“ضحكت!”
*الإنبوكس:
● أنا “سمر حسن“.. عندى 24 سنة.. عايشة مع والدتي أنا وأختي الصغيرة “تسنيم“.. والدي اتوفي وأنا عندى 9 سنين.. والدتي جبل.. مثال حي للست المعافرة اللى بتقدر تضلل على ولادها لحد ما يقفوا على رجليهم.. هي أصلاً من أسرة ميسورة الحال من المنصورة، ولما حبت والدي وقفت قدام أسرتها وصممت عليه لغاية ما أقنعتهم بيه لإن مستواه ماكنش موازي لأسرتها.. أنت أكيد فاهم الفروق الطبقية اللى معششة فى دماغ الناس.. حتى لما وصل النقاش بينها وبين جدي لطريق مسدود وافق بس بشرط إنها مش هتاخد منه مليم بعد وفاته ظناً منه طبعاً إن الراجل الغريب اللى جاي ده ضاحك على بنته وطمعان فى فلوس أبوها!.. هي عشان ماكنش فارق معاها غير الشخص اللى حبها وحبته؛ وافقت!.. (موافقة، وهات أى ورقة وأنا أكتبهالك).. سرعة موافقتها إستغربها حتى جدي، وجدتي وأخوالي.. ولإن هي البنت الوحيدة وسط 3 صبيان، وكمان أصغر واحدة فيهم؛ تقدر تتخيل شكل الدلع اللى كانت بتشوفه.. بس والدي وبعد ما بقوا تحت سقف بيت واحد عمره ما بخل عليها بـ حاجة، وكان مزودها فوق دلعها دلع.. ماكنش بيخليها تعمل أى حاجة لوحدها كإنه عايز يعوضها عن الوضع اللى أخدها منه فكان بيشاركها فى كل التفاصيل.. مسح.. غسيل.. طبخ.. نموذج مش هيتكرر للراجل الصح زي ما الكتاب بيقول.. كانت حياتهم سعيدة ورايقة لأبعد درجة.. لحد ما جيت أنا للدنيا، وبعدي بـ سنتين جت أختي، وزادت حياتهم إستقرار.. وأنا عندي 5 سنين وبسبب حادثة عربية ربنا نجاني منها بصعوبة؛ فقدت نعمة البصر.. دي ماكانتش الخسارة الوحيدة خصوصاً إن والدي كان معايا فى العربية، ودخل فى غيبوبة استمرت لمدة شهرين تقريباً!.. كان وقتها مطلوب من أمي الست المتدلعة اللى الدنيا كانت مخليّاها ماتحطش إيدها فى أى قشاية إنها تتعامل مع مصيبة بالحجم ده فى محافظة كبيرة ماتعرفش فيها حد زي القاهرة!.. تراعي جوزها اللى بين الحياة والموت.. تكون جنب بنتها الكبيرة اللى فقدت بصرها.. تاخد بالها من بنتها اللى عندها 3 سنين!.. حِمل فيه صعوبة على رجالة مش ست!.. بس كانت قدها، وقدود زيها زي أى ست لما تتحط تحت ضغط.. متسألنيش هي عملت كده إزاي لإني ماعرفش ولما سألتها هي كمان قالت ماعرفش!.. بس غالباً هي القوة اللى ربنا بيزرعها فى أى واحد فاكر إن قدراته محدودة بس سبحانه بيأجل ظهورها للوقت المناسب.. خرج والدي من الغيبوبة فاقد قدرته على الحركة تماماً، وخروج الكلام من بُوقه بقي بصعوبة.. وخرجت أنا بدون نور عيني.. على فكرة إنطباعي عن الألوان وأشكال الحاجات محفور فى ذهني من وقتها بدون أى تغيير.. آه مالحقتش أشوف كل حاجة بس عرفت الأساسيات، وهي دي اللى فضلت