عودة الحياة.. “الحضرة” تصدح من جديد في حب رسول الله: “مدد.. ارفع الغضب” (صور)
“تملكتم روحي وقلبي ومسمعي.. وجسمي وأحشايا وكُلي بأجمعي”، ثلاثة أشهر مرو على الحفل الأخير الذي حضرته ندى عمر، لفرقة “الحضرة للإنشاد الديني”، وأصداء تلك الكلمات تكاد لا تنقطع عن أذنيها، حينما تركت حفلة فبراير الماضي، وكانت على وعد مع صديقاتها أن لا يفوتها السهرات الرمضانية للحضرة، كعادتهم كل عام منذ بداية الفرقة، غير أن الرياح جاءت محملة بالقرارات التي حالت دون ذلك، حينما أعلن مجلس الوزراء بوقف المسارح، ضمن قرارات محاربة جائجة كورونا، ومنذ ذلك الحين و”ندى” تشتاق إلى العودة للحضرة وتنتظر ذاك اليوم لتطرب مسامعها وتهيم الروح بالمديح.
الخامسة من مساء اليوم السبت، خرج مركز الربع الثقافي الذي يحمل مكانته الخاصة لدى أحباب “الحضرة” لقربه من ضريح سيدنا الحسين، من سبات دام لثلاثة أشهر، وعادت أنفاس الهائمين إليه باعثة بحياته مرة أخرى، في أول حفلات الحضرة للإنشاد الديني، والتي كانت قبلة لارتواء محبي “آل البيت”، فما أن بدأت الحضرة: “نحن في ساحة الحسين نزلنا.. في حمى الله من أتى لـحسينا”، حتى هام الحاضرين كُلِ ممسك بمسبحته، يصدحون في حب الرسول وآل بيته، متناسين ضغوط الفترة الماضية ومرارات كورونا التي أفقدتنا ملازات الحياة، متبعين إجراءات الوقاية كافتها متباعدين متخدين خطوات التعقيم.
نبض الربع بالحياة ثانية، عادت إليه أجوائه وطقوسه وسط حالة حماسية بعد انقطاع دام لـ3 أشهر، امتلىء المكان بالتضرع وطلب المدد من الحاضرين، جلسوا جميعًا يرددون، “مدد يا سيدة.. يا أم البشاير”، تلك الكلمات التي تلمس نياط القلب واضعةً عليه برقتها المعهودة قبل أن ينطقها اللسان، رافعين أيديهم متضرعين لرفع البلاء حالمين آملين في إزاحة الغمة.
طيلة ساعة ونصف، وزوار “الحضرة” هائمون متوحدون مع المديح زاهدون في الدنيا، مرتاحين البال منفصلين عن ضجر الدنيا، متونسين بمقام سيد الشهداء وطلب المدد، بعدما طال الشوق هم و”الحضرة” يعانقون السماء بكلماتهم، يسبحون فى ملكوت الله على الأرض، قلوبهم ذائبة وأذنهم مشنفة، يودون أن لو طال الحفل لأيام، حتى دقت عقارب السادسة ونصف معلنةً ختام الحفل، ليحزم الحضور أمتعتهم مغادرين المركز على أمل اللقاء ثانية.