عوّدت عيني على رؤياك!
الإنبوكس:
– أنا “ريما“.. 32 سنة.. سورية عايشة فى مصر من سنة 2012.. هكتب رسالتي باللهجة السوري وهطلب منك بعد إذنك تحولها باللغة العامية المصرية الجميلة لإن حروفي ممكن تخذلني وأنا بحكي.. أنا ساكنة فى مدينة 6 أكتوبر من وقت ما جيت مصر أنا ووالدي.. أسرتنا كانت أنا ووالدى ووالدتي وأخويا الصغير “مريد“.. أمي وأخويا أتوفوا فى أحداث الثورة والضرب فى سوريا واللى ماكنش بيفرق بين كبير وصغير ولا بياخد فى إعتباراته أى رحمة بالناس.. ماتت أمي وأخويا بشكل بشع قدام عيوننا.. والدي أخدني وسافرنا لـ مصر.. جينا مصر وأنا مصابة إصابة مزمنة فى رجلي بسبب الحرب.. إصابتي حرمتني من المشي مدي الحياة.. والدي إشتغل فى محل حلويات صاحبه سوري وبدأنا نتأقلم على حياتنا الجديدة.. ماكنش تأقلم بنسبة 100% أكيد إنت فاهم حتى مع وجود بعض المعارف اللي من بلدنا، وكرم وجدعنة المصريين لكن الحزن كان راسم فى قلوبنا وجع هيفضل مكمل معانا طول عمرنا.. فى بداية وجودنا فى أكتوبر كان لازم مكان للسكن، والفلوس اللى قدرنا نجيبها معانا من سوريا كانت على القد، ووالدي صمم يجيب لي كرسى متحرك عشان يسهل عليا الحركة.. لما الفلوس خلصت كان ضروري والدي يشتغل فى أسرع وقت لكن ولإن أهم خطوة إننا نلاقي بيت نسكن فيه كان الحل فى شقة إيجار بسيطة فى الدور الـ 5.. بقول بسيطة لإن تصميمها كان غريب وتحس إن فيه مقاول لقي مساحة فاضية فى الدور فقرر يقفلها كـ شقة!.. بالنسبالنا كان المطلوب مكان يدارينا وخلاص.. بعد يوم وإتنين وتلاتة بدأنا ناخد بالنا من أهم مشكلة فى الشقة.. مفيش بلكونة، وكل شبابيكها علوية!.. ماتقدرش تقف تشم نسمة هوا بشكل مباشر لإنك مش هتطول الشباك أصلاً!.. الشباك الوحيد اللي كان فى مستوى الجسم هو اللى موجود فى أوضتي.. شباك كبير وبيطل على العمارة اللى قدامنا.. عرضت على والدي إنه ياخد هو الأوضة دي وأقعد أنا فى الأوضة التانية رفض.. مواعيد شغله كانت فوق الـ 12 ساعة كل يوم، وكان بيرجع مهدود وتعبان، وأنا حسيت إني لازم أشارك معاه بأي حاجة عشان مايشيلش لوحده.. رغم صعوبة وشِبه إستحالة طلوعي ونزولي بحالتي دي؛ طلبت منه إني أشتغل.. رفض.. حاولت من خلال معارفنا أدور على شغل من وراه.. فشلت.. مفيش موبايل.. مفيش جيران.. مع الوقت إتحول الوقت اللى بقعده لوحدي لـ شريط ذكريات مؤلم بيوجعني لما بفتكر أمي وأخويا وبيتنا القديم وزمايلي وأهلي.. المتنفس الوحيد ليا كان شباك أوضتي!.. بحط دراعين إيدي فوق بعضهم على حلق الشباك وبحط راسي فوقهم بإستسلام، وأبص للسما.. بقت عادة يومية.. أعمل كوباية شاي، وأتحرك بالكرسي فى إتجاه الشباك أسند نفس السندة.. العمارة اللى قدامنا وتحديداً الشقة اللى قدامنا كانت فى نفس مستوي شقتنا.. شباك أوضتي فى مواجهة شباك صالة شقة العمارة