مكملة بيها لحد دلوقتي!.. رغم سني تأقلمت مع وضعي.. دخلت مدرسة مناسبة لـ وضعي الجديد زيي زي أى حد فى سني.. والدي قعد فى البيت، وإحساسي إن عدم حركته ده زود حالته النفسية سوء.. والدتي إشتغلت عشان تعوض العجز اللى حصل فى دخلنا.. كانت بتشتغل الصبح فى شركة، وترجع تذاكرلي أنا وأختي بعد الظهر، وبالليل بتشتغل فى رسم لوحات عشان تبيعها، وده غير إهتمامها بـ والدي اللى ماكانتش مقصرة فيها.. والدتي رسمها حلو على فكرة.. هما بيقولوا أنا ماشوفتش بس واثقة إنه حلو عشان هي مش بتعرف تعمل حاجة إلا بإخلاص وبـ حب، واللى يتعمل بـ حب لازم هيكون حلو.. كان فيه لغة حوار بينها وبينه بنحس بتفاصيلها أنا وأختي.. تيجي من الشغل، وتقعد تتكلم معاه، ويرد عليها بـ رد ماكنش بيخرج بره نهنهة مش مفهومة!.. بس هي كانت فاهماه، وبتحكي بحماس، وهو كان بيسمع بحماس وبيتفاعل معاها بنفس النهنهة، ويضحكوا هما الإتنين!.. كانت بتقول عليه: (“حسن” بيعرف إزاي يضحكني، والست مش هتعوز غير كده من أى راجل، يضحكها وبعد كده كل حاجة بتبقي هينة).. كلامها صح، والحقيقة هو كان بيضحكني أنا كمان!.. كان بينده عليا بصعوبة وإحنا فى البيت، وهو على سريره.. أقرب منه.. أقعد جنبه.. يحط صوابعه على وشي.. يحركهم كإنه بيفصص ملامحي وبيشبع منها.. يشد بصوابعه طرفين بُوقى من اليمين والشمال كإنه بيخليني أضحك!.. أضحك فعلاً.. وهو يضحك ضحكة متهتهة بس فى وداني كانت أحلي حاجة ممكن أسمعها.. كان بيعمل كده كل يوم وبقت لعبة لطيفة ودمها خفيف وبنستمتع بيها إحنا الإتنين.. عملياً كان فيه صعوبة فى التواصل بيني وبينه لكن حسياً كنّا شايفين بعض مليون%.. مات والدي بعد 4 سنين من الحادثة، وساب فراغ كبير حاولت هي تعوضه، ونجحت فى كده بنسبة كبيرة.. بس ومع المصاريف ومسئولية البيت كانت شايفة إن فيه حِمل من نوع خاص عليها كإنها ورثت ده منه وعايزاه يفضل مكمل فينا!.. إزاي تضحكنا!.. يعني بقي عادي جداً وهي بتطبخ وأنا قاعدة جنبها تقول لى: (سمعتي آخر نكتة!).. أرد بهزار: (فيه أم تقول نكت لـ عيالها!).. تقول: (أومال هتأجر ناس من الشارع عشان تضحكك ولادها! إسمعي إسمعي).. تقول النكتة.. تضحك قبل ما تخلصها.. أضحك أنا على ضحكتها الحلوة مش على النكتة!، وهكذا!.. مرت السنين وكبرت.. درست فى كلية حقوق، وإتخرجت منها بتقدير كبير بفضل ربنا أولاً وأخيراً ثم والدتي!.. ماكنش فيه فرق بيني وبين أى حد، وماحستش للحظة إن ناقصني حاجة.. بقت نظرتي للأمور مختلفة، والضحكة مش بتفارق وشي.. بقيت فاهمة إن الدنيا قصيرة، وإن لحظات التعب مهما طالت هتروح وهنضحك عليها وهنستقبل غيرها تاني، وهكذا.. خلاص يبقي نعمل ده وإحنا