لُقب بالممثل الطائر ولم يستطع حصر أعماله.. تعرف على السيرة الذاتية للفنان حسن حسني

رحل عن عالمنا اليوم علمًا من أعلام الصناعة الفنية المصرية، الذي ستظل ذكراه مخلدة في أذهان وقلوب جمهوره وكل محبيه، فهو الفنان القدير حسن حسني، الذي امتعنا على مدار 59 عامًا من الفن دون انقطاع، واختاره الله ليجاوره عن عمر ناهز 89 عامًا، إثر أزمة قلبية، ويقدم “القاهرة 24” سيرته الذاتية في السطور الآتية:

اسمه الحقيقي حسن حسني محمود وولد يوم 15 من أكتوبر عام 1931 في حي القلعة، بدأ حبه للتمثيل من المرحلة الابتدائية بمدرسة تسمى “الرضوانية”، وتميز بدور “أنطونيو” في المرحلة الإعدادية وحصل من خلاله على كأس التفوق، وحصل على ميداليات تقدير عديدة من وزارة التربية والتعليم، كما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956، وتوفت والدته وهو في سن السادسة من عمره، وكان والده يعمل مقاولًا.

احترف التمثيل في بداية فترة الستينات، وأصبح عضوًا بفرقة المسرح العسكري التابعة للجيش، حتى صدور قرار يفيد حل المسرح العسكري عام 1967، وكان شريكه في تلك الرحلة الفنان حسن عابدين، وقال بعدها حسن حسني: “لولا حل المسرح العسكري لظللنا أنا وحسن خارج دائرة الضوء، التي كنا نحلم بها وقتها تم نقلي إلى مسرح الحكيم، الذي شهد أولى خطواتي”.

حسن حسني قبل وفاته: “سعيد أنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش” (فيديو)

وقدم حسن عليه العديد من المسرحيات منها “عرابي، المركب اللي تودي، حتى مسرحية “كلام فارغ” للمخرج سمير العصفوري، حيث توالى عرضها لمدة 6 أشهر وكانت تلك فترة كبيرة للعرض آن ذاك، وكانت سببًا في نقله إلى المسرح القومي، ومن ثم إلى المسرح الحديث.

وانضم لفرقة تحية كاريوكا وعمل بها لمدة 9 سنوات، قدم من خلالها العديد من العروض المسرحية منها “روبابيكيا، صاحب العمارة”، وفي نهاية السبعينات شارك حسن في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرًا”مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، وجسد خلاله دور الموظف المرتشي، وكانت تعد انطلاقته للجمهور فعلق في أذهانهم، بالرغم من الشر الذي قدمه خلال الشخصية.

وفي مطلع الثمانينات أطلق عليه لقب “الممثل الطائر”، حيث فتحت حينها استوديوهات عجمان ودبي، وكان ضمن الممثلين المسافرين الذين يعرضون في الدول العربية، ومن كثرة العروض التي قدمها لا يذكر عددها حتى، وابتعد عنا لمسرح لمدة ثمان سنوات، فكان العائد المادي له تأثير مغري على حسن، ولكن عاد مرة أخرى للمسرح مع مسرحية “على الرصيف” مع الفنانة سهير البابلي وصديق عمره حسن عابدين، وتوالت بعدها العروض المسرحية الشهيرة ومنها “اعقل يا مجنون” مع الفنان محمد نجم.

وفي عام 1993، تفوق على الفنان فاروق الفيشاوي ومحمود حميده في المنافسة، حيث سار إلى لبنان وسوريا لعرض مسرحيته “جوز ولوز” من بطولته وشارك بها في مهرجان السينما في القاهرة، وكانت اللجنة برئاسة لطفي الخولي أعلنت فوزه بجائزة أفضل ممثل، كما حصل على نفس اللقب من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم “فارس المدينة”، وقالت عنه الناقدة إيريس: “فرض نفسه بالموهبة وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما الفنان يبقى بقيمته”.

وبدايةً من منتصف التسعينات، شارك حسن في العديد من الأفلام التي لم تكلل بالنجاح بعد، وقالت عنه الكاتبة حسن شاه: “حسن حسني يمتلك موهبة عظيمة، ولكنه يبددها في أفلام لا ترتفع لمستوى أفلام المقاولات”.

وكانت الكوميديا هي الأقرب لقلب حسن حسني، فقال سابقًا في إحدى تصريحاته: “أحب الكوميديا الخفيفة المعتمدة في الأداء على الموقف، وهذا احد أسباب مشاركتي الشباب في تلك الأفلام الكوميدية، أما السبب الأخر هو رغبتي في تأمين تكاليف المعيشة، قد يلومني البعض على المشاركة في أعمال دون المستوى، ولكنني أريد تأمين نفسي ضد تقلبات الأيام”.

كما تزوج حسن حسني من سيدة تدعى ماجدة حميدة، رزق منها بولد وبنت، ولكن سبقته الابنة إلى الدار الآخرة بعد صراع مع مرض السرطان  في عام 2013، وكان لديه أمل في علاجها فأرسل أوراق حالتها إلى إحدى المستشفيات الكبرى بألمانيا وجاء الرد بأن حالتها متأخة ولا جدوى لعلاجه، وفي يومها تلقى خبر وفاتها من مستفى الشروق بمنطقة المهندسين.

وتخطت أعمال الـ 490 عمل على مدار حياته، فهو لم يكن يستطيع عدّهم عند سؤاله عن تاريخه الفني، فهو حافل بالعديد من الإنجازات، وظل في المجال الفني مستمرًا دون انقطاع أكثر من 59 عامًا، حتى وفاته، ويعد مسلسل “سلطانة المعز” هو آخر أعماله الفنية التي عرضت في الماراثون الرمضاني الماضي.

شاهد.. الظهور الأخير للفنان حسن حسني قبل وفاته بصحبة حفيد محمود ياسين (صورة)

أشرف زكي يكشف اللحظات الأخيرة في حياة حسن حسني قبل وفاته بأزمة قلبية