التانية.. المسافة بين العمارتين أساساً كانت بسيطة وتقريباً لازقين فى بعض!.. عرفت بعد كده إن صاحب الشقة كان بيأجرها مدد صغيرة وقليلة.. أسبوع أو شهر أو شهرين.. أكتر ناس سكنت كانوا 6 شهور.. ولإن المنطقة اللى فيها العمارتين هادية ومافيهاش ناس كتير كان الصوت بيرد فى المكان كله.. بسهولة ممكن أسمع أى حوار بيدور بين الإتنين اللى قدامي فى الشقة.. أكيد مش بكون متعمدة، وأكيد مش هيدور حوار فى أمور مخجلة فى صالة!.. كنت بكتم نفسي وأسمع.. من تفاصيل الملامح وشكل الكلام بين سكان الشقة كنت بفهم قصصهم.. أول سكان شوفتهم كان شاب عنده حوالي 30 سنة ومعاه والدته عندها أكتر من 60.. عرفت إنهم جايين من الصعيد عشان يكشفوا عليها.. خرجوا أول يوم عملوا تحاليل.. تاني يوم تحاليل وأشعة.. والمفروض إن النتيجة كانت هتبقي فى اليوم الرابع.. فى اليوم الثالث سهروا عشان يدردشوا.. الأم كانت مبهجة وبتضحك وبتهزر وبتوصف لإبنها إزاي أبوه الله يرحمه إتعرف عليها وحبها وإزاي جه إتقدم لها وفضل متمسك بيها رغم إن والدها طرده.. كإنها وهي بتحكي كانت عايزة تهرب من مصير منتظراه.. دخلوا ناموا.. سهرت طول الليل أصلي وأدعي ربنا إنه يلطف بيها ويرحمها من أى شر.. حرام واحدة طيبة زي دى تموت، وحرام إن شاب مخلص ووفي لأمه وبار بيها يتيتم حتى لو سنه كبير!.. تاني يوم وقفت فى الشباك من بدري.. لقيت الأم صحيت وجهزت الفطار وحطته على السفرة.. كانت بتتحرك بصعوبة، ووجع باين فى خطواتها وحتى تأويهة الألم اللى بتطلع منها فى كل نفس حسيت منها قد إيه هي تعبانة.. رغم كده مصممة تعمل لـ إبنها الفطار.. حطت آخر طبق على السفرة، وغطتهم، ودخلت نامت تاني!.. بعدها بساعتين تقريباً الشاب ظهر وهو لابس هدومه وبيبص على شكله فى المراية اللى فى الصالة وبيحاول يتحرك ببطء عشان مايصحيهاش من صوت حركته!.. أخد باله من الأكل اللى أمه حاطاه.. شوفت فى عينه نظرة إمتنان وهو بيبص لـ جوه لـ مكان أوضة أمه.. ماكلش.. خرج.. فضلت على نار ببص من الشباك منتظرة النتيجة كإني واحدة من العيلة دي.. بعدها بساعة رجع الشاب.. كان لونه مخطوف وحركات إيده وخطواته متلخبطة.. قعد على الكنبة ودفن وشه بين كفوف إيده وقعد يبكي.. كان واضح إن نتيجة التحاليل مافيهاش حاجة كويسة.. بعد لحظات إنتبه، ومسح وشه وحاول يبان متماسك.. أمه خرجت.. كان بيضحك وحضنها وشاور على الورق اللي معاه كإنه بيطمنها.. هي ضحكت على ضحكه.. فرصة إني أسمع صوت الحوار فى النهار بتبقي أقل من بالليل بسبب العربيات اللى ماشية.. ماكنتش سامعة الحوار بينهم بس كله كان فى سكة إنه موضوع بسيط.. إستنيت لـ بالليل.. جهزوا شنطهم، وحطوها فى الصالة، وكانوا بيستعدوا عشان يسافروا بلدهم الصبح.. سهروا يتكلموا.. الشاب كان بيحاول يحكي ويهزر فى مواضيع دمها خفيف، والأم كانت فى وادي تاني خالص وسرحانة.. هو لاحظ.. طبيعي إذا كان أنا لاحظت!.. سألها: (مالك يا ست الكل؟).. ردت بسؤال: (ناوي على إيه فى موضوع رحاب؟).. رد بإستغراب: (إيه اللى جاب سيرة رحاب دلوقتي!).. قالت: (اللى جابه إن البنت متعلقة وعايزاك).. رد: (وهو أنا قصرت!