مخففين على نفسنا، وعلى غيرنا بـ ضحكة!.. حبيت واحد معايا فى الكلية إسمه “أسامة“.. حبيت حنيته، إهتمامه بيا، وإنه كان شايفني مختلفة عن الكل وكان هو الوحيد اللى بيضحكني!.. مشاعرنا إتحركت بسرعة.. إعترفلي، وأنا اعترفت له!.. جه إتكلم مع والدتي.. والدتي سألته: (متأكد؟).. رد: (أكيد، وإلا ماكنتش هآجي).. سألته تاني: (وأسرتك؟).. رد: (تهمهم سعادتي، ومادام أنا شايفها مع “سمر” محدش هيعترض).. راح إتكلم معاهم.. والدته رفضت.. (إيه اللى هيخلّيك تتجوز واحدة “عامية” مش بتشوف!).. ده اللى هي قالته بس هو ماقالهوش ليا.. فضل مصمم.. فضلت رافضة.. وقف الموضوع عند النقطة المفصلية الرخمة بتاعت: (يا أنا يا هي).. رد عليها إن لو مفيش “سمر” فمش هيتجوز خالص!.. قالت: (موافقة!، ماتتجوزش خالص بس واحدة بظروفها لأ).. خلاص بقت مفهومة إن مشكلتها مع وضعي أنا مش مع شخصي.. طلبت أقابله، وإتقابلنا فى كافيه متعودين نقعد فيه.. إتكلمت معاه إني بحله من أى وعد أو إلتزام وإن سماعه لكلام والدته هو اللى هيرضيني.. إتخانق معايا إني مش متمسكة بيه زي ما هو متمسك بيا بس اللى هو ماكنش قادر يفهمه إني مش هقبل أكون سبب فى خلاف ممكن يمتد للعمر كله بينهم هما الإتنين!.. زعل مني.. حاولت أصالحه.. إتكلمت معاه.. ماردش!.. إتحركت من الكرسي بتاعي عشان ألمس مكان كرسيه.. الكرسي بتاعه فاضي.. مشي!.. مشي بدون ما يقول وأنا ماحسيتش!.. كده يا “أسامة“!.. تسيبني لوحدي وتمشي.. طيب حتى مافكرتش هروح إزاي!.. أول مرة أحس إني مش بشوف.. غصب عني دموعي نزلت، وحطيت راسي على الترابيزة عشان أداري كسوفي قدام الناس اللى أكيد منظري كان مُلفت ليهم بس ده ماكنش هاممني قد ما كان كاسرني إني لوحدي.. مافاتش كتير غير وحسيت بإيد بتتحط على راسي بالراحة و بـ حد بيبوسني على راسي.. مديت إيدي عشان أمسك الإيد اللى على راسي.. إيده!.. قعد جنبي وقال: (حقك عليا ماتزعليش مني).. ماقدرتش أوقف دموعي برضه.. عملت معاه نفس الحركة اللى كان بابا بيعملها معايا.. حطيت إيدي على وشه وحركت صوابعي عليه وشديت طرفين بوُقه يمين وشمال عشان أخليه يضحك.. ضحك، وأنا ضحكت.. صحيح من نتايج القعدة دي إننا مالقيناش حل.. بس لقينا الأهم.. لقينا بعضنا.. ساب بيتهم وراح قعد عند واحد صاحبه.. شهر إتنين تلاتة أربعة، ولحد 9 شهور متواصلة.. ماتقبالناش ولا مرة فيهم وكان بيقول لى: (مش هنتقابل غير لما أقنع أمي، هيبقي صعب عليا آخد الخطوة وهي مش راضية، وأنا واثق إني هقنعها).. والدتي كانت مصممة إن الموضوع ده ينتهي، وإن الكون مش هيقف على “أسامة” بس أنا صممت.. كنت ببان صامدة قدامها وماسكة نفسي، وبدفع عن إختياري له بكل قوتي