صحف غربية: السلوك الواقعي لحماس على الأرض وارث الماضي.. وعقبات جدية أمام تحقيق المصالحة الفلسطينية الكاملة
جاء التقارب الذي تحاول جهات في حركة حماس القيام به إزاء التواصل مع حركة فتح، ليثير من جديد تساؤلات عدة عن مصداقية حماس في هذا التقارب وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع.
وأشارت مصادر أمنية إلى توجس المخابرات الفلسطينية من مراوغات حركة حماس بصورة قد تؤهلها للاستيلاء على الحكم في الضفة الغربية، كما نبهت هذه المصادر لصحيفة “jns” أن حركة حماس وحدها هي المنتصرة من هذا التقارب، وهو الأمر الذي يفسر سعيها الجدي إلى دعم هذا التقارب وتواصله بهذه الطريقة، خاصةً في ظل الأزمات السياسية التي تعيشها القضية الفلسطينية الأن، في هذا الوقت الدقيق.
بدورها نقلت دورية “جيو بوليتيكال مونيتور” الأمنية الدقيقة توجس ما وصفته بقيادة فلسطينية أمنية عليا من هذا التعاون بين فتح وحماس، مشيرة إلى أن هذا التعاون من الممكن أن يؤدي إلى استيلاء حماس على الحكم في الضفة الغربية، وهو ما ستدفع ثمنه السلطة الفلسطينية بعد ذلك.
من ناحية أخرى، أعربت مصادر سياسية فلسطينية في رام الله، عن قلق النشطاء في حركة فتح من استهداف بعض من كبار النشطاء على يد الجيش الإسرائيلي، خاصة مع تهديد القيادات الإسرائيلية باستهداف هؤلاء النشطاء الذي بات عدد منهم هدفًا لجيش الاحتلال.
وأفادت هذه المصادر في حديث لصحيفة “تايمز” البريطانية أن الوضع دقيق للغاية، وبات مفتوحًا على الكثير من التطورات. كما أشارت مصادر سياسية فلسطينية، لم تكشف عنها الصحيفة، إلى أن نتيجة لذلك، أمر مسئولوا الأمن قواتهم بعدم التورط في أعمال العنف التي تطالب به حماس أعضاءها من خلال القنوات الإعلامية الرسمية.
اللافت أن السياسات التي تنتهجها حركة حماس باتت تثير انتقادات أمنية واضحة، حيث أشار أحد القيادات الأمنية الفلسطينية العليا لصحيفة “تايمز” البريطانية أن التعاون بين حركة حماس والقيادات الأمنية، من شأنه أن يعرض سيطرة القوات الأمنية الفلسطينية عمومًا للخطر.
دوائر غربية تهتم بالتقارب بين فتح وحماس خلال الساعات الأخيرة
ونبه ذاك المصدر، الذي لم تذكر الصحيفة إسمه، إن فتح تتعاون مع حماس، وهو التعاون الذي بات له تبعات أو ما يمكن وصفه بالتداعيات السياسية المهمة، الأمر الذي أنعكس بدوره على المكون الجيوسياسي للعمل الفلسطيني.
كما أشار المصدر إلى أن تعاون فتح مع حماس يختلف كليًا عن تعاون القوى الأمنية الفلسطينية مع حركة حماس، خاصةً وأن للقوى الأمنية أساليب وطرق تعرف منها، وبسهولة التداعيات السلبية لأي توجه فصائلي داخلي على استقرار الوضع الأمني.
بدوره كشف مصدر سياسية إن القيادة الفلسطينية تتفهم هذا التهديد، الأمر الذي يفرض عليها العمل جديًا بالمستقبل على الحد من نشاط حركة حماس، حتى لا يتم تعريض مستقبل الأوضاع في الضفة للخطر.
الجمهور
التوجه نحو آراء الجمهور بات قضية مهمة للغاية، حيث حللت صحيفة “الجارديان”، في تقرير لها، رؤية ورد فعل الجمهور الفلسطيني إزاء ما يجري في الأراضي الفلسطينية الأن، حيث أظهرت نتائج استطلاع عرضته الصحيفة، أن 75٪ من الجمهور المشارك قلقون من قيام حماس بتنفيذ ذات المخطط والإنقلاب على السلطة في رام الله، في تكرارًا لما صار في غزة.
كما أشار الاستطلاع الذي أجري في مدينتي رام الله وبيت لحم، أن هذا الخوف يزداد وبقوة خلال الفترة الأخيرة. خاصة وأن التطورات السياسية المتعلقة بالعمل الفلسطيني المشترك تتواصل بلا توقف، الأمر الذي بات واضحًا الآن في ذروة هذه التطورات.