عزيزي فلان.. الكاتبة الإسبانية روساريو رارو: أعزائي المصريين
“اسمي روساريو رارو، وأعلم أنه قد يبدو اسما مستعارا ولكنه اسمي الحقيقي، من مواليد سيجوربي، وهي بلدة صغيرة شرقي إسبانيا، على مسافة ساعة من بالنسيا. أمارس الكتابة منذ كنت في السابعة من عمري وكنت أحلم منذ ريعان شبابي بنشر أعمالي في دار مهمة مثل بلانيتا، وأن تقرأ أعمالي بعدة لغات، من بينها العربية، وهي اللغة التي كتب بها العديد من كتابي المفضلين وفي مقدمتهم نجيب محفوظ، والذي قرأت له روايته العظيمة “زقاق المدق”، والتي أثارت إعجابي كثيرا، وكشفت لي كيف صور ببراعة شديدة مدى التشابه بيننا جميعا كبشر أكثر بكثير مما نتصور.
أعبر عن امتناني لصديقي وليد صالح الخليفة، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة مدريد المستقلة، الذي اكتشفت بفضله مبكرا الآداب المكتوبة بالعربية، فقرأت “طوق الحمامة” لابن حزم عام 1989، ثم واصلت قراءاتي خاصة الأعمال المسرحية من شمال أفريقيا.
أما أكثر موضوع يثير اهتمامي، سواء بالنسبة لقراءاتي أو لكتاباتي فهو موضوع لم يحسم بعد: يتعلق بنوازع النفس البشرية، والتي تجعلنا على النحو الذي نحن عليه فتصدر عنا نوعية بعينها من ردود الأفعال. لذا أحاول في رواياتي إبراز تلك القصص التي أخفوها عنا. اعتقد أننا نحن الكتاب تقع على عاتقنا مسئولية أخلاقية تتمثل في أن نعطي صوتا لمن هم بلا صوت. عرفت المترجم المتميز طه زيادة في مدينة تاراثونا عام 2017، عن طريق منظمي معرض الكتاب بالمدينة ومؤسسة بيت المترجم، العريقة والهامة، التي يديرها حاليا صديقنا المشترك، اليخاندرو كورال، ويعمل على مواصلة التعاون المثمر مع مدرسة المترجمين في طليلطة من أجل تحقيق هدفها الدائم في بناء جسور التواصل الثقافية، ولهذا نحن نعتمد على المترجمين كحلفاء ضروريين وموثوق فيهم لتوصيل كلمتنا لبقاع أخرى بفضل معرفتهم.
نستطيع خلال فترة الحظر ملئ وقت الفراغ الممتد بالكتب. فبالرغم من حبس أجسادنا داخل المنازل، ستظل عقولنا طليقة من خلال الأدب لينقلنا حيث نريد أن نكون في أي وقت. أنا علي سبيل المثال، أقرأ حاليا “رباعيات الأسكندرية” لداريل، وبهذه الصورة أكون هناك الآن. من مصر يمكنكم قراءة “ثلاثية كورفو” التي كتبها شقيقه عن تلك البلدة اليونانية، وبهذا تعتبر الرواية في وقت الحظر وسيلة انتقال. تعد القراءة عن الأماكن صورة من صور تخيلها ومعايشتها ومشاركة وقعها على أبطال العمل، كما أنها ترياق شافي من العزلة والشعور بالوحدة. أشكركم جميعا على كل شيء رو”
ترجمها عن الإسبانية: طه زيادة