عمرو خالد: إذا أردت أن يستجيب الله دعائك عليك باليقين والإخلاص والتوبة (فيديو)
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى، اسم الله المجيب، ومعناه الذي يقابل مسألة السائلين بالإجابة والعطاء، كما أن معناه الذي يقذف في قلوب الداعين وألسنتهم الدعاء.
وأوضح في الحلقة الرابعة والعشرين من برنامجه الرمضان “كأنك تراه”، أنه في الحالة الأولى هو الذي يقابل طلبك بالإجابة، وفي الثانية هو الذي يقذف الدعاء في قلبك، فيكون المعنى الأول هو أن تدعو فيستجيب لك، والمعنى الثاني الأجمل هو الذي يقذف في قلبك: ادعوني.
وتابع خالد: لذلك سيدنا عمر بن الخطاب كان يقول: “أنا لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء فمتى أُلهمت الدعاء عرفت أن الإجابة معه”، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من فُتح له باب الدعاء فُتح له باب من أبواب الرحمة”.
وأكد أن “وعود الله لابد وأن تتحقق “إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا”، “إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ” “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”، “وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا”، وإذا كان قد أمرك بالدعاء، فكن على يقين في عطائه وإجابته لك: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.
واستشهد بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ليس شيء اكرم على الله من الدعاء”، “من لم يسأل الله يغضب عليه”، “لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد”.. نعم والله لا يهكل مع الدعاء أحد، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي”.. ما ظنك به وهو القائل “وقال ربكم ادعوني استجب لكم”.
وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول أيضًا: “إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين”، متسائلا:ً هل بعد هذه الأحاديث تشك أن الله لا يستجيب الدعاء.. الدعوات المستحيلة كلها في القرآن ليعلمك الله أن ترفع سقف دعائك.. لا مستحيل مع قدرة الله.
كما نقل خالد، ما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
ودعا خالد، إلى التفكر في كيف أن الله استجاب لدعائك في الماضي، وإنه لم يخذلك وأكرمك في آلاف الدعوات واستجاب لغيرك كثيرًا ليزداد يقينك.
وأورد قصة زكريا عليه السلام عندما دعا ربه أن يرزقه الولد، عندما رأى ما عند مريم من رزق الله الذي رَزَقها، وفضله الذي آتاها من غير واسطة أو سبب، “هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ” (مريم: 38). وحث خالد على التذكر بينك وبين نفسك كم الدعوات التي استجابها الله لك، حتى تخذل الشيطان ويقوى يقينك.
واستطرد بالقول: إذا أردت أن يستجيب الله دعاءك، أجمع أربعة منازل روحية ربانية عند الدعاء، وهي: متزله اليقين: واثق ومتأكد أن الله وعد باستجابة الدعاء وهو لا يخلف وعده أبدًا، “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، “إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ”، “وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً”. منزله التوبة: ادخل على الله تائبًا مستغفرًا يقبلك ويفتح لك أبواب عطائه.
منزله الخشوع: انكسار القلب والتذلل لله.. اذهب إليه له بضعفك يمدك بقوته.. قل له: يا غني من للفقير إلا أنت.. “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ”.
منزلة الإخلاص: أن يكون طلبك منه وحده.. متوجه له وحده.. تعلم أن طلبك لا يملكه أحد إلا هو.. وإن مشكلتك لن يحلها إلا هو وأن امنيتك لن يحققها إلا هو.
ماذا لو لم يستجيب لي الله؟ أجاب خالد: 80 في المائة من دعائك يستجاب كما طلبت، والباقي بأشكال مختلفة.. مادعوت به أصلاً شر لك.. دعوت بالأقل وهو محضر لك الأفضل.. التوقيت الأفضل ليس الآن.. يعقوب لو عاد له يوسف أول ما ضاع لما صار يوسف.
وأكد خالد، أنه عندما يندمج القلب في الذكر وكان المقصود هو الله، أنه مستحق للعبادة وليس للطلب، يزداد حبك لله مع الذكر، ويتحرك الشوق له وحده بإخلاص.
ومضى قائلاً: “قد تجد فجأة أن الله قذف في قلبك الطلب فادع فورًا، فهذا وارد من الله إليك، فقد يكون قد رضي عنك لأنك عرفت أنه مستحق للعبادة، ويفتح لك أبواب الإجابة، ولعل هذا معنى.. “من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين”.