، ما إنتي شوفتي أبوها إتكلم معايا إزاي!، يتلقح بقي لغاية ما نطمن عليكي إنتي، وتغور أى حاجة تاني).. قالت: (مالناش دعوة بأبوها، لا هو دايم لها ولا أنا دايمالك، وهي مالهاش ذنب، ومادام شاريين البنت وإنت عايزها ووعدتها زي الراجل يبقي تكمل راجل).. قال: (مش وقته).. قاطعته: (والله ما فيه وقت أحلي من كده، عايزين نفرح يا علي).. دى كانت أول مرة أعرف إسم إبنها.. ماردش.. خبطته بكفها وهو مضموم فى كتفه.. قالت: (ها يا واد ماتتعبنيش).. بص فى إتجاه الشباك عشان يتلاشي يبص فى وشها.. حاولت أتداري عشان مايشوفنيش.. قالت: (أنا عارفة إن خلاص اللى عايزه ربنا هو اللى هيكون وراضية بس عايزاك توعدني تراعي ربنا فيها، مش هنبهدل بنات الناس معانا).. بدأ يعيط.. أخدته فى حضنها، وهي بتضحك، وبتطبطب عليه.. دفن راسه فى حضنها.. فى اليوم ده ماقدرتش أنا كمان أمسك نفسي من العياط.. والدي لما رجع لقاني كده حاول يفهم مني فيه إيه بس أنا ماقولتش طبعاً.. تاني يوم صحيت بدري عشان كنت عايزة أودعهم وأشوفهم لآخر مرة.. إتحركوا على الضهر.. “علي” كان بينزل الشنط شنطة شنطة لحد آخر شنطة أخدتها أمه وبدأت تقفل فى الشقة.. جت عند شباك الصالة عشان تقفله.. شافتنى!.. عينها جت فى عيني.. ضحكتلي.. شاورلتي!.. شاورلتها.. قالتلي: (إزيك يا عسل؟، إسمك إيه؟).. رديت: (ريما).. صوتي كان واطي ومرتبك غير إننا كنا فى النهار.. سألتني: (إيه؟).. قولت بصوت أعلي: (ريما).. قالت: (أمورة أوي يا حبيبتي ما شاء الله ربنا يرزقك ويسعدك).. رديت بإبتسامة.. سألتني: (شكلك مش مصرية).. هزيت راسي وقولت: (سورية).. قالت: (أحلي ناس).. رفعت إيدي وشاورلتها.. سألتني بـ ود: (تعوزي أى حاجة يا حبيبتي).. إيه ده إزاي واحدة لسه أول مرة تشوفني تسألني بالصدق ده عايزة حاجة!.. أنا شخصية خجولة بطبعي، ومش باخد على الناس بسرعة بس لقيت نفسي لا إرادياً بقول: (عايزة أحضنك).. هي إستغربت.. بس إبتسمت، وقالت وهي بتشاور لـ تحت: (إنزليلي).. قولتلها وأنا على وشك العياط: (مش هقدر).. بدون ما أشرح زيادة ولا هي تسألني، ولا تتكلم كلمة زيادة قالت: (خلاص أجيلك أنا).. أقل من 5 دقايق كانت بتخبط على باب شقتنا وسمعت صوت إبنها وراها بيقول لها: (عرفيني فيه إيه مش عايزين إحراج مع حد).. فتحت.. شوفتها.. حضنتني كإنها عارفاني من سنين.. حضن دافي حاسة بأثره لغاية دلوقتي.. مقابلة ماخدتش أكتر من دقيقتين تلاتة معظمهم دعاء خارج من قلبها مش من بوقها.. مشيت.. بس فضلت فى ذاكرتي لدلوقتي.. بتمني ربنا يكون شفاها.
