عميد د. عمرو ناصف يكتب: “البرث” في كل مصر
هم/ المنسي ومغربي وشبراوي. هم/ هرم وعلى وصلاح.. وسباعي والسفاح. هم أولئك المدرجةُ أسماءَهم على ذلك الحائط، والورقِ المتساقط، من أشجار (البرث)، يحكى لنا عن رجالٍ مروا من هنا مدججين بالسلاح.. مملؤون بالأفراح.. تتقدُ أعينهم عزيمةً كالبرق.. مرفوعةُ هاماتهم في كبرياء.. فخورين بإنجازاتهم في تواضع.. يفعلون ما يؤمرون.. فكان حقًّا على الله نصرهم.. إنهم مؤمنون. ..
هم/ رامى حسنين، وخالد دبور، وعمر القاضي، وأبانوب. هم الجنود.. وفوا بالوعود.. بعزائم الأسود.. في كل (سيناء) ولازالوا هناك، تفوح منهم رائحة الجنة، رووا بدمائهم الأشجار والثمار، ورحلوا وضحكاتهم تجلجل الديار. يخططون.. يعقدون العزم ويتزاورون.. يصلون العشاء في (الواحات).. في الصفوف مع/ الحايس وامتياز ومشهور، وفي المساء، حول النار يتجمعون.. يتسامرون.. مع زرقة الفجر يحتلون الخنادق.. ويشهرون البنادق.. ويملأون البقاع والقلاع والبيادق.
.. هم/ خالد الشيخ، ومراد ودرويش، في (الفرافرة). يمرون على الحدود.. يجوبون الجبال والوديان كالفهود.. ويلتقون/ محمد سمير وأندرو وبطرس والجنود، حتى إذا اشتدت الظهيرة وزادت في المعارك الوتيرة.. لاذوا بالبحر في ليبيا مانحين الشهداء في (سِرت)، أكاليل التمجيد والعمر المديد.. مستبشرين في وئام.. يترنمون بالسلام. حتى إذا دانت المغارب.. يتسللون فى المسارب.. عائدين إلى القبور.. بضع تمرات وماء كذلك الفطور.. تدور أعينهم علينا لينشروا الأمان.. يزدهر الزيتون والليمون والرومان.. يتحرر السمان ويقلع الحمام.. فيرقدون في سلام.
هم ترانيم الملائكة.. هم وجوه على الشط.. وأغان على الممرات.. هم السوسن والنرجس والزنبقات.. هم الأطفال والأعياد والأغنيات.. هم أسراب العصافير التي حاربت لمصر.. جنباً إلى جمب في صفوف بيبي الأول منذ آلاف الأعوام.. وفي الطليعة في جيش أحمس في الأمام.. متمسكين بالجولان.. والأرز في لبنان.. أضاءوا الليل فى الاستنزاف.. ثم نصبوا الأعراس للزفاف.
.. هم/ الحوفي، ونجوى الحجار، والرقيب أمنية من رووا الأرض بدمائهم الطاهرة، لنحصد ثمارها ونطعمها أبناءنا.. ونحكى لهم قصص الأشجار وأرواحًا استحالت عصافير تغنى على أغصانها أغنية المدائن مع الأجراس والأبراج.. وقلدوا مصر التاج. .. هم الطبيب والمدرس والممرض والمهندس.. وكل طالب علم اجتهد فى عِلمه.. ساعياً لأمله.. هم كل من رأى الله واضحاً في عمله.. واتقى الحق في قلمه.. وطلب الخير لوطنه وقومه.. هم أبناء مصر على مر العصور.. علماء ومخترعون يرفعون اسمها في كل المحافل والحضور. هم الوزير والغفير.. هم الغنى والفقير.. وكل من عنده ضمير.
سلامٌ على من آنسونا.. وشرفونا.. وبالكرامة توّجونا.. ورسموا لأبنائنا الطريق.. وعبروا بنا المضيق. سلامٌ عليهم كلما طلب الليلُ النهار. سلامٌ عليهم فنعم عقبى الدار. سلامٌ عليهم في عليين.. كذلك يجزى الله المحسنين.. سلام عليهم في كل حين. ضحوا لأجل مصر.. سلام عليهم في كل عصر. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.