن ودراسة لملف الجماعة برمتها من قبل الأمن، حيث كان من مطالب الدولة المصرية وقتها تسليم السلاح والمسلحين وموافقة قادة الجماعة الإسلامية خارج مصر. على المبادرة وإعلان ذلك إعلاميا.

بالفعل عرض قادة الجماعة على الأمن أسماء المسلحين، وخرجت رسائل من السجن إلى قادة الجناح العسكري داخل مصر بإلقاء السلاح من إجل إخراج إخوانهم من السجون، بل كان من شروط الأمن أن يتم خروج المعتقلين على دفعات بعد دراسة ملف كل معتقل على حدة دون إي شرط من الجماعة وأن يترك خروج المعتقلين بالكيفية التي يراها الأمن بمعنى الجماعة الإسلامية سلمت نفسها تسليما كاملا للأمن، يتصرف كيفما يشاء، لدرجة أن مهندس المبادرة الفعلي من قبل الأمن وهو اللواء مصطفى رفعت وهذا اسمه الحركي رحمه الله فقال في جموع المعتقلين بسجن الوادي على الجماعة الإسلامية أن تنسى الدعوة 30 عاما وأن يصبح ضباط أمن الدولة في كل فرع هم المسئولون عن أفراد الجماعة وليس قادة الجماعة.. هذا باختصار ما حدث مع الجماعة الإسلامية.

ونأتي للإرهابيين في سيناء الذي يريد على الشريف أن يقوم بمبادرة صلح بينهم وبين الدولة المصرية، أولا هنا تجاوز منه لأنه ساوى بين الإرهابيين والدولة والنظام!! علاوة على أن تنظيم الإرهابيين في سيناء يختلف عن الهيكل التنظيمي للجماعة الإسلامية، حيث كل الإرهابيين عبارة عن خلايا عنقودية متفرقة إداريا وفكريا… وليس لهم قائد واحد يجتمعون عليه.. بمعنى أن في سيناء  أكثر من فكر وتنظيم تكفيري يقاتل الدولة بخلاف الذئاب المنفردة علاوة على أن طبيعة ساحة المعركة في سيناء تختلف عن ساحة العمليات داخل قلب الدولة المصرية من أسوان إلى الإسكندرية وليس لهم قادة داخل السجون، بمعنى أنه بمجرد اعتقال أو قتل قائد للإرهابيين في سيناء تنقطع علاقته بالمنظومة كلها ويختار التنظيم قائدا جديدا لها وهذا في جميع التنظيمات الإرهابية بداية من القاعدة مرورا بجميع التنظيمات التي انشطرت منها وتوزعت في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا والجزائر وتونس وأخيرا في سيناء التي شهدت أكثر من تنظيم أو فصيل لذا أرى أن مبادرة وقف العنف الخاصة بالجماعة الإسلامية يصعب تكرارها مع الإرهابيين في سيناء، وأن التنظيمات الإرهابية في سيناء لا يصلح معها إلا مصطلح الفناء للأضعف وأنا بكل ثقة أقول إن الدولة المصرية قادرة على استئصال الإرهاب من أرض سيناء المقدسة.

 

تابع مواقعنا