بس بيني وبين نفسي ومع مرور الشهور كنت بفقد الأمل بالذات مع قلة تواصلنا.. المكالمة اليومية بقت كل 3 أيام وبعدها بقت كل أسبوع، وبعدها بقت كل شهر لما إشتغل فى وظيفة أخدت معظم وقته.. كرامتي كان تعباني فقررت أشتغل أنا كمان.. أنا مش هجري وراك يا “أسامة“.. إشتغلت.. إتلهيت فى شغلي الجديد بس وأنا فيا حتة كبيرة ناقصة.. حتى مع دخول موضوع “كورونا” والمرونة اللى الشركة اللى أنا فيها عملتها عشاننا فى الحضور والشغل من البيت كنت مصممة إنى أشتغل من المكتب!.. ولما قرب عيد ميلادي ماكنتش حاسة ببهجته.. كان بيبقي ليه طعم معاه بس مع غيابه مابقاش.. الأسبوع اللى فات يوم عيد ميلادي رجعت البيت الساعه 5 المغرب.. اللى بيفقد نعمة البصر بتتضاعف عنده باقي الحواس.. السمع، الشم، والإحساس بيبقوا أزيد من الطبيعي المعتاد.. منحة ربانية فيها تعويض كبير.. دخلت البيت ورميت السلام.. بمجرد دخولي فهمت إن والدتي وأختي فى الصالة بيتفرجوا على الجزء الخمسين باين من المسلسل التركي بتاعهم اللى مش عايز يخلص.. والدتي قالتلي أقعدي معانا شوية.. قعدت.. قالتلي: (كل سنة وإنتي طيبة).. باستني هي وأختي.. كلموني عن جدعنتي وإني نور البيت وإنهم مايقدروش يستغنوا عني.. الكلام كله كان حلو وإيجابي بس حسيت إن فيه حاجة مش عادية!.. إحساس داخلي كان بيقول لى إن اللى بيحصل ده لـ سبب أو لآخر لغرض إن يكون فيه لغوشة على حاجة تانية بتحصل.. فجأة سمعت صوته: (بقول لك يا طنط).. والدتي ردت: (خير يا “أسامة“؟).. قال: (أنا جاي النهاردة أنا وأمي عشان نلم “سمر“).. والدتي ردت: (تلموها إزاي يعني! إنت شايفها متبعترة؟).. قال: (ألمها فى بيت العدل قصدي).. كل ده بيحصل وأنا واقفة ومش عارفة ولا مستوعبة هو فيه.. بس اللى فهمته بعد كده إن “أسامة” جاب والدته عشان يتقدم لى، وإنه إختار اليوم ده بالذات وجُم كانوا قاعدين عندنا فى البيت منتظرين لحد ما آجي، والشهور اللى فاتت ماكانتش أكتر من محاولات متواصلة منه لإقناعها.. وحصل!.. بدون تفاصيل ولا كلام كتير حصل!.. ليه؟.. عشان كان عايزني بجد.. حتى هي كانت بتعاملني بـ لُطف ماكنتش متخيلاه.. أول ما حسيت بيها قربت منها وقولتلها: (والله العظيم يا طنط أنا قولتله إني ماينفعش يحصل حاجة غير لما حضرتك تـ…..).. قاطعتني: (قال لى يا حبيبتي).. والدته قالتها وحضنتني.. قولت لـ “أسامة“: (بس أنا مش موافقة!).. والدته قالت: (إيه!).. رديت بـ قوة أول مرة أحسها فيا: (أيوا مش موافقة، مادام سيبتني المدة دي كلها يبقي مش هكون حاسة بـ أمان معاك، أنا آسفة).. قولتها وحطيت إيدي قدام صدري بـ عِند.. كلهم كانوا ساكتين.. “أسامة” تجاهل كلامي وقال: (بقول لكم إيه التورتة عليها شيكولاتة وهتسيح عشان الحر يالا بينا! يالا يا طنط يالا يا أمي يالا يا “تسنيم“).. قال كده وسابوني كلهم وراحوا ناحية السُفرة كإني ماقولتش حاجة!.. إيه ده هو أنا تافهة!.. إتغظت جداً.. فضلت واقفة مكاني.. “أسامة” قرب مني ومعاه طبق قعد يحركه قدامي وهو بيهزر: (التورتة غرقانة شيكولاتة إيه! ماقولكيش!