– من ضمن سكان الشقة زوج وزوجته كانوا متجوزين جديد وقعدوا 6 شهور!.. طول المدة دي أنا معرفتش إسمهم!.. بتقول له يا حبيبي وهو يا حبيبتي.. عمرهم ما ندهوا على بعض بأسماءهم الحقيقية.. فيه وشوش لما تشوفها تقول دول لايقين على بعض وماتقدرش تتخيل إن حد فيهم ينفع يكون مع غيره.. هما من النوعية دي.. زي أى زوجين كانوا بيتخانقوا بس كانوا بيحلوا خناقاتهم بأسهل وأبسط طريقة يتحل بيها أى مشكلة!.. لو هو إتعصب وقعد يزعق بصوت عالي ويصرخ فيها بإنفعال كانت تسمع وهي ساكتة، وبمجرد ما يسكت تاخده فى حضنها!.. تفضل إيده متخشبة جنبه وهي لسه حاضناه.. تدريجياً يبدأ يرفع إيده عشان يحضنها.. ينتهي الخلاف!.. يتكرر الموضوع بالعكس بس هي اللى تكون متعصبة!.. يخليها تخلص زعيقها وبعد كده يحضنها!.. ينتهي الخلاف!.. مرة فى مرة فى مرة بقوا يحسسوني أنا نفسي إن مفيش أى مشكلة فى العالم ومهما كان ضخامتها ممكن تقف قدام حضن.. ده اللى أثره بيفضل مكمل، وبتدوب جنبه أى حاجة تانية.. فى مرة، وقبل ما يمشوا من البيت بحوالي شهر ونص حصل بينهم خلاف قوي.. قوي بشكل مش مسبوق.. هي بتزعق، وهو كمان، وإنتهت الخناقة بإن كل واحد فيهم دخل أوضته وقفل على نفسه.. بسبب متابعتي فهمت إن الزوجة هي اللى كانت غلطانة، وطبعاً ومع عدم وجود إعتراف بالغلط لازم الطرف التاني يثور.. بس ليه فقدتوا الأوبشن اللى كان مفعوله سحري ما بينكم!.. ليه محدش فيكم سكت وإستني لغاية ما التاني يخلص كلامه وبعد كده حضنه وكانت القصة خلصت!.. لازم حل.. أكيد كان إقتراح مجنون مني إن الحل ييجي مني أنا!.. بس لازم.. كان عندى دبدوب صغير محتفظة بيه من أيام سوريا، وجبته معايا من هناك.. يمكن حرصي عليه كان أكبر من حرصي على نفسي إنه يفضل فى أفضل حال وإحنا مسافرين لدرجة إني كنت حاطاه فى كيس شفاف عشان مايتوسخش!.. جبت ورقة وكتبت فيها كلمة واحدة.. “بحبك“.. وشبكت الورقة بين إيدين الدبدوب، ورميته من الشباك عندي للصالة بتاعتهم.. الدبدوب نزل على الكنبة بالظبط.. صحيح ماكنش معدول بنسبة 100% بس على الكنبة، وهو ده المهم.. ليه كلمة واحدة؟.. معرفش.. بس حسيت إني لو كتبت أكتر من كده ممكن أتلخبط وحروفي ماتسعفنيش!.. هوصل لإيه أو عايزة إيه مش عارفة.. بص هو كان رهان مجنون على المجهول، وأنا قررت أخوضه للنهاية.. فضلت أتابع.. خرجت الزوجة.. شافت الدبدوب.. مسكته.. قرت الورقة.. إبتسمت.. حاولت تكشر ورسمت على وشها ملامح غضب مصطنعة!.. رجعت الورقة تاني لنفس المكان بين إيدين الدبدوب وحطته فى نفس وضعيته قال يعني كإنها ما قريتهاش!.. يوووه!.. دخل أوضتها تاني.. بعدها بفترة خرج جوزها.. قعد على الكنبة.. مسك الريموت وبدأ يشوف التليفزيون.. جت عينه على الدبدوب.. مسكه.. شاف الورقة، ومسكها قراها!.. بص فى إتجاه اوضة مراته.. إبتسم.. حضن الدبدوب ونام!.. إيه ده!.. ده نام نام يعني!.. بعدها بشوية خرجت مراته.. شافته حاضن الدبدوب، باسته على راسه.. صحي.. حضنوا بعض بدون ولا كلمة.. ساعتها ضميت كف إيدي الإتنين زي الملاكمين أو اللى بيشجعوا الكورة وقولت بصوت فرحان ومنفعل طلع غصب عني عالي وأنا بقول: (YES).. إنتبهوا.. بصوا ناحيتي.. تنحوا شوية، وأنا كمان.. إنفجروا فى الضحك، وأنا كمان.. كان واضح إنهم فهموا اللى حصل.. تاني يوم لقيت الدبدوب مرمي فى أوضتي وجواه ورقة مكتوب فيها: (شكراً، إحنا بنحبك).
