أعرف أنكَ سامحتني لأنني أنا أيضًا سامحتك.. رسالة لرأب الصدع
عزيزي أحمد..
قد تستغرب رسالتي لكَ، فنحن لصيقان، يمكنني الحديث معكَ في أيّ وقت، لسنا بحاجة للرسائل والموبايلات، لسنا بحاجة للنداء ورفع الصوت. لكنّي أحيانًا –خصوصًا مؤخرًا– أشعر بالحاجة للاعتذار لكَ علنًا، علّك تصفح عني.
الآن أنتَ تعرف أني أشعر بالذنب تجاهكَ، لطالما ظننتُ أن علاقتنا مميزة، وأنني أستطيع العناية بكَ، لكنّ هذا كان محض هراء. أنا أكثر شخص أحاطك بالشكوك وشعر في دخيلته أنكَ لا تستحق، أكثر شخص فقد ثقته فيك وحمّلك مسؤولية كلّ شيء، كلّ من تعتقد أنهم مرّوا في حياتك وفعلوا هذا هم في الحقيقة أشباح، مجرد انعكاس لما ظنتُه أنا فيك.
هذه هي الحقيقة، أنا لم أحبّكَ كما يجب، لا لم أكرهكَ، لكنّي انتظرتُ الآخرين أن يقنعوني أولًا أنكَ تستحق حبّي لأحذو حذوهم، بينما كانوا هم يرمقونني بتردّد ليقلدونني فيما أفعله معك. وهكذا يا صاحبي كنتُ أنا السبب، كنتُ أنا “الآخرين” الذين زعزعوا إحساسكَ بالأمان، بسببي دخلنا في دائرة كنتَ أنتَ الضحية فيها، فسامحني.
الآن أنا أحبّك، أنتَ تعرف هذا مادمتُ أنا أعرفه، أحبّك ونادم على كل الأوقات التي أضعتُها بحثًا عنكَ في الآخرين، بينما كلّ ما كنتُ أحتاجه، كلّ الحب والاحترام والتقدير والاعتراف الذي كنتُ أحتاجه؛ كان موجودًا بالفعل بداخلكَ. كنتُ أعمى، فلم أرَ كلّ هذا، والآن أراه.
وأعرف أنكَ سامحتني، لأنني أنا أيضًا سامحتك.