، بتضيعي من إيدك فرصة العمر والله! خطوبة وتورتة إتنين فى واحد!).. بيتكلم وهو بياكل وبيقرب الشوكة من بوُقي ويبعدها!.. غصب عني ضحكت بس كنت مستورة من الكمامة اللى لابساها ومش باين إني إستجبت لـ محاولاته!.. قال لى فجأة: (من فضلك مش إنتي قافشة ماتضحكيش على كلامي).. قولتله: (ماضحكتش!).. قال: (لأ ضحكتي).. فضلنا زي العيال فى الشد والجذب ده.. الوضع بقي ألطف كتير وشوية شوية دخلت فى المود معاهم.. والدتي قالت له: (هي مش بنتي!، بس أنا مش عارفة إيه اللى خلاّك تتخبط فى دماغك وتختارها!).. رد عليها بسرعة: (بتضحكني!).. قالها وسكت.. حسيت إن والدتي صوت تنفسها بقي متهدج وحسيت إنها إفتكرت والدي الله يرحمه!.. مديت كف إيدي ولمست وشها وحركت بصوابعى طرفين بوُقها يمين وشمال عشان أخليها تضحك.. اليوم عدي على خير الحمدلله وإتخطبت أنا و“أسامة“.. قبل ما يمشي سألته بيني وبينه على جنب: (إنت عرفت إزاي إني كنت بضحك؟).. رد: (عرفت!).. سألته: (أيوا إزاي؟، الكمامة كانت على وشي!).. قال: (عينك ضاقت، ولما بتضحكي عينك بتضيق).. أنا واثقة إني هكون مطمنة مع “أسامة“، وإن حياتنا هتبقي سعيدة.. اللى موجود بيني وبينه هو أهم حاجة بتضمن إستمرار ده إن شاء الله.. زي ما والدتي قالت زمان عن والدي: (بيعرف إزاي يضحكني، والست مش هتعوز غير كده من أى راجل، يضحكها وبعد كده كل حاجة بتبقي هينة).
تامر عبده أمين يكتب: “أوعدك!”
*الرد:
- لو حبيت حد بحاول أضحكه، واللى بيقدر يضحكني بياخد ثقتي، وقلبي.. الناس اللى وجودهم مرتبط بـ البهجة بشكل أو بآخر هما كنز الأيام الحقيقي.. هما اللى بيهّونوا كتير.. الحياة صعبة بطبعها، ومش مستحملة ولا مستاهلة ضغوط.. إختاروا اللى يسهلها عليكم مش يكعبلها.. السؤال الأهم فى تقييم قربك من فلان هل وجودك جنبه بيفرق معاك من الناحية النفسية بالسلب ولا بالإيجاب؟.. لو بالإيجاب يبقي كمل وأنت مغمض.. حتى لو فيه مشاكل أو خلافات أو عوائق؟.. آه.. مش هو عايزك؟.. يبقي هيوصل.. “شمس التبريزي” قال: (فإن السّاعي إليك حلالاً لن يخونه دربه، وسيسُوقُه الله لعُقر دارك مجروراً من قلبه).. مش بتضحكوا؟.. يبقي هتكملوا.. إركن الظروف على جنب.. بتفضل الضحكة هي الخط اللى بنرجع له؛ فبنرجع لبعض.. إبدأوها بالضحكة، وكله بعد كده هيعدى.