– مقدرش برضه أنسي الإتنين الصحاب اللى جُم سكنوا وقعدوا فى نفس الشقة لمدة 3 شهور هي مدة تيرم دراسي عشان كانوا بيدرسوا فى مكان جامعي ما فى القاهرة.. زي أى إتنين شباب عادي كانوا بيهزورا وبيضحكوا وبيزعلوا برضه.. الأولاني كان شخص رومانسي، وبيحب الفرفشة.. التاني كان عملي أكتر وبتاع مذاكرة وردوده كانت فى معظمها قاسية، وناشفة.. الأولاني حصل معاه مشكلة عاطفية مع البنت اللى كان دايماً بيحكي عنها لـ صاحبه.. مشكلة إنتهت بإنفصالهم.. رغم إن التاني كان دايماً يحذر الأولاني من الإستمرار فى العلاقة دي لكن لما لقي صاحبه منهار بعد ما هو والبنت سابوا بعض؛ ماقعدش بقي يأنبه ويعاتبه ويلومه ويقول له أنا مش حذرتك وقولتلك وكده.. لأ.. ركن كل قسوته على جنب وكان فى قمة الرقة معاه!.. حضنه.. أيوا والله.. والأولاني كإنه ما صدق، وإنهار فى العياط.. التاني أخده وخرجه وفسحه.. يوم؟.. لأ.. إتنين؟.. لأ.. أسبوع متواصل كل يوم ييجي ياخده عشان يخرجوا يروحوا مكان مختلف!.. مرة سينما.. مرة يتعشوا بره.. مرة يجيب له ناس أصحابهم فى عزومة ينسقها ويظبطها التاني من الألف للياء عشان يبسط صاحبه ويعملهاله مفاجأة!.. وخلال الأسبوع ده كل ما كان يشوفه الصبح يحضنه، وفى نهاية اليوم يحضنه برضه!.. حس إن الحضن بشكل أو بآخر بيبعت أمان لصاحبه.. أمان هو مش محتاج غيره فى اللحظة دي، ولا هيحتاج!.
– حوالي 8 سنين ولحد اللحظة دي عشرات السكان وعشرات القصص اللى شوفتهم بنفسي وكانت كلمة السر فيهم كلهم “الحضن“.. عيني إتعودت تشوف إزاي إن حضن الناس لبعض بيحل مشاكل مهما كبرت وبيقرب مسافات مهما بعدت.. من شباك أوضتي أنا ماكنتش بشوف ناس لكن بشوف الحضن وتأثيره، وبقت شوفة الحضن بتوحش عيوني لإنها إتعودت على رؤياه.
الرد:
الحُضن هو بُق الميه اللى بتشربه وأنت بتجرى فـى سباق عشان تقدر تكمل.. اُحضن كل الناس.. أحضن القريب قبل فوات الأوان والغريب أُحضنه بالسمع.. الحضن مساحة وبراح أكبر من مجرد دراعين مفرودين.. حاجة كده بتطوى جواها و فى خلال مدتها القليلة تعب وبلاوى وكلام.. الحضن أخرس بس بيقول كتير.. مش لازم تحس إنها النهاية عشان تتكرم عليهم وتحضنهم.. ومش عيب لو صلحت قسوتك معاهم بحضن.. مش عيب كمان لو حضنت نفسك.. أعرف صديقة كل ما الدنيا تخنقها وتضيق بيها بتجرى على مراية الأوضة بتاعتها وتبوس نفسها وتحضن المراية كأنها بتحضن نفسها!.. الحُضن علاقة كده لوحدها مع نفسها مستقلة بذاتها.. القصة أولها وآخرها فى الحضن.