سائقو الشفاء.. رحلة دواء كورونا من الثلاجات حتى دخوله أجساد المصابين (معايشة)
يفتح الستار على مشاهد تبعث في نفوس المصريين الأمل بالنجاة من جائحة كورونا، التي أصابت عشرات الآلاف من الصدور وأنهكت النفوس والأبدان، فطل علينا بطل، اسمه “ريمديسفير” يساهم بشكل كبير في تعافي الحالات الحرجة من مصابي “كوفيد – 19″، في رواية كتبتها شركة “إيفا فارما” للصناعات الدوائية.
مشهد 1:
14 يومًا منذ دخلت صابرين “ممرضة” مستشفى العزل، في حالة سيئة دفعت إدارة المستشفى إلى وضعها على أجهزة التنفس الصناعي، يصدر عنها أنين بين آونة وأخرى، يحاول الأطباء ألا تتحول إلى رقم في البيان اليومي بين الوفيات.. العينة لا تزال إيجابيةً؛ ليصبح “الإيجابي” لأول مرة الأسوأ على الإطلاق لعائلة بالكامل، فيما تصبح “السلبية” أمل ولو مرة واحدة في أن يذهب “كوفيد” عن جسد صاحبة الـ50 عامًا.
مشهد 2:
اتصال من الشركة عاجل لميلاد، أحد موظفي شركة “إيفا فارما”، والذي يعمل على توصيل الأدوية إلى الجهات المستحقة، يخبره المتصل بالقدوم لتوريد طلبية إلى مستشفى عزل مصابي كورونا، تحمل مجموعةً من دواء “ريمديسفير” لعلاج الحالات الطارئة والحرجة، بعد تصنيعه في مصر رسميًا، يترك كل شيء ويذهب إلى مقر الشركة، يبدأ التحميل، ثم ينطلق نحو مستشفى العزل ضمن عدة عربات لإنقاذ مرضى بالفيروس في حالة صعبة.
مشهد 3:
يبدأ المستشفى باستخدام “ريمديسفير” على ‘صابرين”.. يمر اليوم الأول، الثاني، ثم يتم نقلها من غرفة العناية المركزة، لتصبح في حال أفضل، في الوقت الذي يستعد فيه “ميلاد” لتحميل طلبية جديدة إلى مستشفى عزل، يمكن أن تساعد في خروج مريض من العناية المركزة ليتنفس ولو بشكل طبيعي.
داخل مخزن واسع تبدأ رحلة خروج علاج كورونا إلى الحالات الحرجة “ريمديسفير” لنقلها إلى مستشفيات العزل الصحي. في درجة برودة عالية تحفظ العبوات، وداخل مصنع يتحلى بكل درجات الجودة المطلوبة عالميًا؛ لتجعله المصنع الأول الموجود في الشرق الأوسط الذي يقوم بتصنيع علاج كورونا، تبدأ المهمة التي تعتبر المرحلة الأخيرة ولكنها الأهم، يحملها اثنان من موظفي الشركة على عاتقهما، يبدو من ملامحهما أنهما يعيشان همومهما الشخصية، لكنهما يفضلان أن يتخليا عن تلك الهموم في سبيل توصيل علاج يمثل النجاة لمريض آخر.
بتعبٍ واضح وإرهاق يظهر عليه، يحمل العبوات ضمن حمولة يشاركه فيها شخص آخر، يتحدث بالكاد وهو متحمس لدوره الذي يسهم في علاج مريض قد يكون على شفا موت، أن دوره كأب ليس بعيدًا عما يقوم به في نقل علاج فيروس كورونا إلى مستشفيات العزل، خوفه من الإصابة وسط هذا المكان لم يكن بنفس قوة أن يعود إلى منزله، ويخبر أولاده أنه فعل هذا ليجعلهم فخورين به، وأصبح له دور حقيقي ولو أخير في وصول العلاج لمريض.
“ميلاد” موجود على مدار الـ7 أيام، ويعمل على مدار الـ24 ساعةً في حالة طوارئ رفقة زملائه، ليس وحده، وإنما وسط نخبة من العمال الآخرين الذين حبى الله بهم شركة “إيفا فارما”، رائدة الصناعات الدوائية في مصر، وصاحبة حق إنتاج وتصنيع دواء “ريمديسفير” لعلاج الحالات الحرجة، و”فبيرافيير” لعلاج الحالات المتوسطة والبسيطة من مصابي فيروس كورونا، يرى في قرارة نفسه أن تعبه حب للعمل، وأن إخلاصه للمكان منفعة من أحيا الناس جميعًا، وإحساس البطولة الذي يعيشه كفيل بجعله بنفس الحالة لشهور.. فقط أن يشعر أنه بطل ولو في مواجهة “كوفيد”.