مدير مدرسة يرفض الاعتذار عن امتحانات الثانوية ويغسل “بلاط” اللجان: “الطلاب ولادنا والدولة عملت اللي عليها وزيادة” (خاص)
في الوقت الذي يخشى فيه الجميع من خطر الإصابة بفيروس “كورونا” المُستجد، وبينما امتلأت ساحات اللجان المُخصصة لتلقي اعتذارات المدرسين عن مراقبة امتحانات الثانوية العامة عن آخرها بالآلاف من أعضاء هيئة التدريس؛ خوفًا من الوباء، ضربَّ أحد رجال التربية والتعليم المثل والقدوة لكل مسئول يراقب الله في مسئوليته.
“الأستاذ سيد أحمد حسين” اسم يعرفه أغلب أهالي مركز ومدينة الحسينية، بمحافظة الشرقية، لرجل بلغ مكانة كبيرة في اللغة العربية، وأجاد كثيرًا حتى وصل إلى درجة الخبير، قبل أن يتقلد منصبه مديرًا لمدرسة “الحسينية” الثانوية بنين، لكن ما جرى خلال الساعات القليلة الماضية جعل الجميع يتهافت للإشادة بالرجل، بعدما التقطت صور له وهو يُشرف ويقوم بنفسه بأعمال التطهير اللازمة للجان المدرسة؛ استعدادًا لبدء امتحانات الثانوية العامة.
“الطلاب ولادي وبخاف عليهم وقولت أغسل المدرسة وبلاطها بنفسي وما آمنش لحد في النظافة والتطهير”.. بهذه الكلمات بدأ مدير المدرسة حديثه لـ”القاهرة 24″، حول إصراره على تنظيف المدرسة بنفسه، قبل أن يضيف: “بشتغل بنفسي علشان الطلاب تبقى مرتاحة في اللجان من غير خوف ولا قلق”.
اعتذار آلاف المدرسين عن مراقبة الامتحانات وخوفهم من الإصابة بفيروس “كورونا” المُستجد لم يمنع الرجل من القيام بدوره على أكمل وجه: “ربنا الستار وإحنا بنعمل اللي علينا، واللي رايده ربنا هيحصل لكن واجب علينا ناخد حذرنا”، مضيفًا: “مينفعش نعتذر ونقول العيال تموت وإحنا نعيش.. الطلاب ولادنا وبنعمل اللي نقدر عليه”.
رجل متأنق يرتدي قميص وبنطال، يمسك بـ”خرطوم” يرش الأرض ويُعقمها ويُطهرها.. كان هذا لسان حال الصورة، لكن في الكواليس لم يتأخر الرجل عن آداء دوره في نظافة الفصول والحوائط والجدران بتواضع شديد كما لو كان عاملًا: “غسلنا المدرسة بمواتير الرش وعقمنا الحوائط والأرضيات علشان الطالب يدخل اللجنة ميلقاش تراب أو حاجة تعكر عليه جو الامتحان”.
وعن تجهيز الفصول من الداخل وتحويلها للجان امتحانات، يقول “الأستاذ”: “جهزنا كل فصل بـ 14 تختة وبين كل تختة والتانية متر ونص، وبإذن الله تطهير وتعقيم المدرسة هيكون بعد كل امتحان كمان وقبله علشان الطلاب يبقوا مرتاحين نفسيًا، و 22 لجنة فرعية جاهزة تمامًا لاستقبال الطلاب في أفضل إجراءات”.
تطهير وتعقيم ورش الفصول وغسل المدرسة لم يكن تكليف للرجل، لكنه أوضح: “مش مجبرين على حاجة، لكن دا تطوع وحرص على الطلاب وكل اللي بيدخلوا لجان الامتحان من زملائنا، لازم المدرسة تكون نظيفة ومهيأة، وبنفسي أشرفت على دور العمال اللي كانوا بيمسحوا البلاط مسح”.
ووجه الرجل حديثه للطلاب وأولياء الأمور ممن يتخوفون من آداء الامتحانات في ظل أزمة تفشي وانتشار فيروس كورونا: “حد طايل الدولة تهتم بيه كده وتوفر له كل سبل الرعاية علشان يمتحن في جو هادي ونظيف.. الدولة مهتمة وخايفة على ولادها وبإذن الله مفيش أي خوف ولا قلق”.